الدوحة - مع اسدال روسيا الستار على "أفضل كأس عالم" في كرة القدم بحسب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) جاني انفانتينو، تتجه الأنظار الى المونديال المقبل الذي يتوقع ان يكون الأكثر إثارة للجدل: قطر 2022.
ومنذ ان منحت الامارة الخليجية استضافة كأس العالم في العام 2010، طرحت الكثير من الأسئلة حول هذه الخطوة، لاسيما لجهة تنظيم المونديال في بلد لم يشارك منتخبه الوطني في أي من بطولات كأس العالم السابقة.
ودفعت إقامة الكأس في قطر الى تغييرات عدة في نظام البطولة، ويبدو ان السنوات الأربع المقبلة ستبقى مليئة بالاسئلة والتكهنات.
فدولة قطر هي في خضم أزمة دبلوماسية مع جارتها السعودية وحلفائها، وهي متهمة من قبل هذه الدول بدعم الارهاب، كما انها تواجه ادعاءات بالفساد وبانتهاك حقوق الانسان.
وتم نقل موعد البطولة القادمة من فصل الصيف الى شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر بسبب الحر، للمرة الاولى، في موازاة جدل حول أعداد المنتخبات التي ستشارك فيها.
أزمة خليجية
وتقول قطر انها تستضيف البطولة نيابة عن الدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط التي ستشهد الحدث العالمي للمرة الأولى، الا ان الازمات التي تعصف بعلاقاتها بدول المنطقة تضع هذا العنوان للمونديال موضع شك.
ففي الخامس من حزيران/يونيو 2017، قطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، متهمة إياها بدعم "الارهاب" لا سيما عبر تمويل جماعات إسلامية متطرفة، واخذت عليها التقرب من إيران، خصم السعودية الرئيسي في المنطقة.
وفي حين تنفي قطر هذه الاتهامات، لا تزال الأزمة مستمرة منذ 13 شهرا، ولا يبدو ان ثمة أي بوادر انفراج. وتعمّقت الازمة أكثر مع قيام قطر بتقديم شكوى ضد الامارات في محكمة العدل الدولية في حزيران/يونيو الماضي.
ودعا مسؤولون سعوديون وإماراتيون علنا الى تجريد قطر من استضافة كأس العالم، ووعدوا بالكشف عن معلومات جديدة حول الاتهامات التي يوجهونها الى الدوحة، في وقت لاحق هذا العام.
وبسبب الازمة، منعت السعودية والامارات مواطنيها من زيارة قطر، وكان منظمو البطولة في الدوحة توقعوا قبل الازمة الخليجية وصول 1.5 مليون مشجع الى البطولة، منهم الكثير من السعوديين المولعين بكرة القدم.
وسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للنأي بنفسه عن الصراع المرير، الا ان هذا النأي قد لا يستمر طويلا.
ففي 11 تموز/يوليو، أعلن الفيفا انه سيتخذ إجراءات قانونية بحق قناة "بي آوت كيو" التي تقوم بقرصنة بث مباريات كأس العالم المقامة في روسيا، من شبكة "بي ان سبورتس" القطرية مالكة حقوق بث كأس العالم في كرة القدم 2018، قائلا ان القرصنة مصدرها السعودية.
ويسعى رئيس الفيفا جاني انفانتينو الى موازنة العلاقات بين قطر وتقاربه مع المسؤولين السعوديين، بما يشمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.