قوات النظام السوري تحاصر أكبر معاقل المسلحين في إدلب

قوات الجيش السوري كثفت بدعم من القوات الجوية الروسية، القصف على ريف إدلب والقرى المجاورة ما اضطر سكان معرة النعمان الفرار والنزوح من المنطقة.

إدلب (سوريا) - طوقت القوات السورية المدعومة من روسيا الثلاثاء، موقع مراقبة تركيا أثناء تقدمها صوب مدينة معرة النعمان في إطار هجوم على آخر جيب رئيسي للمعارضة المسلحة في سوريا.

وقالت مصادر من الجانبين إن الموقع العسكري التركي قرب قرية الصرمان والطريق السريع الرئيسي، الذي تسيطر عليه المعارضة والذي يمتد شمالا إلى مدينة حلب التي تسيطر عليها الحكومة ثم إلى العاصمة دمشق باتجاه الجنوب، أصبح الآن تحت حصار القوات السورية المدعومة من مقاتلين تساندهم إيران.

وتُعد نقطة المراقبة التركية في الصرمان الثانية التي تحاصرها قوات النظام بعد تلك الواقعة في بلدة مورك بمحاذاة إدلب في ريف حماة الشمالي.

ولتركيا 12 موقعا في إدلب بموجب اتفاق أمني أبرمته عام 2017 مع روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد.

ووقعت عدة هجمات على المواقع منذ ذلك الحين مما دفع تركيا للرد، لكن الضغوط الروسية على دمشق أوقفت إطلاق القوات السورية النار عليها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية مدنيين قتلوا على الأقل بينهم خمسة أطفال الثلاثاء، في غارات جوية روسية استهدفت قرية جوباس على أطراف بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي.

 وأضاف المرصد أن القتلى نازحون لجأوا إلى مدرسة القرية ونواحيها.

ومنذ 16 كانون الأول/ديسمبر، كثفت قوات النظام السوري بدعم من القوات الجوية الروسية، القصف على هذه المنطقة بينما تخوض معارك عنيفة ضد جماعات جهادية وفصائل مقاتلة معارضة.

ومنذ الخميس، سيطرت القوات السورية على 46 قرية في المنطقة، وفق المرصد، ثم تقدمت لتقترب من مدينة معرة النعمان.

وصرح رامي عبدالرحمن مدير المرصد أن "قوات النظام تبعد الآن أربعة كيلومترات عن معرة النعمان".

وخلفت خمسة أيام من المعارك نحو 260 قتيلاً في الجانبين، بينهم 110 من أفراد القوات الموالية للنظام و148 جهاديًا ومقاتلاً، وفق المرصد.

وقال المرصد إن الجهاديين والمقاتلين المعارضين استعادوا الثلاثاء السيطرة على قرية تل مناس وقرية أخرى مجاورة. لكن هذا لم يمنع سكان معرة النعمان من مواصلة الفرار من المنطقة خوفًا من تحقيق القوات السورية تقدماً جديداً.

وقال المرصد إن أكثر من أربعين ألف شخص فروا من منطقة القتال في الأيام القليلة الماضية، متجهين شمالًا نحو الحدود مع تركيا.

وقال أبو أحمد وهو بين آخر المغادرين والدموع تنهمر من عينيه فيما يضع بعض الأغراض في سيارة على عجل، "إنه "شعور لا يوصف. هذا بيتنا. هنا تربينا وكبرنا".

وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، التي تؤوي ونواحيها ثلاثة ملايين شخص، نحو نصفهم نازحون من مناطق أخرى. وتنشط فيها أيضاً فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذاً تدعمها تركيا.

ويعتبر النظام السوري الذي يسيطر على أكثر من 70 بالمئة من الأراضي السوري أن معركة إدلب ستحسم الوضع في سوريا.

والجمعة، لجأت روسيا والصين إلى الفيتو في مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار يمدد لعام إيصال المساعدة الإنسانية الأممية إلى أربعة ملايين سوري عبر الحدود، وبينهم سكان إدلب، ما أثار مخاوف من مأساة إنسانية جديدة.

وقالت منظمة اليونيسف في بيان الثلاثاء "يجب الاستمرار في إيصال المساعدات لتقديم مساعدة حيوية إلى مئات آلاف الأطفال في كل مكان".

وأضافت "بعد تسعة أعوام من بدء الحرب، لا يزال أطفال سوريا يتعرضون للعنف والصدمات النفسية في شكل لا يوصف".

واندلع النزاع في سوريا في عام 2011 وخلف أكثر من 370 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين.