قوات الدعم السريع مستعدة لفتح مسارات آمنة لسكان الفاشر
الخرطوم - أعلنت قوات الدعم السريع في السودان استعدادها لفتح مسارات آمن لخروج السكان من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والتي تشهد منذ أسابيع اشتباكات أثارت قلق المجتمع الدولي، ما يقيم الدليل على التزامها بتجنيب المدنيين ويلات المعركة المحتدمة بالتوازي مع سعيها إلى الانخراط في الجهود الهادفة إلى إزالة كافة العراقيل التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وأكدت قوات الدعم التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي" في بيان نشرته عبر حسابها على منصة إكس "استعداد وجاهزية قواتنا لمساعدة المواطنين بفتح مسارات آمنة لخروج المواطنين إلى مناطق أخرى أكثر أمناً يختارونها طوعا وتوفير الحماية لهم".
ودعت سكان الفاشر إلى "الابتعاد عن مناطق الاشتباكات والمناطق المرشحة للاستهداف بواسطة الطيران وعدم الاستجابة للدعوات الخبيثة لاستنفار الأهالي والزج بهم في أتون الحرب".
واتهمت قوات الدعم السريع في وقت سابق الجيش السوداني بشن غارات مكثفة استهدفت أحياء المدنية، متسببا في مقتل العديد من النساء والأطفال.
وتحذّر أطراف دولية عدة منذ أسابيع من مخاطر الاشتباكات في الفاشر، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في إقليم دارفور بغرب السودان، التي لا تزال خاضعة لسيطرة الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على أربع من عواصم الولايات الخمس المشكِّلة للإقليم.
ونسف البرهان كافة الجهود الدولية لوقف الحرب وكشف مرارا عن نواياه في مواصلة القتال رغم تفاقم خسائره وفقدانه السيطرة على العديد من المناطق السودانية، فيما يبدو أنه يراهن على دعم عسكري روسي وإيراني لإطالة أمد الصراع، لكن الوضع على الميدان يشير إلى اقتراب قوات الدعم السريع من تعزيز مكاسبها الميدانية بسيطرتها على مدينة الفاشر.
وأبدى قائد قوات الدعم السريع طيلة الفترة الماضية استعداده التام والتزامه الصادق بالانخراط في أي مبادرات تهدف إلى إنهاء الصراع وإرساء سلام شامل وعادل كما باتت العديد من الدول الأفريقية تنظر إلى المبادرة التي طرحها حميدتي على أنها الحلّ الأكثر وجاهة لطي صفحة الحرب.
وكانت الفاشر مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات إلى ولايات الإقليم، الأمر الذي دفع إلى تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة.
ونتيجة احتدام القتال في عاصمة شمال دارفور، أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" الأربعاء بمقتل 56 شخصا من بين "454 ضحية منذ الجمعة 10 مايو/أيار لكن من المرجح أن عدد الجرحى والوفيات أعلى بكثير".
وأدت الحرب التي اندلعت في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 إلى مقتل الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
كما دفعت البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا وتسبّبت في تشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة.
ونتيجة المعارك أصبح 70 في المئة من المرافق الصحية السودانية خارج الخدمة، بحسب بيانات الأمم المتحدة، كذلك ويواجه 1.7 مليون سوداني في دارفور خطر المجاعة.
وحذّرت الأمم المتحدة الجمعة من أنها لم تتلق إلا 12 في المئة من تمويل بقيمة 2.7 مليار دولار طلبته لمساعدة حوالى 15 مليون شخص في السودان.