قيادية كردية تتهم رعاة الاحتجاجات بإشعال حرب ممنهجة ضد قسد

التحالف الدولي وقيادة قوات سوريا الديمقراطية يقرران استبعاد المقاتلين الأجانب والذي يصل عددهم إلى نحو 3000 مقاتل من جنسيات إيرانية وتركية وأجنبية أخرى، على أن يحل مكانهم مقاتلون من الجنسية السورية.

دير الزور (سوريا) - قللت مسؤولة كردية في حزب الاتحاد الديمقراطي من أهمية الاحتجاجات التي قامت بها عشائر عربية في بعض المناطق بشمال وشرق سوريا ضد قوات سورية الديمقراطية (قسد)، معتبرة أنها "مفتعلة".

واعتبرت عائشة حسو القيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي، أحد أكبر الأحزاب الكردية المؤسسة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أن الاحتجاجات التي تشهدها مناطق تخضع لسيطرة "سورية الديمقراطية" والتي ترفض حكم هذه القوات التي تشكل "وحدات حماية الشعب والمرأة" الكردية أبرز فصائلها إلى جانب فصائل أخرى سريانية وعربية، هي "مفتعلة".

والأسبوع الماضي تصاعدت الاحتجاجات في بعض البلدات في محافظة دير الزور، طالبت خلالها عشائر عربية بتحسين الخدمات الاجتماعية وخلق مزيد من الوظائف، بالإضافة إلى منحها دورا أكبر في عملية صنع القرار في المنطقة الغنية بالنفط ذات الأغلبية العربية، خلافا لمحافظتي الرقة والحسكة الخاضعتين لسيطرة "قسد" أيضا.

وتأتي الاحتجاجات التي تقوم بها بعض العشائر العربية ضدّ ما سمته "الحكم الكردي"، في وقت تزايدت فيه التهديدات التركية بشن عملية عسكرية بعد الانسحاب الأميركي من سوريا، والذي سبق الإعلان عنه منذ شهور دون تنفيذه حتى اليوم.

وقالت حسو لموقع "العربية نت" إن "الشعب العربي والكردي ومختلف مكونات شمال وشرق سورية على علم ويقين تام بالحرب الخاصة والممنهجة ضدهم من قبل رعاة هذه الاحتجاجات، وهي مفتعلة ولا تعبر عن الفئة التي اختارت نظام الإدارة الذاتية، وتهدف لإشعال حرب كردية ـ عربية، وهو ما لن يحصل أبداً بفضل ثقافة التعايش المشترك وأخوة الشعوب".

مسؤولة في حزب الاتحاد الديمقراطي: تركيا هي الدخيلة على الأراضي السورية وتسيطر على آلاف الكيلومترات منها، وتتبع فيها سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي

وأضافت القيادية الكردية "لم ولن نكون أبدا مصدر تهديد على الأمن القومي التركي، بل على العكس تماماً، هذه الدولة (تركيا) هي الدخيلة على الأراضي السورية وتسيطر على آلاف الكيلومترات منها، وتتبع فيها سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي".

وعن ملتقى العشائر الذي أقيم مؤخراً في بلدة عين عيسى بريف الرقة، اعتبرت أنه يمثل "منصة جديدة" تطرح حلا للأزمة السورية التي تعيشها البلاد منذ سنوات، مضيفة أن "هذا الملتقى جاء لتوحيد السوريين وكلمتهم".

وانتقدت حسو موقف موسكو ودمشق الرافض لملتقى العشائر، داعية الحكومة الروسية لمراجعة سياساتها في الملف السوري، على خلفية وصف خارجية النظام السوري للملتقى بـِ"مؤتمر الخيانة".
وأشارت إلى أن "تنديد وزارة خارجيتي روسيا وسوريا لم يكن في مكانه، فالملتقى يهدف لتوحيد السوريين ولا يهدف لتقويض منصة أستانة"، معتبرة أن "مخرجات منصة أستانة كانت السيطرة التركية على المنطقة منزوعة السلاح"، متهمة أنقرة بـِ"اعتماد سياسة التتريك فيها".
كما اتهمت النظام السوري بـِ"عدم قبول الحلول المتاحة والإدارة الذاتية"، مُطالبة إياه بـِ"إعادة النظر تجاه القضية الكردية ومشروع الإدارة الذاتية وتقبّل التغيير الذي حصل بعد العام 2011 وأخذه بعين الاعتبار".

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر عدد من مصادره الموثوقة، أن التحالف الدولي وقيادة قوات سوريا الديمقراطية اتخذت قراراً باستبعاد المقاتلين الأجانب ضمن قسد على أن يحل مكانهم مقاتلون من الجنسية السورية.
وحسب المرصد السوري فإن مقاتلين جدد من الجنسية السورية يجري تدريبهم في أماكن متفرقة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية كمطار عين العرب (كوباني) وريفي الحسكة والرقة، حيث ستستمر الدورات التدريبية لمدة 3 أشهر، ليحل المقاتلون بعدها مكان المقاتلين الأجانب، وذلك بعد قرار التحالف وقيادة "قسد" باستبعاد المقاتلين الأجانب والذي يصل عددهم إلى نحو 3000 مقاتل من جنسيات إيرانية وتركية وأجنبية أخرى.

وحذر مسؤولون في قوات سورية الديمقراطية من أن استمرار هذه المظاهرات "المفتعلة" يهدد استغلال خلايا داعش النائمة ذلك لشن حرب عصابات في المنقطة، انتقاما من هزيمة التنظيم على أيدي القوات الكردية في وقت سابق من العام الجاري.