قوة ردع أميركية جديدة في الخليج في مواجه تهديدات إيران

الأسطول الخامس الأميركي يطلق قوة جديدة تستخدم الطائرات المسيرة وغيرها من الوسائل التي تعتمد الذكاء الاصطناعي ولا تحتاج إلى عنصر بشري في إطار تعزيز الردع في منطقة الخليج في خضم توترات لا تهدأ مع إيران.
إسرائيل تجدد تهديداتها بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي
وزير خارجية قطر في طهران لبحث تطورات الملف النووي الإيراني
قوة الردع الأميركية تهدف لتعزيز تكامل أنظمة جديدة غير مأهولة

دبي/موسكو - أعلن الأسطول الخامس الأميركي الخميس أنّه أطلق قوة جديدة تستخدم الطائرات المسيرة وغيرها من الوسائل التي لا تحتاج إلى عنصر بشري بهدف تعزيز "الردع" في منطقة الخليج، وذلك وسط توترات لا تهدأ مع إيران.

ويتخذ الأسطول الخامس الأميركي من المياه الإقليمية المقابلة للبحرين قاعدة له ويصفه خبراء أميركيون بأنه أكثر الأساطيل الأميركية الإستراتيجية أهمية في منطقة الخليج العربي.

ويأتي هذا الإعلان بينما وصل وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي تستضيف بلاده مقر القيادة المركزية الأميركية ومقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية في قاعدة العديد، إلى طهران حيث يجري مناقشات تشمل تطورات الوضع في أفغانستان.

وقال الناطق باسم الأسطول تيم هوكينز "إنها قوة عمل مكرسة لدمج سريع للأنظمة غير المأهولة (المسيّرة عن بعد) والذكاء الاصطناعي مع العمليات البحرية في منطقة الأسطول الخامس".

وأضاف "عندما نتحدث عن تكامل أنظمة جديدة غير مأهولة، فإننا نتحدث عن أنظمة يمكن استخدامها تحت الماء وعلى الماء وفوقه"، في إشارة إلى طائرات مسيّرة ووسائل أخرى يمكن التحكم بها عن بعد.

والشهر الماضي اتهم وزراء خارجية مجموعة السبع إيران بالوقوف وراء هجوم بطائرة مسيرة في 29 يوليو/تموز على ناقلة نفط مرتبطة بإسرائيل أسفرت عن مقتل جندي بريطاني سابق ومواطن روماني.

ونفت طهران بشدّة وجود أي صلة لها بالهجوم الذي وقع مع تصاعد التوتر في المنطقة وفي مفاوضات البرنامج النووي الإيراني.

كما أُلقي اللوم على إيران في اختطاف مزعوم لناقلة في خليج عمان في أغسطس/اب الماضي.

وأصدرت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية الخميس بيانا قالت فيه إن القوة الجديدة ستعتمد على "الشراكات الإقليمية والتحالفات". وقالت "إن الهدف الأساسي من قيامنا بذلك هو تعزيز وعينا بالمجال البحري وثانيا زيادة الردع".

وبالتزامن مع الإعلان الأميركي عن قوة الردع الجديدة والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تكامل أنظمة جديدة غير مأهولة (تشمل أساسا المسيّرات)، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن وزير الخارجية الإيراني اجتمع مع نظيره القطري الزائر اليوم الخميس مع وصول طهران وواشنطن إلى طريق مسدود على ما يبدو بشأن مصير المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وحذرت إيران الدول الغربية أمس الأربعاء من توجيه اللوم لها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أن وُجه تقريران للوكالة التابعة للأمم المتحدة انتقادات لطهران في حين قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الوقت ينفد أمام إحياء الاتفاق مع القوى العالمية.

وزار الشيخ محمد طهران بعد أيام من زيارة بلينكن لقطر التي تربطها علاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية.

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان دعا في محادثاته مع الشيخ محمد إلى تعزيز الروابط التجارية، مجددا دعم طهران لحكومة أفغانية تمثل جميع الفصائل، لكن وسائل الإعلام لم تشر إلى أي محادثات بشأن المفاوضات النووية.

ولم تُستأنف مفاوضات غير مباشرة بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وطهران بشأن كيفية العودة للامتثال للاتفاق النووي منذ تولي الرئيس إبراهيم رئيسي، وهو مناهض للغرب من غلاة المحافظين، السلطة في إيران في الخامس من أغسطس/آب.

وبرزت قطر كوسيط رئيسي بين حركة طالبان التي استولت على السلطة في كابول يوم 15 أغسطس/آب وبين الدول الغربية في أعقاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان والذي اتسم بالفوضى.

ولم يهدأ التوتر بين إيران وإسرائيل أيضا حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، إن لبلاده "حق التصرف"، إذا لم يمنع العالم إيران من امتلاك "قدرة نووية".

وجاءت تصريحات لابيد في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو، في ختام لقاء هو الأول بينهما.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي "ناقشنا أنا ووزير الخارجية البرنامج النووي الإيراني، والخطر الذي يشكله على العالم بأسره"، مضيفا "الصورة واضحة ومقلقة للغاية، البرنامج النووي سريع التقدم دون أي إشراف فعال".

وتابع "يجب أن تكون الرسالة إلى إيران عالية ويجب أن تكون واضحة، إن مسيرة إيران نحو سلاح نووي ليست مشكلة إسرائيلية فقط، إنها مشكلة للعالم بأسره".

واعتبر الوزير الإسرائيلي أن امتلاك طهران لقدرات نووية سيؤدي إلى "سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط"، مضيفا "آخر شيء يريده أي منا، هو رؤية الأسلحة النووية تقع في الأيدي الخطأ".

وأضاف "يحتاج العالم إلى منع إيران من امتلاك قدرة نووية مهما كان الثمن، إذا لم يفعل العالم ذلك، فإن إسرائيل تحتفظ بالحق في التصرف".

وقال "لم يخف الإيرانيون قط حقيقة أنهم يريدون تدمير إسرائيل، هذا تهديد وجودي بالنسبة لنا، لن تسمح إسرائيل لإيران بأن تصبح دولة نووية أو حتى دولة عتبة نووية".

واتهم إيران بأنها هي المصدر الأول للإرهاب في العالم، قائلا أيضا "إنها تهددنا جميعا، لن تجلس إسرائيل بهدوء بينما تبني طهران قواعد إرهابية على حدودنا الشمالية أو بينما تزود المنظمات الإرهابية بأسلحة متطورة، أسلحة معدة لاستخدامها ضدنا".