قهوة محمصة على أطراف الكون لأول مرة في العالم

مشروع رائد لمهندس عراقي يخطط لإرسال حبوب البن الخضراء في كبسولة على متن صاروخ إلى الفضاء، لتحميصها ثم إعادتها إلى الأرض.
أول فنجان قهوة فضائي في أول مقهى فضائي بالإمارات
مشروع فريد وغريب ومثير
قهوة بمزاج عال جدا حدّ أقاصي الكون

أبوظبي - في عام 2020 سيتسنى لعشاق القهوة تناول أول فنجان قادم من خارج حدود الأرض في مقهى فضائي في الإمارات.
ربما تكون الفكرة غريبة لكن شركة ناشئة تدعى "سبيس روسترز" أسسها مهندس عراقي تخطط لإرسال حبات البن الخضراء في كبسولة خاصة على متن صاروخ إلى الفضاء، لتتعرض للحرارة العالية الناتجة عن اختراق المجال الجوي للأرض، ثم إعادة القهوة إلى كوكبنا جاهزة للإعداد والتناول في مقهى "المركبة الفضائية" الذي تخطط الشركة لافتتاحه في الامارات، ليكون أول مشروع من نوعه في العالم.
هذا المشروع الطموح للمهندس حاتم خفاجي والباحث أندرس كافاليني، يستند إلى استغلال انعدام الجاذبية في الفضاء في رفع فعالية تحميص القهوة بنسبة متساوية في جميع أجزاء الحبوب الخضراء. 
وقال خفاجي الذي يعد أول مهندس عربي يختص بالعمارة الفضائية، عن مشروعه في حديث خاص لموقع "مرصد المستقبل" الإماراتي: "تحميص كوب قهوة في الفضاء الخارجي، فكرة مبتكرة وهي الأولى من نوعها عالميًا، وستعود منافعها على سكان الأرض وبحوث الفضاء المستقبلية".

وأضاف "فكرة المشروع بدأت خلال نقاش مع زميلي خلال دراستي لماجستير علوم الفضاء في جامعة الفضاء العالمية في فرنسا، وبعد اطلاعنا على دراسات عدة تشير إلى إهمال عامة الناس لمجال الفضاء، إذ تبقى عوائد أبحاث الفضاء وفهم تقنياته محصورة في مهندسي وعلماء الفضاء المتخصصين، ما دفعنا للبحث عن فكرة تساعدنا على إلهام الناس حول العالم بأهمية استكشاف الفضاء الخارجي، ولفت أنظارهم إلى قدرة تقنيات الفضاء على تحسين حياتنا اليومية في جوانب عدة".
وأوضح فكرة المشروع قائلا "نعمل على إحداث ثورة في مجال تحميص القهوة، بتطوير الطريقة التقليدية المُتبَعة لمئات السنين، من خلال تسخير علوم وهندسة الفضاء، في محاولة للفت الأنظار إلى إمكانيات تطوير آليات الطهو في الفضاء الخارجي".
وعن أصعب مرحلة في المشروع الرائد قال خفاجي "الجزء المتعلق بتسخير حرارة إعادة الدخول للغلاف الجوي لتحميص حبوب القهوة بتقنية التشتت الحراري لدرع الدخول الجوي، هو الأصعب لأن الحرارة الناجمة عن دخول الغلاف الجوي قد تصل إلى 2900 درجة مئوية، ويجب أخذ الحرارة الناتجة والتحكم بها بعين الاعتبار لنتمكن من تحميص القهوة بشكل مثالي. وهو شيء لم تقم به أي وكالة فضاء عالمية حتى الآن، إذ أن الطريقة المتبعة، هي وضع درع حراري لوقف تدفق هذه الحرارة بشكل كامل إلى الكبسولة الفضائية".

مقهى فضائي مليء بالإلهام والإبداع، يجمع الناس ليناقشوا علوم الفضاء حول كوب من القهوة الفضائية

وربط المهندس العراقي المقيم في الإمارات بين البحث عن حياة خارج الأرض وبين مشروعه قائلا: "طموحنا للعيش فترات طويلة على سطح القمر والمريخ يفرض علينا تحضير طعامنا، ونعمل من خلال مشروعنا على تحضير الإنسانية لكي تصبح أمة ممتدة بين الكواكب والمجرات مستقبلًا، وننشر حب علوم الفضاء بين عامة الناس".
وأضاف لـ"مرصد المستقبل": "الفكرة نالت تقدير لجنة مكتب براءات الاختراع كونها فريدة من نوعها في مجال الفضاء، ونعتزم طرح المنتج الجديد بعد تحميصه لسكان دولة الإمارات، في مقهًى فضائي مليء بالإلهام والإبداع، جامعًا الناس ليناقشوا علوم الفضاء حول كوب من القهوة الفضائية".
وربما يفتح هذا المشروع المبتكر الباب لمشاريع أخرى في مجال إعداد الطعام في الفضاء وتأثير انعدام الجاذبية على خصائص ونكهات ومذاق الأطعمة، وطرح أفكار لاستغلال أرجاء الكون البعيد لخدمة البشرية على سطح الأرض وفي كواكب أخرى مستقبلا.