قوات الأسد تتكبد خسائر فادحة في هجمات لجماعات متشددة

المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد أن 20 مسلحا على الأقل من قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له قتلوا في ثلاثة أيام في هجمات شنتها هيئة تحرير الشام حراس الدين بالقرب من المنطقة العازلة في ادلب.

تصعيد متبادل بين القوات السورية وجماعات متشددة في ادلب وحماة
تصعيد سوري يدفع مئات العائلات للفرار من محافظة ادلب ومحيطها

بيروت - تكبدت القوات السورية والمسلحون الموالون لها خسائر فادحة في الأرواح خلال الأيام القليلة الماضية في هجمات شنتها هيئة تحرير الشام ومجموعة حراس الدين بالقرب من المنطقة العازلة التي تم الاتفاق عليها برعاية روسية في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.

وحسب المصدر ذاته قُتل عشرون عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها خلال ثلاثة أيام.

ويُعدّ هذا التصعيد الذي ترافق مع قصف كثيف للنظام وأسفر أيضا عن مقتل عدد من الجهاديين ونزوح المئات من السكان في محافظة إدلب والمناطق المحاذية، بين أسوأ الهجمات في المنطقة منذ توقيع روسيا وتركيا في سبتمبر/أيلول 2018 اتّفاقا ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح على أطراف إدلب.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "منذ الأحد، قُتل عشرون مقاتلا من الجيش السوري ومسلحين موالين للنظام في هجمات نفّذتها هيئة تحرير الشام ومجموعة حراس الدين في جنوب حلب وشمال حماة وشرق إدلب".

وأشار إلى أن الهجوم الأخير الذي وقع ليل الاثنين الثلاثاء أدى إلى مقتل خمسة عناصر من القوات الموالية للنظام في ريف حلب الجنوبي.

وخلال ثلاثة أيام، قُتل أيضا تسعة جهاديين في معارك وعمليات قصف نفذها النظام، وفق المرصد.

وأدى قصف النظام المستمرّ منذ أسابيع إلى نزوح آلاف المدنيين من مدينة خان شيخون في جنوب إدلب إلى شمال المحافظة.

وأفاد المرصد السوري بأن امرأتين مدنيتين قتلتا الثلاثاء، ما يرفع عدد القتلى المدنيين جراء قصف النظام على المدينة إلى 42 منذ التاسع من فبراير/شباط.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للأزمة السورية ديفيد سوانسون من عمان الثلاثاء إن "الأمم المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق حيال سلامة وحماية آلاف الأشخاص الذين نزحوا من خان شيخون عقب تصعيد الأعمال العدائية في المنطقة".

وأضاف أن 7033 شخص بينهم نساء وأطفال ورجال نزحوا من خان شيخون في الفترة الممتدة من الأول حتى 21 فبراير/شباط.

وأشار إلى أن الغالبية الكبرى انتقلت إلى مناطق داخل إدلب، فيما نزح حوالى 152 شخصا إلى بلدة عفرين في حلب.

ولفت إلى أن الحركة الحاصلة تسجّل "أحد أعلى مستويات النزوح في إدلب منذ توقيع اتفاق سوتشي في سبتمبر/أيلول (2018)".

وشوهدت عشرات الشاحنات والجرارات والسيارات تقلّ عائلات على الطريق السريع في إدلب متجهة شمالا نحو الحدود مع تركيا وتحمل أمتعة وأغطية وأدوات منزلية وأغناما. وكان أطفال ونساء يجلسون بين الأغراض والأثاث.

وتسيطر هيئة تحرير الشام ومجموعات جهادية أقل نفوذا منها على ثلثي المنطقة منزوعة السلاح التي تشمل جزءا من محافظة إدلب مع ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي. كما تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب.

وتوصّلت روسيا وتركيا في سبتمبر/أيلول من العام الماضي إلى اتّفاق ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا، بعدما لوّحت دمشق على مدى أسابيع بشنّ عملية عسكرية واسعة في المنطقة.

وتقع المنطقة منزوعة السلاح على خطوط التماس بين قوات النظام من جهة وفصائل معارضة وهيئة تحرير الشام ومجموعات أخرى صغيرة من جهة ثانية.