كابول وطالبان تضعان شروطا لمواصلة محادثات السلام

مسؤولون من الحكومة الأفغانية وممثلون عن الحركة يتفقون على مدونة سلوك تحدد القواعد الأساسية للمضي قدما في مفاوضات السلام بالدوحة.
اتفاق مبدئي يمهد لاستمرار مساع مضنية لوقف النار في أفغانستان
الجمود يسيطر على مفاوضات السلام الأفغانية

كابول – أكدت مصادر رسمية في كابول الثلاثاء أن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان توصلا لاتفاق مبدئي يمهد لمواصلة محادثات السلام الجارية بين الطرفين في الدوحة، ما قد يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق نهائي ينهي الحرب الدامية المستمرة بين الطرفين منذ عقود.

وقالت المصادر الثلاثاء إن "مسؤولين من طالبان وممثلين عن حكومة أفغانستان اتفقوا على مدونة سلوك تحدد القواعد الأساسية للمضي قدما في محادثات السلام بينهم في الدوحة".

وأضافت ذات المصادر إن الوفدين اتفقا أمس الاثنين وبمساعدة مسؤولين أميركيين على 19 قاعدة تشكل مدونة سلوك سيتم الالتزام بها للحيلولة دون انهيار محادثات السلام.

وبدأت المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان الشهر الماضي في العاصمة القطرية بهدف إنهاء القتال الدائر في أفغانستان منذ عقود.

وقال مسؤولون اليوم الاثنين إن الرئيس الأفغاني أشرف غني وصل إلى قطر للاجتماع مع كبار قادتها لكنه لن يعقد اجتماعا مع مسؤولي حركة طالبان حتى في ظل استمرار محادثات السلام في العاصمة الدوحة.

وتهدف المفاوضات التي بدأت الشهر الماضي بين الحكومة الأفغانية وطالبان إلى موافقة الطرفين المتحاربين على الحد من العنف وبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد لتقاسم السلطة في البلاد.

ويجتمع وفدا تفاوض يمثلان طالبان والحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية منذ بدء المحادثات يوم 12 سبتمبر/أيلول، لكنهما لم يحققا تقدما يذكر خاصة على صعيد وقف إطلاق النار الذي تدعو إليه دول كثيرة وترفضه الحركة المتشددة.

ورغم الضغوط الدولية، خاصة من واشنطن، ترفض طالبان وقف إطلاق النار قبل توصل الطرفين إلى اتفاق.

وقُتل العشرات من الجنود الأفغان ومقاتلي طالبان في اشتباكات ضارية، كما خلفت هجمات انتحارية عشرات القتلى من المدنيين على مدى الأسابيع الماضية في أنحاء الدولة التي مزقتها الحرب.

والاثنين قال مسؤولون حكوميون إن انتحاريا بسيارة ملغومة استهدف اليوم موكبا حاكم أحد الأقاليم في شرق أفغانستان مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 30 آخرين، منهم أطفال.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم لكن تنظيم الدولة الإسلامية وحركة طالبان ينشطان في المنطقة.

ويقول محللون سياسيون ودبلوماسيون في كابول إن زيارة غني تهدف إلى الحصول على دعم قطر في إقناع طالبان بالموافقة على وقف إطلاق النار.

وقال دبلوماسي غربي كبير يتابع عملية السلام الجارية "من الواضح أن غني لن يلتقي بمسؤولي طالبان لأن وتيرة العنف لم تهدأ وتواصل الحركة قتل المدنيين الأبرياء".

والمحادثات بين الطرفين الأفغانيّين جزء من اتفاق جرى إبرامه في فبراير/شباط الماضي بين طالبان وواشنطن ومهد الطريق لانسحاب القوات الأميركية من أطول حرب خاضتها.