قيس سعيد يواجه انتقادات بعد استقباله أيتام ارهابيين

حلفاء ومعارضون للرئيس التونسي يعتبرون استقباله لاطفال ارهابيين ينتمون لداعش قتل اباؤهم في سرت وذلك في قصر قرطاج خطا وتسرعا.

تونس - تعرض الرئيس التونسي قيس سعيد لانتقادات واسعة من معارضيه وحلفائه على خلفية استقباله في قصر قرطاج لابناء عدد من الارهابيين الذين قتلوا على اثر هزيمة تنظيم داعش في مدينة سرت سنة 2016.
وقال النائب عن حركة الشعب ذات التوجهات القومية سالم الابيض في مداخلة على قناة حنبعل الاحد ان استقبال سعيد لابناء الارهابيين الذين قتلوا في سرت هو خطا وموقف متسرع.
واكد سالم الابيض انه مع عدم تحميل ايتام الارهابيين جريرة ما اقترفه اباؤهم ولكن في المقابل اعتبر ايتام المتطرفين ضحايا مثلهم مثل ابناء ضحايا الاغتيالات من سياسيين وامنيين وعسكريين.

وحركة الشعب من الاحزاب الداعمة للرئيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية حيث دعت الى التصويت له بقوة في مواجهة رئيس قلب تونس نبيل القروي.
وتحصل الحزب على 15 مقعدا في الانتخابات التشريعية التي جرت في اكتوبر/تشرين الاول.
والسبت هاجمت بسمة الخلفاوي ارملة شكري بلعيد الذي اغتيل على يد متطرفين في فبراير/شباط 2013 الرئيس سعيد وذلك اثر مشاركتها في وقفة احتجاجية نظمها الحزب الدستوري الحر ضد العنف السياسي والارهاب.
وقالت بسمة الخلفاوي ان استقبال سعيد لابناء الارهابيين في قصر قرطاج الذي يعتبر رمز البورقيبية والدولة الحديثة امر غير معقول مشيرة بانها تعيش حالة من الرعب هي وابنائها بعد عملية الاغتيال التي تعرض لها زوجها.
بدورها انتقدت وزير الشباب والرياضة السابقة ماجدولين الشارني في تدوينة عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك الاسبوع الماضي استقبال سعيد لابناء الارهابيين". 
واتهمت الوزيرة السابقة الرئيس سعيد بالمغالطة بخصوص تبرير استقباله لابناء الارهابيين قائلة "أتعلم أن من استقبلهم هم أبناء إرهابيين؟ أتعلم أن البيان الرسمي الذي أصدرته فيه مغالطة للرأي العام وتعمّد استعمال عبارات أخرى للاستعطاف؟ أكيد هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم، وهناك الآلاف من ضحايا الحرب والإرهاب في سوريا والعراق وليبيا، والاعتناء بهم جميعا واجب الدولة، لكن أن يتم تنظيم استقبال رسمي لأبناء الإرهابيين دون غيرهم فهذا غير معقول". 

كما اعتبرت الشارني الذي قتل شقيقها سقراط الشارني وهو احد القيادات الامنية التونسية البارزة في هجوم ارهابي ان استقبال سعيد للاطفال سينعكس سلبا على معنويات المؤسسة العسكرية. وقالت في صفحتها مخاطبة الرئيس التونسي "باعتبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة أكيد أنك تعلم أن الحرب على الإرهاب تقوم على الحرب النفسية بالأساس للحفاظ على المعنويات العالية للقوات الحاملة للسلاح، أتعلم سيدي الرئيس أن جميع البلدان التي تحارب الإرهاب لم يستقبل أي من رؤسائها أبناء الإرهابيين". 
والاسبوع الماضي استقبل الرئيس التونسي ابناء الارهابيين الذين قضوا في سرت بعد هزيمتهم في مواجهة قوات عملية البنيان المرصوص سنة 2016.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان نشر في صفحتها الرسمية على الفايسبوك الاسبوع الماضي ان رئيس  الدولة اكد "على أهمية الإسراع باتخاذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية من قبل الهياكل المعنية في الدولة لتوفير الإحاطة النفسية والرعاية الصحية لهؤلاء الأطفال قبل تسليمهم إلى عائلاتهم، مع مواصلة رعايتهم والاطمئنان على أوضاعهم".

وأوصى الرئيس التونسي وفق نفس البيان بمزيد متابعة هذا الملف الهام من أجل تيسير عودة بقية الأطفال العالقين في ليبيا، موجّها شكره وتقديره لكلّ من ساهم في تأمين عودة هؤلاء الأطفال من الجانبين التونسي والليبي ولا سيما حكومة الوفاق الوطني الليبية وجمعية الهلال الأحمر الليبي اللّتين أبدتا تعاونا كبيرا لإنجاح هذه العملية الإنسانية."


وكانت تقارير اممية اعلنت ان عدد المقاتلين التونسيين الذين تم تسفيرهم في عهد الترويكا بقيادة النهضة الى بؤر التوتر منذ سنة 2012 يعدون بالالاف وسط مخاوف من عودتهم وتداعيات ذلك على الامن القومي وامن المنطقة.
كما ياتي هذا الجدل في ظل التقارير التي تؤكد استعانة تركيا لمرتزقة في اطار دعم قوات حكومة الوفاق في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي.