قوات الأسد والنصرة تضعان اتفاق ادلب على حافة الانهيار

موسكو تتهم هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) بمحاولة تخريب المبادرة الروسية التركية لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في المحافظة التي تسيطر عليها المعارضة، بالتزامن مع تصعيد عسكري سوري.

تركيا تواجه صعوبة في الحفاظ على اتفاق ادلب
النصرة وجماعات متشددة أخرى لم تنسحب من ادلب
بقاء المتطرفين في المنطقة العازلة يمنح دمشق ذريعة لمهاجمة ادلب

موسكو/ادلب (سوريا) - اتهمت موسكو اليوم الخميس هيئة تحرير الشام التي كانت تسمى جبهة النصرة قبل أن تغير اسمها وتعلن فك ارتباطها صوريا بتنظيم القاعدة، بمحاولة تخريب اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا الذي أفضى إلى اقامة منطقة عازلة في ادلب وحال دون وقوع هجوم سوري كاسح على المحافظة التي تعد آخر أبرز معقل للمعارضة السورية.

وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن وزارة الشؤون الخارجية الروسية اتهمت مسلحي جبهة النصرة في ادلب بمحاولة تقويض المبادرة الروسية التركية لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في المحافظة التي تسيطر عليها المعارضة.

ونقلت الوكالة عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الوزارة قولها "لا يزال هناك مسلحون من النصرة في إدلب لا يتوقفون عن محاولاتهم تخريب تنفيذ مذكرة التفاهم التي اتفقت عليها روسيا وتركيا".

كما نقلت إنترفاكس عن زاخاروفا قولها في إفادة صحيفة بموسكو إن المسلحين يواصلون قصف القوات الحكومية السورية في جنوب المحافظة وإلى الشمال الغربي من حماة.

وحال الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في سبتمبر/أيلول بين روسيا، أقوى حلفاء الرئيسي السوري بشار الأسد وتركيا التي تدعم المعارضة، دون هجوم حكومي كبير على المحافظة الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا.

وتأتي الاتهامات الروسية بينما سبق أن تواجه تركيا التي تقيم نقاط مراقبة في ادلب، صعوبات في الحفاظ على الاتفاق ومنعه من الانهيار.

ويشكل دفع الجماعات المتطرفة ومن ضمنها جبهة النصرة للخروج من ادلب واحد من الأسباب التي قد تقوض الاتفاق بين موسكو وأنقرة.

وقالت موسكو مرارا إن مسؤولية تنفيذ الاتفاق تقع على عاتق تركيا التي تقيم نقاط مراقبة في ادلب. وقد تفاوضت أنقرة مع الجماعات المتطرفة لإخراجها من المنطقة لكن اتفاق ادلب أو سوتشي أفرز انقسامات حادة بين هذه الجماعات التي قبل بعضها به ورفض البعض الآخر.

وتنقسم جبهة النصرة إلى شقين، واحد داعم للاتفاق وآخر يرفضه رفضا قاطعا باعتبارها استسلاما للنظام السوري وحليفه الروسي.   

تصعيد متبادل في ادلب يربك الجهود التركية لانجاح اتفاق سوتشي
تصعيد متبادل في ادلب يربك الجهود التركية لانجاح اتفاق سوتشي

وفي المقابل تظهر مؤشرات قوية على أن الاتفاق سائر على الأرجح إلى الانهيار في ظل التصعيد العسكري المتبادل بين قوات النظام السوري وقوات من فصائل إسلامية متشددة في ادلب.

وتشير مصادر إلى أن النظام السوري والقوات الموالية له كثّفا من جانبهما الهجمات على مناطق بمحافظة إدلب، منتهكا مذكرة سوتشي الرامية لوقف إطلاق النار بالمنطقة.

وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن دمشق واصلت خلال الاسبوعين الأخيرين استهداف مناطق سكنية في ادلب والمواقع العسكرية للمعارضة السورية.

وقالت إن وحدات تابعة للنظام السوري تواصل منذ مساء الأربعاء، القصف بسلاح المدفعية مدنا وبلدات بمحافظتي حماة (وسط) وإدلب (شمال).

وأكدت المصادر أن منطقة تل السلطان شهدت اليوم الخميس حركة نزوح بسبب القصف المتواصل، موضحة أن 15 شخصا قتلوا في هجمات النظام بينهم 9 مدنيين.

وكانت قوات من المعارضة السورية، قد انسحبت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي من المناطق منزوعة السلاح بموجب مذكرة التفاهم المبرمة بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر/أيلول.

لكن بقاء جماعات متشددة وبينها النصرة يمنح النظام السوري ذريعة قوية لشنّ هجوم على ادلب على اعتبار أن الاتفاق الروسي التركي ينص على انسحاب جميع فصائل المعارضة وأسلحتهم الثقيلة من المنطقة.

وأدت روسيا الطرف الرئيسي في الاتفاق أن من حق قوات الأسد مهاجمة الفصائل المتشددة في ادلب ضمن حربها على الإرهاب.