قيود عربية تكبح الهجمات الأميركية على الجماعات الموالية لإيران

دول الخليج تمنع إقلاع الطائرات الأميركية من قواعدها على أراضيها لتفادي توسع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.

واشنطن - أفادت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، بأن الحلفاء العرب لواشنطن يعرقلون الغارات الجوية الأميركية التي تستهدف الجماعات المسلحة "الموالية لإيران" في العراق وسوريا واليمن، وذلك لمنع اتساع رقعة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن القوات المسلحة للولايات المتحدة وشركائها تواجه صعوبات في تنظيم طلعات قتالية من قواعد تقع على أراضي اللاعبين الإقليمين في الشرق الأوسط، وأرجعت ذلك إلى أن " دول الخليج العربية لا تريد أن تصبح عدوة لإيران"، مضيفة أن "الدول العربية تحاول كبح عمليات واشنطن ضد الجماعات الموالية لإيران في الشرق الأوسط".

واستدلت الصحيفة الروسية بتقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية، حين قالت إن "عدة دول عربية تمنع إقلاع الطائرات الأميركية من قواعدها".

وقالت مصادر الصحيفة الأميركية إن اللاعبين الذين "يحاولون نزع فتيل التوترات مع إيران يقيدون بشكل متزايد" شن الولايات المتحدة وشركائها غارات ضد الجماعات الشيعية في العراق وسوريا، وضد حركة الحوثي في اليمن.

ويؤكد المسؤول لصحيفة بوليتيكو أن الأميركيين يواجهون صعوبات في الوصول إلى قواعدهم وفي حرية الحركة الجوية.

وتصنف صحيفة بوليتيكو الإمارات العربية المتحدة ضمن قائمة "الرافضين". ومن غير المعروف من انضم إليها، لكنهم على الأرجح يتحدثون عن قطر والكويت.

وأكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط هي الكويت، حيث يوجد، بحسب البيانات الرسمية، نحو 13.5 ألف جندي أميركي في خمس قواعد. وتمثل قطر ثاني أكبر تواجد عسكري أميركي. وتضم قاعدة العديد الجوية، الأكبر في المنطقة، نحو 10 آلاف عسكري. ويوجد هناك أيضًا المقر الأمامي للقيادة المركزية الأميركية ومركز العمليات الجوية المشترك للقوات الجوية الأميركية. وهذه القاعدة هي التي تسمح لواشنطن بالسيطرة وتنفيذ العمليات الجوية في العراق وسوريا واليمن.

وشارك بعض هذه المنشآت في العمليات الأميركية المتعلقة بالساحات السورية والعراقية واليمنية بشكل مباشر، وبعضها بشكل غير مباشر. سبق أن ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من إيران وحلفائها في المنطقة نقلا عن مصادر، أن السعودية فتحت مجالها الجوي أمام مرور الطائرات الأميركية خلال الهجمات على اليمن التي بدأت في يناير الماضي.

وتم انتشال بعض المركبات القتالية من قاعدة العديد الجوية، بينما تم انتشال البعض الآخر من منشأة عسكرية بريطانية في قبرص. والآن، فإن طول مدة تصرفات الولايات المتحدة وبريطانيا جعل اللاعبين الإقليميين يدركون أن المخاطر بالنسبة لهم قد تتزايد.

وتقف البحرين منفصلة في هذا الوضع، فهي الدولة العربية الوحيدة التي دعمت علناً الضربات الأميركية البريطانية على اليمن. وانضمت المملكة، التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، في الوقت نفسه إلى التحالف البحري الدولي المدعوم من الولايات المتحدة "حارس الازدهار"، والذي يهدف إلى حماية طرق التجارة في المنطقة ومنع هجمات المسلحين الحوثيين.

وحول ذلك، قال خبير العلاقات الدولية فلاديمير فرولوف، لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، إن المشكلة مع المعارضة العربية ليست حادة جدًا حتى الآن.

وأضاف "مخاوف الحلفاء، مفهومة: الحوثيون لا يصغون لأحد. العراقيون أيضاً، لا يريدون مشاكل مع "وكلاء" إيران الذين بيدهم كثير من الأمور هناك. ولكن إذا استمرت الهجمات على القواعد الأميركية وحركة التجارة في البحر الأحمر وتصاعدت، فلن يكون لدى واشنطن خيار في كيفية الرد. الأميركيون، لا ينوون تقليص وجودهم في العراق وسوريا".

ولفت فرولوف إلى عمود كتبه آمر القيادة المركزية الأميركية السابق، كينيث ماكنزي، نُشر مؤخرًا في صحيفة نيويورك تايمز، يقول فيه إن الأميركيين لا ينبغي أن يغادروا الشرق الأوسط.

وأضاف "بالطبع، التنبيه غير سار للأميركيين، لكن السعودية أو قطر أو الإمارات ليس لديها مكان تلتمس فيه الحماية من "وكلاء" إيران". فمن غير المرجح أن تتمكن موسكو أو بكين من المساعدة هنا".