قوة داعش تراجعت لكن خطره لايزال قائما

مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية يحذّر من استغلال تنظيم الدولة الإسلامية تقلص الضغوط ضد الإرهاب لتعزيز تواجده السري وتسريع إعادة بناء قدراته.

هزائم داعش لا تعني انتهاء خطره
تقييم للمخابرات الأميركية حول داعش يتناقض مع تقدير ترامب
واشنطن لا تستبعد عودة داعش لشنّ هجمات ارهابية خارج العراق وسوريا

واشنطن - قال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية دان كوتس الثلاثاء، إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال لديه آلاف المقاتلين ما يجعله قادرا على تشكيل تهديد قوي في منطقة الشرق الأوسط وغيرها.

وقال كوتس في تقرير جديد للكونغرس حول التهديدات الرئيسية التي تواجهها الولايات المتحدة، إن الجهاديين الذي استولوا في السابق على مناطق واسعة من سوريا والعراق وتراجعوا حاليا في جيب صغير، سيستغلون فرصة تراجع الضغوط ضد الإرهاب للعودة.

والشهر الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيأمر بسحب جميع القوات الأميركية وقوامها 2000 جندي من سوريا. ومنذ ذلك الوقت صدرت العديد من التصريحات المتناقضة من مسؤولين أميركيين بشأن النوايا الأميركية، إلا أن البنتاغون أعلن أنه بدأ بسحب القوات رغم أنه لم يحدد مدة سحبها.

وأضاف كوتس "لا يزال لدى داعش آلاف المقاتلين في العراق وسوريا، كما أن له ثمانية فروع وأكثر من 12 شبكة وآلاف المناصرين المنتشرين حول العالم رغم خسائره الجسيمة في القيادات والأراضي".

لا يزال لدى داعش آلاف المقاتلين في العراق وسوريا كما أن له ثمانية فروع وأكثر من 12 شبكة وآلاف المناصرين

وأكد أن التنظيم "سيستغل تقلص الضغوط ضد الإرهاب لتعزيز تواجده السري وتسريع إعادة بناء قدراته مثل الإنتاج الإعلامي والعمليات الخارجية".

وأضاف "من المرجح جدا أن يواصل داعش السعي لشن هجمات خارجية من العراق وسوريا ضد أعدائه في المنطقة والغرب بمن فيهم الولايات المتحدة".

وكان التنظيم المتطرف أعلن الخلافة في 2014 والتي بلغت ذروة مساحتها مساحة بريطانيا.

ولكن بدعم من التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، أصبحت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في المراحل النهائية من هجوم شنته قبل أكثر من أربعة أشهر ضد آخر معاقل الجهاديين وهو جيب في شرق سوريا تبلغ مساحته أربعة كيلومترات.

وقال تقرير كوتس إن تنظيم الدولة الإسلامية يركز على استغلال التوترات المذهبية في العراق وسوريا، مضيفا أن التنظيم "ربما يدرك أن السيطرة على أراض جديدة غير قابلة للاستدامة في المستقبل القريب".

وتابع "تقييماتنا تشير إلى أن داعش سيسعى إلى استغلال تظلمات السنّة وانعدام الاستقرار في المجتمع والضغوط التي تتعرض لها قوات الأمن لاستعادة أراض في العراق وسوريا على المدى الطويل".

وبشأن تنظيم القاعدة، الذي كان في وقت من الأوقات تنظيما إرهابيا مرعبا يقف وراء هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، قال التقرير إنه رغم أن قادة التنظيم يشجعون على شن هجمات ضد دول الغرب بما فيها الولايات المتحدة، إلا أن معظم هجمات فروع التنظيم "حتى الآن كانت صغيرة ومحدودة بمناطقها الإقليمية".

وأضاف أن فروع التنظيم في شرق وشمال أفريقيا والساحل واليمن "لا تزال أكبر المجموعات الإرهابية وأكثرها قدرة في مناطقها".

وقال إن هذه الفروع "حافظت على وتيرة عالية من العمليات خلال العام الماضي رغم النكسات في اليمن، بينما توسعت فروع أخرى في مناطق نفوذها".