كرشك تفتح شهية الزهايمر!

دراسة أميركية تجد أن تراكم الدهون في منطقة البطن وخاصة الدهون الحشوية قد يكون له ارتباط مباشر بتدهور وظائف الدماغ.

واشنطن - أظهرت دراسة جديدة أن تراكم الدهون في منطقة البطن، وخاصة الدهون الحشوية، قد يكون له ارتباط مباشر بتدهور وظائف الدماغ وظهور علامات مبكرة لمرض الزهايمر، مثل لويحات بيتا أميلويد وتشابكات بروتين تاو.

وتظهر هذه العلامات في وقت مبكر من الأربعينيات والخمسينيات من العمر، أي قبل عقود من ظهور التدهور الإدراكي المتوقع. وتعد هذه النتائج مهمة لفهم العلاقة بين السمنة والصحة العقلية على المدى الطويل.

تُعتبر لويحات بيتا أميلويد وتشابكات تاو مؤشرات رئيسية على تقدم مرض الزهايمر، حيث تظهر اللويحات أولاً، ثم تلحق بها التشابكات مع تفاقم المرض.

ووفقًا للدكتور سايروس راجي، الأستاذ المساعد في الأشعة بجامعة واشنطن، فإن زيادة مستويات الأميلويد أو التاو في الدماغ تعني تفاقم المرض، مشيرًا إلى أن هذه التغيرات المرضية غالبًا ما تتزامن مع انخفاض تدفق الدم إلى مركز الذاكرة في الدماغ، المعروف بالحُصين، مما يؤدي إلى ضمور الدماغ وظهور إشارات مبكرة على المرض.

ركز الباحثون في هذه الدراسة على الدهون الحشوية، وهي الدهون العميقة المحيطة بالأعضاء الحيوية والتي تختلف عن الدهون تحت الجلد التي تشكل غالبية دهون الجسم.

 وأظهرت النتائج أن الدهون الحشوية أكثر نشاطًا هرمونيًا وتسبب التهابًا شديدًا في الجسم مقارنة بالدهون الأخرى.

وأُجريت الدراسة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس الدهون الحشوية، إضافة إلى فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) للكشف عن وجود الأميلويد وتشابكات التاو في أدمغة المشاركين. ووجدت الدراسة أن تراكم الدهون الحشوية يرتبط بزيادة مستويات الإنسولين بشكل غير طبيعي، مما يساهم في زيادة خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.

أوضح الباحثون أن الدهون الحشوية قد تسهم في ارتفاع مستويات الالتهاب، وهو عامل رئيسي في تسريع تراكم الأميلويد وتشابكات التاو.

وبيّن الدكتور راجي أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الدهون الحشوية أظهروا علامات ضمور الدماغ في الحُصين، مما يعزز العلاقة بين السمنة ومرض الزهايمر.

ا علامات ضمور الدماغ في الحُصين

 ووفقًا للتحديثات المقدمة في مؤتمر جمعية الأشعة في أميركا الشمالية لعام 2024، تمكن الباحثون لأول مرة من إثبات أن الدهون الحشوية ترتبط بارتفاع مستويات بروتين تاو بشكل غير طبيعي لدى الأشخاص قبل عقود من ظهور الأعراض الأولية للزهايمر.

أكد الدكتور ريتشارد إيزاكسون، الخبير في الأمراض العصبية التنكسية، أن الوقاية من الدهون الحشوية تعد استراتيجية مهمة للتخفيف من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وأوصى باتباع أسلوب حياة صحي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وذكي.

 وأوضح أن المشي السريع بوتيرة ثابتة لمدة 45 إلى 60 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا يمكن أن يساعد في تقليل دهون البطن بشكل فعال. كما شدد على أهمية بناء الكتلة العضلية، حيث إن زيادة العضلات تسهم في تحسين معدل التمثيل الغذائي وحرق الدهون بشكل مستمر. وأوصى بممارسة تمارين القوة مرتين أسبوعيًا على الأقل وزيادة تناول البروتين لدعم صحة العضلات.

وتشير هذه الدراسة إلى أن السمنة، خاصة الدهون الحشوية، تشكل عامل خطر كبيرًا للإصابة بمرض الزهايمر.

ومع تزايد معدلات السمنة عالميًا، تحذر منظمة الصحة العالمية من أن أكثر من نصف سكان العالم قد يعانون من زيادة الوزن أو السمنة خلال العقد المقبل. في الولايات المتحدة وحدها، يتوقع أن تصل نسبة المصابين بالسمنة إلى 260 مليون شخص بحلول عام 2050، مما يجعل هذا التحدي الصحي أحد أبرز أولويات الصحة العامة. تظهر هذه النتائج الحاجة الملحة لاعتماد استراتيجيات وقائية للحد من تراكم الدهون الحشوية وحماية الصحة العقلية والبدنية على المدى الطويل.