كتل الجليد تقتل الآلاف من طيور البطريق

ويلينجتون - ذكرت صحيفة نيوزيلاند هيرالد الجمعة أن الآلاف من طيور البطريق تنفق في القارة القطبية الجنوبية بسبب الجوع والانهاك بعد أن فصلت كتل جليدية ضخمة في بحر روس بين الاراضي التي يتكاثر فيها البطريق ومصادر غذاء تلك الطيور.
وأضافت الصحيفة أن كتلا جليدية يصعب اجتيازها تكاد تحيط حاليا بواحدة من أكبر المستعمرات في العالم لطيور البطريق من نوع أديلي في كيب كروزير،وهى موطن 130 الف طائر من هذا النوع.
ولم تنتج مستعمرة تضم 1.200 من طيور البطريق من نوع امبرور في كيب كروزير صغارا، حيث تخلت عن جهودها للتكاثر بينما يخيم عليها شبح المجاعة. ويذكر أن أعضاء ببعثة المستكشف كابتن روبرت سكوت هي أول من اكتشف هذا النوع من البطريق عام 1911.
ونقلت الهيرالد عن دين بيترسون رئيس فريق العلماء المعنيين بالقارة القطبية الجنوبية في نيوزيلاندا قوله إن طيور البطريق تموت من الانهاك وأفراخها تتضور جوعا، حيث أنها فقدت القدرة على السير بين أعشاشها ومصادر غذائها.
وقال إن الوصول إلى المحيط أمر هام بالنسبة لطيور البطريق التي جاءت إلى الشاطئ للتكاثر، وحين يتم ذلك تغادر أعشاشها لتتغذى على الاسماك وغيره من الحيوانات البحرية، قبل أن تعود إلى أعشاشها لتتجشأ الغذاء لصغارها.
وقال بيترسون أنه يتوقع أن تنتهي مستعمرة طيور البطريق من نوع أديلي في كيب رويدس، ذلك لانه يحيط بها بحر جليدي إضافي مساحته 70 كيلومترا، وهي مسافة من المستحيل قطعها على طائر متوسط سرعته في السير لا تكاد تتجاوز كيلومتر أو كيلومترين في الساعة.
وقالت الهيرالد أن العلماء يعتقدون أن معدل النفوق في بعض مستعمرات طيور البطريق من نوع أديلي بمنطقة بحر روس، وهى موقع قاعدة سكوت النيوزيلندية ومحطة ماكموردو الامريكية، سوف يزيد بما يتراوح بين 20 و30 في المائة.
وذكرت الصحيفة أن السبب في المشكلة التي تواجه الطيور هما كتلتين عملاقتين من الجليد إحداهما بعرض 37 كيلومترا وطول 87 كيلومترا، والاخرى بعرض 18.5 كيلومترا وطول 55 كيلومترا.
وكانت الكتلتان قد انفصلتا عن جرف روس الجليدي في آذار/مارس 2000 واتجهتا تدريجيا إلى الشمال الشرقي لمضيق ماكموردو، لتشكلان حاجزا بين منطقة بحر روس والبحر المفتوح.
وكانت وكالة الفضاء والطيران الامريكية (ناسا) قد حذرت في كانون الاول/ديسمبر الماضي من خطر محتمل يداهم طيور البطريق.