"قيثارة حب".. وفاء لرجل كرس حياته من أجل الحب

محمود الخصيبي واحد من الشعراء الذين كرسوا شعرهم لفن الغزل، فجاءت قصائده مليئة بالغزل والنسيب والغرام والتشبيب.
أوزان القصائد تنوعت ما بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة، فأثبت الخصيبي علو كعبه في الحالتين
الديوان نفسه صدر للمرة الأولى خلال حياة الشاعر في بداية الثمانينيات من القرن العشرين

عمّان ـ في إطار اهتمام الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالمبدعين الراحلين، صدر ديوان شعري للشاعر العُماني الراحل محمود الخصيبي، تحت عنوان "قيثارة حب". وجاء الإصدار بالتعاون بين الجمعية و"الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، وضم أربعاً وأربعين قصيدة في مئة وأربعين صفحة من القطع المتوسط. وكان الديوان نفسه قد صدر للمرة الأولى خلال حياة الشاعر في بداية الثمانينيات من القرن العشرين، وهو الأول بين أربعة دواوين هي: "قيثارة حب" و"إليها" و"أوراق في شجرة المجد" و"صوت الناي"، والثاني بعد مجموعة قصصية سبقته بعنوان "قلب للبيع".
ومحمود الخصيبي واحد من الشعراء الذين كرسوا شعرهم لفن الغزل، فجاءت قصائده مليئة بالغزل والنسيب والغرام والتشبيب. وقد أفصح عن هذا التكريس في أولى قصائد الديوان "أنا أعشق الجمال" قائلاً:
فأنا أعشق الجمال وأهفو **    لحفيف النسيم في الآكامِ
ولشدو الطيور حين تناغي ** بالهوى كلَّ عاشقٍ مستهامِ
ولسير الحسان بين السواقي ** وصداه كَرنَّة الأنغامِ
وأنا يا حلوتي شهيد الغواني ** قتلتني الأشواق قبل حِمامي
ويقول في "سجين الحب":
عندما أخلو لنفسي
بين أحضان الهموم
وخيالات من الماضي الجميل
عندما ينساب فكري
في متاهات السنين
يمزج الحب اشتياقي
بأفاويق الحنين
والحب عند محمود الخصيبي شعور مقدس، لا يليق به التسليع والابتذال، والأصل فيه هو الطهر والنقاء. يقول في قصيدة "بائعة الحب":
الحب ليس سلعة تباع
الحب يا طريدتي عظيم
الحب كالنسيم
أطهر من زنبقة
فلا تدنسي
طهره العظيم
وقد تنوعت أوزان القصائد ما بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة، فأثبت الخصيبي علو كعبه في الحالتين، خصوصا إذا أُضيف إلى ذلك سبك العبارة ورشاقتها عنده، وجمال التصوير ودقة التعبير، مع حرارة العاطفة التي اخترقت الديوان من أوله حتى آخره.
وقدم للديوان كل من الدكتور محمد بن أحمد البوسعيدي، وسليمان بن خلف الخروصي، وخزيم علي الخزيم. ووصف الدكتور البوسعيدي قصائد الديوان بأنها "نغمات تتجاوب وتتمازج، وألحان تتناغى، فهي شذرات تنشر شذاها بهمس إلى الآذان، فتنساب إلى القلوب جملا مفهومة، وكلمات واضحة بتعبير جلي للعامة، شهي للخاصة".
يذكر أن محمود الخصيبي وُلد في مدينة سمائل العمانية في الفترة الواقعة بين العامين 1927 و1933، وتقلد مناصب عدة في مجال التعليم والثقافة في كل من البحرين والكويت وسلطنة عمان، وغُنيت له العديد من القصائد، وتوفي في العام 1998.