قوة ضاربة من الفرقة 101 المحمولة جوا تصل العراق

قوات الأمن العراقية تقوم باعتقالات مبدئية على خلفية الهجمات على قاعدة التاجي والولايات المتحدة تساعد في التحقيق.

بغداد - قال مصدر أمني عراقي إن قوات الفرقة 101 الأميركية الهجومية الجوية في طريقها إلى العراق، لتبادل المواقع في إحدى المقار العسكرية العراقية، بعد استئناف التصعيد بالصواريخ أمس السبت على قاعدة التاجي وذلك للمرة الثانية في أسبوع.

وقال المصدر لوكالة سبوتنيك الروسية دون الكشف عن اسمه، من داخل قاعدة عسكرية جوية بارزة في العراق، أن "عناصر الفرقة 101 الأميركية المحمولة جوا ستصل إلى القاعدة، في تبادل أماكن مع شركة أمنية".

وأضاف المصدر أن "قوات المشاة البحرية (المارينز) الأميركية، موجودة في القاعدة الجوية -التي شدد على عدم ذكر اسمها تحسبا لأي قصف صاروخي قد يستهدفها- لتنضم لها الفرقة 101 القادمة حتما من إحدى قواعد الولايات المتحدة الأميركية في دول الخليج".

والفرقة 101 المحمولة جوا، هي قوة الاقحام الجوي في الجيش الأميركي الأكثر عددا نظرا لتضمنها أكثر من 400 طائرة عمودية عضوية وهي فرقة فريدة من نوعها في العالم على اعتبار قدرتها العالية على الفتح الاستراتيجي لنشر الآلاف من القوات بسرعة على مسافات بعيدة.

وتعرف فرقة 101، باسم ا"لنسور الزاعقة"، واستخدمتها الولايات المتحدة الأميركية في الحرب ضد العراق إبان عملية "عاصفة الصحراء" أو ما تعرف بـ"معركة الخليج الثانية"، وأم المعارك، إثر اجتياح الكويت على يد نظام صدام حسين، مطلع تسعينيات القرن الماضي.

ويأتي ارسال هذه القوة الضاربة إلى العراق بعد ساعات من استهداف قاعدة التاجي العسكرية العراقية شمال بغداد في وضح النهار في تصعيد خطير بعد ثلاثة أيام من هجوم آخر مماثل وعلى نفس القاعدة بالصواريخ قتل فيه الأربعاء جنديان أميركيان وأخرى بريطانية، وأصيب أيضا عدد من الجنود العراقيين.

وأعلن المتحدث باسم التحالف، الكولونيل مايلز بي كاجينز، في تغريدة عبر تويتر، إن التحالف "يؤكد أن ما لا يقل عن 25 صاروخا عيار 107 ملليمترات أثرت على قاعدة التاجي العراقية التي تستضيف قوات التحالف السبت في العاشرة صباحا بتوقيت العراق، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من التحالف، واثنان عراقيان، ويجري التقييم، والتحقيق".

وأمس السبت، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن اثنين من الجنود الأميركيين الثلاثة الذين أصيبوا في أحدث هجوم صاروخي في العراق حالتهما خطيرة ويخضعان للعلاج في مستشفى عسكري ببغداد، في أول تأكيد بإصابة أميركيين.

عن ضبط منصة الصواريخ
الأمن العراقي يضبط منصة الصواريخ لكن هوية المهاجمين تبقى غامضة

وأحجم جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاغون عن التكهن بشأن الرد المحتمل لكنه قال في بيان استنادا إلى تحذير وزير الدفاع مارك إسبر الأسبوع الماضي "لا يمكن أن تهاجموا وتصيبوا أفرادا من الجيش الأميركي وتفلتون ... سنحاسبهم".

وأضاف هوفمان أن قوات الأمن العراقية قامت باعتقالات مبدئية وقال إن الولايات المتحدة تساعد في التحقيق في الهجوم وهو الثاني في أقل من أسبوع على قاعدة التاجي شمالي بغداد.

وتؤكد القوات العراقية، التي تستند إلى دعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في محاربة فلول الجهاديين على أراضيها، أنها لم تتمكن أبداً من كشف هوية المهاجمين، رغم إعلانها في كل مرة عن ضبط منصة الصواريخ.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية، لكنّ واشنطن عادة ما تتّهم الفصائل الشيعية الموالية لإيران بشنّ هجمات مماثلة.

لكن كتائب حزب الله العراقي رحبت وللمرة الأولى الخميس، ومن دون تبن، بإطلاق 18 صاروخاً على قاعدة التاجي، منددة بـ"قوات الاحتلال الأميركي".
وليل الخميس الجمعة، شنت واشنطن غارات ثأرية استهدفت، بحسب بيان البنتاغون، مقار لكتائب حزب الله، وأسفرت عن مقتل ستة من الشرطة والجيش ومدني واحد.

وردت ميليشيات حزب الله مساء السبت، عن عدم إصابة أي من عناصرها في تلك الهجمات التي شنتها المقاتلات الأميركية.
وتتعرض قواعد عسكرية عراقية، تستضيف جنودًا أميركيين، فضلًا عن السفارة الأميركية ببغداد، لهجمات صاروخية متكررة، منذ أشهر.
وزادت وتيرة تلك الهجمات منذ مقتل كل من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي بهيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أميركية ببغداد، في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وتعتبر قاعدة التاجي حالياً مركزاً رئيسياً لإيواء القوات الأميركية وقوات التحالف بعد سحبهم من القواعد الأخرى في أعقاب التوتر الإيراني الأميركي بعد مقتل سليماني والمهندس.

وتواصل القوات العراقية تنفيذ عمليات مع قوات التحالف ضد الجهاديين، لكن البرلمان العراقي صوت أخيراً على انسحاب 5200 جندي أميركي من البلاد ولا يزال هذا الإجراء يتطلب أن تنفذه الحكومة.

غير أنّ العراق يواجه مأزقاً سياسياً منذ عدّة أشهر. ولم يتم بعد استبدال الحكومة التي استقالت في كانون الأول/ديسمبر، بسبب انعدام التوافق في البرلمان الذي يعدّ الأكثر تشتتاً في تاريخ العراق الحديث.

ومن المقرر أن تنتهي اليوم الأحد المهلة الدستورية البالغة 15 يوما لتسمية مرشح جديد لتشكيل الحكومة حسب الدستور العراقي، حيث يتعين على الرئيس العراقي برهم صالح، إعلان اسم المرشح لتشكيل الحكومة الجديدة بعد التشاور مع الكتل السياسية الممثلة في البرلمان.