قوات السراج تحاول إستعادة مطار طرابلس بعد فشل سابق

الهجوم ينطلق من 3 محاور والمواجهات لا تزال مستمرة في محيط المطار حيث يتمركز الجيش الليبي به منذ أكثر من شهر.

طرابلس - بدأت قوات تابعة لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية، الأربعاء، هجوما عنيفا على مطار طرابلس الدولي، الذي تتمركز فيه قوات الجيش الليبي.
وقال مصدر عسكري تابع للوفاق بأن الهدف من الهجوم هو الاستمرار في محاولة استعادة السيطرة على المطار وطرد قوات الجيش منه.
وأوضح المصدر العسكري، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن الهجوم بدء من 3 محاور ولا تزال المواجهات مستمرة في محيط المطار.
والهجوم يعد الثاني لقوات الوفاق بعد فشل محاولة سابقة الجمعة الماضية لاستعادة المطار الذي تتمركز به قوات الجيش الليبي منذ أكثر من شهر.

وكان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج أكد الأحد، إنه غير مستعد للجلوس مع خليفة حفتر قائد قوات الجيش الوطني الليبي للتفاوض على إنهاء الهجوم على العاصمة طرابلس والمستمر منذ شهرين.

وتشير تصريحات السراج لوكالة "رويترز" إلى وجود احتمالات ضعيفة لوقف إطلاق النار قريبا في معركة طرابلس التي يتمركز فيها السراج وحكومته، في موقف يعكس ما دعا له رئيس حكومة الوفاق في وقت سابق الأحد، حيث اقترح مبادرة للعودة إلى طاولة المفاوضات.

ويأتي اقتراح السراج لإنهاء الأزمة في ليبيا بديلا عن مواصلة المواجهة الميدانية بعد أن بقيت طرابلس محاصرة من قبل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منذ أبريل/نيسان.

لكن الجيش الوطني الليبي رفض مقترح السراج، مستبعدا الحل السياسي في ظل وجود "المليشيات والمجموعات الإرهابية في طرابلس".

الجيش الوطني الليبي
الجيش الليبي رفض مقترح السراج لايجاد حل سياسي في ظل وجود الميليشيات

وكشف رفض السراج إجراء محادثات مع حفتر حقيقة الثقل الذي أصبح يتمتع به قائد قوات الجيش الوطني الليبي في المعادلة الليبية، حيث يرى مراقبون أن التقدم الميداني الذي أحرزه يضع حكومة الوفاق في مأزق حقيقي جعلها تقدم مبادرة غير واضحة تتناقض مع الدعوة إلى الحوار.

وتضمن اقتراح السراج الذي فرض في وقت سابق شروطا غير واقعية لقبول قواته والميليشيات الموالية لها في طرابلس وقف إطلاق النار، إجراء انتخابات عامة قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن "لا حل عسكريا للصراع في ليبيا".

وقال في كلمة بثتها قناة "ليبيا الوطنية" الموالية لحكومة الوفاق "أقدم اليوم مبادرتنا السياسية للخروج من الأزمة الراهنة"، وطالب بـ"ملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية، يمثل جميع القوى الوطنية من جميع المناطق ممن لهم التأثير السياسي والاجتماعي، الذين يدعون إلى حل سلمي وديمقراطي".

وأضاف "يتم الاتفاق خلال الملتقى على خارطة طريق للمرحلة القادمة، وإقرار القاعدة الدستورية المناسبة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة قبل نهاية 2019، ويقوم الملتقى باعتماد قوانين العملية الدستورية والانتخابية، مع تحديد مواعيد الاستحقاقات وإحالتها إلى المفوضية الانتخابات".

كما نصت مبادرة السراج التي بدت مقتضبة ودون تفاصيل، على دعوة الملتقى مجلس الأمن والمجتمع الدولي لدعم الاتفاق، وتكون مخرجاته ملزمة للجميع، على أن تقوم الأمم المتحدة بالإعداد والتنظيم لهذه الاستحقاقات.

ومع إصرار الجيش الوطني الليبي على مواصلة عملية طرابلس ورفضه التراجع، تجد قوات الوفاق نفسها عاجزة عن الصمود أكثر بسبب عجز ميزانيتها وفشلها في كسب دعم سياسي خارجي، بعد أكثر من شهرين من القتال.

كما فشلت محاولات مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة في إيجاد حل سياسي بين طرفي النزاع في ليبيا سواء قبل أو بعد عملية السيطرة على طرابلس.

وتزايدت الضغوط الخارجية على حكومة الوفاق بعد أن صوت مجلس الأمن الاثنين الماضي على تمديد قرار حظر الأسلحة على ليبيا لعام واحد، بعد أيام من اتهام للقيادة العامة للجيش الليبي تركيا بتزويد ميليشيات متطرفة موالية للوفاق بإمدادات عسكرية ضخمة.