قوات الشرع تداهم معاقل لداعش في عملية نوعية تبعث برسائل طمأنة

المداهمات استهدفت خلايا نائمة في أربعة مواقع وأفضت إلى مقتل إرهابي والقبض على 10 آخرين.

دمشق - داهمت قوات الأمن السورية أوكارا لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في حلب اليوم السبت، ما تسبب في مقتل أحد المسلحين واعتقال آخرين، في أول عملية من نوعها تعلن عنها الحكومة التي يقودها إسلاميون، في ثاني أكبر مدينة في سوريا.

وتتصدر مكافحة الإرهاب وبسط الأمن وحفظ الاستقرار الشروط الأميركية والغربية لإقامة تعاون مع الإدارة السورية ودعمها ماليا لإعادة الإعمار وتنفيس أزمات البلاد.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في بيان إن أحد عناصر قوات الأمن السورية قتل خلال المداهمة، مضيفا أن القوات تمكنت من "مصادرة أسلحة وعبوات ناسفة ولباس يحمل شعار الأمن العام".

وذكر مصدر أمني أن المداهمات استهدفت خلايا نائمة في أربعة مواقع وأن 10 أشخاص أُلقي القبض عليهم. وقال إن أحد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية فجر نفسه، فيما قُتل آخر في اشتباكات.

وتحمل مكافحة الإرهاب في سوريا في المرحلة الراهنة دلالات حاسمة تتعلق ببناء الدولة الجديدة وتوفير الأمن وإعادة دمج البلاد في المجتمع الدولي.

والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خصم قديم لتنظيم الدولة الإسلامية، وحارب "الخلافة" التي أعلنها "داعش" خلال الحرب السورية عندما كان زعيم فرع لتنظيم القاعدة.

والتقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالشرع في السعودية يوم الأربعاء الماضي، وأشاد به ووصفه بأنه "شخصية جذابة ذات ماض حافل".

كما أعلن ترامب أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن سوريا، وهو تحول كبير في السياسة الأميركية من شأنه أن يُسهم في إنعاش اقتصاد سوريا المنهار ويمثل دفعة قوية للشرع.

وتعد جهود إدارة الشرع في مكافحة الإرهاب عاملاً مهماً في جذب الدعم والمساعدات الدولية للحكومة الجديدة، خاصة في مجالات الأمن وإعادة الإعمار.

وأشارت تقارير إلى أن تعاون سوريا في مكافحة الإرهاب قد يكون أحد العوامل التي تدفع بعض الدول والمنظمات الدولية إلى رفع كامل للعقوبات المفروضة على البلاد.

وعلى الرغم من أن الرئيس المؤقت أحمد الشرع كان مدرجاً على قوائم الإرهاب سابقاً، فإن مساعي فرنسا لرفع العقوبات عنه تشير إلى أن التعاون في مكافحة الإرهاب قد يغير المواقف الدولية.

وسيطر الشرع على السلطة في دمشق في ديسمبر/كانون الأول بعد الإطاحة ببشار الأسد. وقطع علاقاته بتنظيم القاعدة عام 2016.

وفرض تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سيطرته على مساحات شاسعة من سوريا والعراق في ذروة قوته، قبل أن يطرده خصوم له، بينهم تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة، من تلك الأراضي.

وفي يناير/كانون الثاني، أعلنت السلطات السورية إحباط هجوم للتنظيم المتطرف على مقام السيدة زينب في إحدى ضواحي دمشق، واعتقال أعضاء الخلية الضالعة في الهجوم.

وقتل مسلحو "داعش" خمسة أفراد من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شرق سوريا الشهر الماضي، في واحدة من أعنف هجماتهم منذ فترة.