كتّاب جزائريون بارزون يدعمون احتجاجات الشباب

كمال داود وياسمينة خضرا وبوعلام صنصال يعربون من خلال مقالات رأي مدوية ومقابلات تزخر بالأمل والقلق، عن إعجابهم بالحركة الاحتجاجية التي قلّ نظيرها في بلدهم.
كمال داود يتغنى بالتظاهرات الرافضة لولاية خامسة لبوتفليقة
دور المثقفين والكتّاب خصوصا سيكون مهما جدا

باريس - أعرب كتاب جزائريون معروفون من خلال مقالات رأي مدوية ومقابلات تزخر بالأمل والقلق، عن دعمهم للمتظاهرين والشباب الجزائري وإعجابهم بهذه الحركة الاحتجاجية التي قلّ نظيرها في بلدهم.
وهؤلاء هم كمال داود (48 عاما) وياسمينة خضرا (64 عاما) وبوعلام صنصال (69 عاما) الذين يتمتعون بشهرة عالمية وفازوا بجوائز عدة. وكانت لهم مداخلات كثيرة منذ بداية الأزمة.
وبعد الإعلان الاثنين عن إرجاء الانتخابات الرئاسية وتخلي الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة، رحب بوعلام صنصال بهذا "النبأ الرائع" مضيفا في رسالة إلكترونية وجهها لوكالة فرانس برس "لكن ما التغيير الذي تحمله؟ فنظام الحكم الذي تريد التظاهرات اختفاءه لا يزال قائما. ينبغي معرفة ما سيقرره الجيش والاستخبارات من سيتولى المرحلة الانتقالية وصياغة الدستور الجديد وتنظيم الندوة الوطنية والاستفتاء والانتخابات. الأسئلة كثيرة".

الكاتب الجزائري ياسميناةخضرا
ياسمينة خضرا: أنا أقف معجبا بشجاعة وهدوء الشعب الجزائري

وقد دبت الحماسة في كمال داود منذ بدء الحركة الاحتجاجية فراح يتغنى بالمظاهر الاحتفالية التي رافقت التظاهرات الرافضة لولاية خامسة للرئيس بوتفليقة البالغ 82 عاما والحاكم منذ 20 عاما والذي يعاني من المرض.
وندد في مقال نشرته صحيفة "لوموند"، بـ"الابتذال المعمم الذي يضرب البلاد" وقصر الرئيس "الذي يعج بالممالقين والمهرجين والسماسرة".
وتغنى كتاب جزائريون آخرون أقل شهرة وأصغر سنا بالحركة الاحتجاجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الكتاب الكبار الذين يحظون بتغطية إعلامية أكبر يرمزون إلى جيل عرف للأكبر سنا من بينهم، حرب الاستقلال وجبهة التحرير الوطني (الحاكمة) و"الربيع" المقموع في 1988 والحرب الأهلية في التسعينات بعد إلغاء الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي فاز بها الإسلاميون.
عقدة ذنب
وقد أثار منظر مئات آلاف المتظاهرين يسيرون بسلام في شوارع المدن الجزائرية إعجابا كبيرا لدى هؤلاء الكتّاب الذين عرفوا فظائع "العشرية السوداء" (1992-2002).

داود وصنصال وغيرهم لطالما كانوا ضد النظام إنهم أسماء بارزة ونحن نعتمد عليهم. وهم أيضا الحرس القديم

وقال داود قبل أيام قليلة عبر إذاعة "فرانس انتر"، "أشعر بعقدة ذنب تجاه هذا الجيل الذي نجح في ما فشلنا بتحقيقه لأننا كنا مطبوعين جدا بالحرب الأهلية".
وقال ياسمينة خضرا من جانبه لصحيفة "لو باريزييان"، "على مدى سنوات كتبت بأن الجزائر استسلمت. ويفرحني جدا اليوم أن أعترف بأني أخطات".
وصرح الاثنين لمحطة "فرانس 3" التلفزيونية "الشعب الجزائري خرج من مرحلة النقاهة أنا أقف معجبا بشجاعته وهدوئه".
ويؤكد عالم الاجتماع تريستان لوبيرلييه صاحب كتاب "الجزائر، كتّاب العشرية السوداء"، انه فوجئ بالفرق مع ما حصل في العام 1988 عندما قمع الجيش المتظاهرين بقوة مع مباشرة إصلاحات وضعت حدا لنظام الحزب الواحد.
ويوضح لوبيرلييه لوكالة فرانس برس "في تلك الفترة بقي الكتّاب على مسافة نسبيا".
ويضيف "فمن جهة كانوا ينتمون بغالبيتهم إلى النخبة الاجتماعية. ومن ثم كانت فكرة أن جبهة التحرير الوطني لا تزال توفر صورة مستقبلية مشرقة ولا سيما فكرة التحرر التدريجي، راسخة. يضاف إلى ذلك أنهم كانوا يتمتعون بثقل كبير على الساحة الدولية"، وكانوا يتحفظون على مهاجمة جبهة التحرير الوطني التي قادت الاستقلال.

الكاتب الجزائري كمال داود
كمال داود: كنا مطبوعين جدا بالحرب الأهلية

ويرى الباحث "هذه العوامل تغيرت كليا اليوم. بات الكتّاب أقل انتماء للنخبة الاجتماعية وليس من صورة مستقبلية مشرقة لكن ثمة شعور بالإذلال على الساحة الدولية خصوصا".
وهم يدعمون حركة يشكل الشباب رأس الحربة فيها. ويقول المهندس المعماري يحيى اواريت (24 عاما) الذي انتقل للإقامة في باريس حديثا وهو احد مؤسسي تجمع "ألجيري دوبو" بعد اندلاع الأزمة الأخيرة "داود وصنصال وغيرهم لطالما كانوا ضد النظام إنهم أسماء بارزة ونحن نعتمد عليهم. وهم أيضا الحرس القديم".
ويؤكد صنصال "أظن أن دور المثقفين والكتّاب خصوصا سيكون مهما جدا. أنا شخصيا سأستمر بالنضال لانتصار بعض القيم" مثل العلمانية والمساواة بين الرجل والمرأة.