كاتب فلسطيني يتحدث عن رحلة جلجامش الأخيرة

علاء أبو عامر يسرد رحلة الفدائي الفلسطيني الأخيرة، التي تتشابه وتتقاطع مع رحلة جلجامش الأسطوري، بآمالها ومخاوفها، والأمل في الخلود.
عرض لنكبات اللاجئ الفلسطيني وانتهاءً بخيبته الأخيرة بعد اتفاق أوسلو
تعدد الرواة وإقحام القارئ بتساؤلاته وأنسنة الأشياء والمذكرات والمخاوف

حيفا (الأراضي المحتلة) ـ صدرت في حيفا الرواية الثانية "رحلة جلجامش الأخيرة" للمُفكر والكاتب الفلسطيني د. علاء أبو عامر، عن مكتبة كل شيء، وهي تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط.
تتحدث الرواية عن رحلة الفدائي الفلسطيني الأخيرة، التي تتشابه وتتقاطع مع رحلة جلجامش الأسطوري، بآمالها ومخاوفها، والأمل في الخلود. والرواية فلسفية بطبعها، تتحدث عن المرض والموت والخلود، بين الحياة الواقعية والأسطورة. 
وفي هذه الرواية تشاهد النكبات التي عاشها اللاجئ الفلسطيني في الأردن وسوريا ولبنان، وانتهاءً بخيبته الأخيرة حين عاد إلى فلسطين بعد اتفاق أوسلو.
وما تتميز به الرواية، أنّها كتبت بلغة فلسفية مُحمّلة، وحكاية متداخلة ومترابطة، في سردٍ يتأرجحُ بين الماضي والحاضر في الجملة السردية الواحدة، وتركيب روائي له أساليبه المتعددة، من تعدد الرواة، وإقحام القارئ بسؤالاته، وأنسنة الأشياء والمذكرات والمخاوف. وكذلك الاشتغال على النص من الناحية التاريخية والأسماء والأمكنة.
من الرواية:
"كم تَمنيتُ أن أكونَ بَطلًا، يُخلدُ في أسطورةٍ، لكِني لستُ كذلك، أنا مجردُ إنسانٍ بسيط، كان يرغبُ بحياةٍ مستقرة، كَباقي البَشـر، أُمنيتهُ أن يعود إلى بَلْدَتهِ، وسط البلاد الُمقدسة، التي تدعى كنعان. أمنِيتِي أن أزرعَ حَقلًا، أنْ أنثر بذارًا، أنْ أغرسَ وأحصد، أن أشمَ زهرًا بريًا، أن أرى الَفلاحاتِ بِملابِسِهُنَّ الكَنعانيّةِ الُمطرزةِ بالورودِ، وهُنَّ يَحمِلنَّ جِرارِ الماءِ فخاري- الطعم، أو يَحمِلنَّ زوادةَ الطَعامِ إلى خلّانهُن من الزُراّعِ والحُصّادِ. لا مطمعٌ عندي في أي بلاد الأرضِ، غير بلادي.
أريدُ أن آخذَ زوجتي عشتار - أم أولادي - إلى حيثُ مسكتُ يَدها أولَ مرّةٍ، وبحتُ لها بكلمةِ حُبٍ. يَومَها هربتْ منّي، ثمّ تبعتُها جريًا، حتى سقطتْ جرّتُها وانكسرت، وانسكب الماءُ، وابتلَّ طينَ قلبي.”
يذكر أن د. علاء أبو عامر، مفكر وباحث وروائي وأكاديمي فلسطيني، يعيشُ في مدينة غزّة، في فلسطين المحتلة. وصدر له العديد من المؤلفات، حيث يكتب في العلاقات الدولية والدبلوماسية، والتاريخ القديم، والميثولوجيا، ومقارنة الأديان. منها: فلسطين السورية الفينيقية، الفلسطينيون - الكنعانيون القدماء، فك الشيفرة التوراتية، في البدء كان إيل، رواية كشتان، وغيرها.