قوات من التحالف تصل أبين اليمنية لمراقبة الهدنة

جماعة الإخوان المسيطرة على حكومة عبدربه هادي منصور تحاول عرقلة اتفاق الرياض منذ التوقيع عليه في نوفمبر الماضي، وهذا الأسبوع خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في أبين بعد أن أعلنت موافقتها عليه.

أبين (اليمن) - أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم الأربعاء أن قوات وصلت محافظة أبين للإشراف على مراقبة هدنة تضمن وقف إطلاق النار بين قوات الحكومية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال التحالف العربي إنه بدأ نشر مراقبين لوقف النار الشامل في أبين وفصل القوات، مع تأكيد الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي الالتزام بوقف النار، في خطوة جديدة تهدف إلى الدفع نحو تنفيذ اتفاق الرياض الذي تحاول قيادات إخوانية نافذة في الحكومة عرقلته.

والاثنين، أعلن سفير السعودية في اليمن محمد آل جابر عن توصل الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى اتفاق على وقف إطلاق النار وبدء محادثات لتنفيذ اتفاق الرياض.

ورحب المجلس الانتقالي الجنوبي الاثنين بدعوة وقف إطلاق النار في محافظة أبين (شرق عدن)، ووقف التصعيد في بقية محافظات الجنوب، مؤكدا "على موقفه الدائم منذ البداية تجاه أهمية اتفاق الرياض وضرورة العودة الفورية لتنفيذه، ومثمنا دور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية".

وعلى الرغم من التزام الطرفين بوقف إطلاق النار عاد التوتر إلى أبين في اليومين الأخيرين، حيث تجددت المعارك بين القوات الموالية للحكومة اليمنية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين (شرق عدن).

وفي الأسابيع الماضية شنت قوات الشرعية المدعومة من جماعة الإخوان في أبين، هجمات متتالية لإحداث تقدم نحو مدينتي جعار وزنجبار لكن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي تصدت لها وأفشلت محاولاتها.

وأفادت مصادر ميدانية أن معارك ضارية تجددت الثلاثاء بين الطرفين في المنطقة الواقعة بين شقرة وزنجبار شرق أبين أدت إلى يقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وندد هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي بخرق قوات الحكومة اليمنية للهدنة، وكتب في تغريدة على تويتر "العالم يرى ويتابع تصرفات طرفي اتفاق الرياض ومن الذي يمارس الخروقات وأسلوب المليشيات، بالأمس أعلنت السعودية راعية الاتفاق موافقة الطرفين إيقاف إطلاق النار في محور أبين، مع تأكيدنا المستمر أننا لم نبدأ الحرب. وتم خرق الاتفاق بعد إعلانه بوقت يسير مما يدل على أن قرار قواتهم من قطر".

ويأتي نشر التحالف للمراقبين بعد التصعيد الذي شهدته محافظتا أبين وأرخبيل سقطرى ببحر العرب، حيث أعلن المجلس الانتقالي تصدّيه لمحاولة القوات التابعة لحزب الإصلاح الإخواني استكمال السيطرة على المحافظتين.

وتحدث نشطاء يمنيون في الأسابيع الماضية عن نشاطات مشبوهة لعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض يقوم بها قادة عسكريون وسياسيون موالون للمحور القطري-التركي في اليمن لتأجيج دائرة الصراع في أبين، حيث تحدثت مصادر محلية عن نشاطات حثيثة لجماعة الإخوان في معسكرات تمولها الدوحة وأنقرة في محافظة تعز للمشاركة في تلك المواجهات.

وتحاول جماعة الإخوان المسيطرة على حكومة عبدربه هادي منصور عرقلة اتفاق الرياض منذ التوقيع عليه في نوفمبر الماضي، وذلك خدمة لمصالح مشروع قطر –تركيا الساعي لتقويض التحالف العربي وخلق مسارات جديدة للمشهد اليمني تصب في صالح تحالفات داخلية مشبوهة تضم الحوثي وتيارات نافذة في الجماعة الإسلامية.

وقال نزار هيثم المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي أن "كل هذه الانتهاكات والاجراءات التي تقوض فرص السلام، لن تثنيه عن الالتزام بموقفه الداعم لجهود الاشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة، وانما تعبر عن الموقف المأزوم للطرف الآخر، وتناقض ولاءاته الإقليمية والدولية وتعددها".

والسبت، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرة قواته على جزيرة سقطرى قاطعا الطريق أمام محاولات الإخوان ومن ورائهم تركيا وقطر لنشر الفوضى وخلق توترات في المنطقة تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض.

ال
قوات الانتقالي تؤكد التزامها بوقف النار

ويتضمن اتفاق الرياض الذي رعته السعودية وأشرفت على توقيعه في نوفمبر 2019، نشر قوة مشتركة من التحالف لمراقبة الهدنة في أبين حيث اندلع القتال في الأشهر الستة الماضية وفي محافظة شبوة المجاورة المنتجة للنفط.

 كما يتضمن الاتفاق تعيين محافظين ومدراء أمن للمحافظات الجنوبية كعدن وأبين وشبوة في المرحلة الأولى.

وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق “عودة جميع القوات التي تحركت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية شهر أغسطس 2019 إلى مواقعها السابقة بكامل أفرادها وأسلحتها وتحلّ محلها قوات الأمن التابعة للسلطة المحلية خلال 15 يوما في كل محافظة من تاريخ التوقيع”.

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة لكن سيطرة جماعة الإخوان على مفاصل القرار فيها أربك الجهود الرامية إلى التصدي لميليشيا الحوثي.