كتائب القسام تتّهم إسرائيل بالمقامرة بحياة أسراها
غزة - اتهمت كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس اليوم السبت إسرائيل بالمقامرة بحياة جنودها الأسرى، معتبرة أنها تعمدت إعدام ثلاثة منهم الجمعة، في خطوة وصفها الفصيل الفلسطيني المسلح بـ"محاولة يائسة للتخلص من عبء الملف".
وقال أبوعبيدة متحدث القسام في بيان "ما زال العدو يقامر بحياة جنوده الأسرى لدى المقاومة غير آبه بمشاعر عائلاتهم"، مضيفا أن إسرائيل "آثرت قتل ثلاثة من جنودها الأسرى على تحريرهم وهو ذات السلوك الإجرامي المفضوح الذي مارسته ولا تزال بحق أسراها في غزة".
والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت "خطأ" ثلاثة من المحتجزين لدى حركة "حماس"، أثناء المعارك في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة.
وكشف تحقيق أولي للجيش نشر تفاصيله إعلام إسرائيلي بينه "هيئة البث" الرسمية وإذاعة الجيش اليوم السبت عن تصرف الجنود بشكل "مخالف" لتعليمات إطلاق النار وقتلهم 3 محتجزين إسرائيليين كانوا يحملون "راية بيضاء" في حي الشجاعية.
كما نشرت كتائب القسام مقطعا مصورا تعليقا على قتل الجيش الإسرائيلي محتجزيه الثلاثة، قائلة إن "الوقت ينفد" باللغات العربية والإنكليزية والعبرية.
وعرض المقطع المصور في نحو دقيقة ونصف مشاهد القصف الإسرائيلي العشوائي على مناطق بقطاع غزة، بالتزامن مع عرض مقاطع مصورة لمحتجزين إسرائيليين قتلوا جراء القصف.
وأوردت القسام إفادة إسرائيلية كانت محتجزة سابقا بغزة قبل مقتلها، قولها "نخشى أن نموت من الصواريخ، من فضلكم توقفوا".
كما أشار المقطع إلى وصول حصيلة قتلى المحتجزين الإسرائيليين في القطاع إلى 9 آخرهم الثلاثة الذين قتلوا "خطأ" بحي الشجاعية.
وفي صورة أخرى نشرتها القسام على تليغرام السبت بعنوان "الخيار لكم في توابيت أم أحياء!!"، يظهر في جزئها العلوي صورة إحدى المحتجزات الإسرائيليات المحررات، بينما يبدو في الجزء الأسفل رمزا لتابوت الموتى.
ومساء الجمعة تظاهر أمام مبنى هيئة الأركان في تل أبيب المئات من عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة مطالبين حكومتهم بإبرام صفقة جديدة مع الفصائل الفلسطينية لإعادة أسراهم.
وقال مصدر اليوم السبت إن مبعوثا إسرائيليا رفيع المستوى التقى برئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في حين أشار مصدران من مصر إلى أن إسرائيل تبدو أكثر انفتاحا على اتفاق جديد مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وفي إشارة أخرى على حدوث انفراجة محتملة، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني ويلقي بيانا .
وكانت كتائب القسام وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي أعلنتا سابقا مقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديهما جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وطالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة اليوم السبت الحكومة الإسرائيلية بالتحرك في أسرع وقت لتأمين الإفراج عنهم.
وقالت نوام بيري ابنة الرهينة حاييم بيري "لا نتلقى سوى الجثث. نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات" بدوره، قال روبي تشين والد إيتاي تشين وهو رهينة يبلغ 19 عاما "يبدو الأمر كأنه لعبة الروليت الروسية: من سيكون التالي الذي يعلم بوفاة أحد أفراد أسرته؟ نريد أن نعرف ما هو الاقتراح المطروح على طاولة الحكومة".
وهزت حرب غزة، التي اندلعت بسبب الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلو حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول قوى المنطقة والعالم مع تصاعد عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين.
وبينما تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس فإنها تسعى كذلك إلى استعادة الرهائن الذين تحتجزهم الجماعة الإسلامية المدعومة من إيران.
وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني بدأت هدنة مدتها أسبوع بوساطة قطرية ومصرية أطلقت بموجبها حماس سراح أكثر من 100 امرأة وطفل وأجنبي كانت تحتجزهم مقابل إطلاق سراح 240 امرأة وقاصرا من السجون الإسرائيلية.