كاتب سعودي يكتب رواية عن البردة وصاحبها

رواية عبدالعزيز حسن آل زايد رواية مركبة من عدّة حكايات، إلا أنّ الأساس فيها حكاية الإمام البُوصيري (صاحب البردة).
الرواية تدخل ضمن الأدب الصّوفيّ والمدائح النّبويّة، بثوب تاريخيّ رومانسيّ تخيليّ
الكاتب يجاري "البردة" بإيقاع روائيّ تاريخيّ، حيث يتعقب سيرة الإمام البوصيريّ

القاهرة ـ صدر حديثًا عن دار البشير المصريّة الرواية الأولى للروائيّ السّعوديّ الفائز بجائزة الإبداع في الدورة الثامنة عشرة لعام 2020، عبدالعزيز حسن آل زايد وهي إحدى الجوائز السنويّة التي تمنحها مؤسسة ناجي نعمان الأدبيّة في بيروت. وهي أول إصدار للكاتب، والعتبة الأولى لانطلاقته الأدبيّة.
وتعد الرواية، رواية مركبة من عدّة حكايات، إلا أنّ الأساس فيها حكاية الإمام البُوصيري (صاحب البردة)، والذي من اسمها اشتق اسم هذه الرواية. وبذلك تدخل ضمن الأدب الصّوفيّ والمدائح النّبويّة، بثوب تاريخيّ رومانسيّ تخيليّ.
الروائي آل زايد في (بردته)، يشق طريق الأدباء الكبار في مجاراة قصيدة البردة النبويّة، ولكن بإيقاع روائيّ تاريخيّ، حيث يتعقب المؤلف سيرة الإمام البوصيريّ (محمد بن سعيد الصّنهاجيّ)، منذ لحظة ولادته مرورًا بتنقلاته ورحلاته حتّى استقراره في الديار المصريّة، وتأثره بالإمام أبي الحسن الشاذلي وأبي العباس المرسي. 
اختار المؤلف السرد الحكائيّ التخيليّ عوضًا عن التوثيق التاريخيّ الرتيب، وهذا ما يضفي على الرواية جاذبيّة وتشويقًا لدى القارئ. 
يتساءل آل زايد في مدونته (اسبينوزا الشرق): "هل فعلًا تتسع القلوب لسماع حديث بعضنا البعض؟! أم هناك الكثير من الممنوعات التي لا تُصرف؟!"، 
ويجيب الروائيّ بقوله: "في اعتقادي أنّ هناك وجوها ستحاصرك ولن تفسح لك المجال لقول قولتك التي تنوي أن تقولها، لهذا عليك أن تصدع، وليكن ما يكون". 
الرواية تتطرق إلى مطارحات جدليّة حول الغلو الذي تغرق به قصيدة البردة للبوصيري، بين عاشق يدعى (ابن يونس)، وراوية (رواية البردة) التي تتستر باسمٍ مستعار هي (زهرة اللّوتس)، تعتزم هذه الفتاة كتابة رواية عن الإمام البوصيري، وتستمر الأحداث بين العاشقين حَتّى الصفحة الأخيرة.
في مسرح الرواية تظهر شخصيّة "شجر الدّر" وحكاياتها مع الرجال العشاق لها، كما تتحدث الرواية عن جملة من الشخصيات التاريخيّة الكبيرة، من أمثال: صلاح الدين الأيوبي، والشيخ العز بن عبدالسلام، وسواهما.
يعرف الروائي آل زايد نفسه بقوله: "عشقي الكتابة ونفسي الشعر، أبعثر الحروف فيكتمل السرد، ومع كل ذلك أبقى أحمل بيرقًا مشتعلًا لإنارة الجيل الصاعد، أليس المعلم يوشك أن يكون نبيًا ورسولًا؟!"، آل زايد مهتم بالسّرديات التاريخيّة التّخيليّة، وهو خريج جامعة الملك فيصل وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وهو معلم تابع لوزارة التعليم بالمنطقة الشرقيّة بمدينة الدمام، قال عنه الكاتب السعوديّ حسن العواميّ بعد فوزه بروايته "الأمل الأبيض": "أنا فخور للغاية بموهبتك الفذَة، كأني أرى اسمك يتردّد في فضاء الأدب العربي ويُنقّش في سجل عمالقة الروائيين العرب في بضع سنوات، أنت مشروع ثقافيّ كبير، كم أنا فخور بك".