كم تبقى من عمر الأرض في أحلك السيناريوات؟

باحثون يخلصون الى أنه 'إذا ما لم ننجح في وقف الاحتباس الحراري' سيتحول كوكبنا إلى مكان غير صالح لحياة البشر بعد 500 عام.
أماكن ذات التاريخ الطويل من الثراء الثقافي والنظام البيئي مثل حوض الأمازون قد تصبح قاحلة

لندن - ربما يتسائل بعضنا عن العمر المتبقي المفترض للارض في ظل تصاعد وتيرة التغير المناخي، وهو تحديدا ما سعى فريق علمي بريطاني كندي لمعرفته.

وخلص الباحثون في ورقة علمية تداولتها مجلة نوفوستي الروسية وقدمت إلى الأمم المتحدة الى أن أحد سيناريوهات الاحترار العالمي يقتضي تحول كوكب الأرض إلى مكان غير صالح لحياة البشر بعد 500 عام.

ونبه الباحثون إلى ضرورة أن تكثف دول العالم جهودها بصورة عاجلة لمكافحة ارتفاع معدل درجات الحرارة على كوكبنا.

وقدم الفريق الكندي البريطاني ثلاثة سيناريوهات يقتضي أسوأها انقراض البشرية.

وبحسب الدراسة فإنه "إذا ما لم ننجح في وقف الاحتباس الحراري فسوف تتغير الأرض بعد 500 عام إلى درجة سنجد أنفسنا في ظلها مضطرين للنضال من أجل البقاء والحفاظ على ثقافاتنا المترسخة تاريخيا وجغرافيا".

سنجد أنفسنا مضطرين للنضال من أجل البقاء

ووفقا للنظرية نفسها سيؤدي احترار الجو إلى جعل جزء من كوكبنا غير صالح لعيش البشر، مع ظروف نقص حاد في بعض المواد الغذائية بسبب شح الأراضي القابلة للزراعة.

ووضعت الدراسة نماذج لتوزيع الغطاء النباتي وظروف النمو لنباتات المحاصيل الرئيسية التي نملكها حاليا، للتعرف على نوع التحديات البيئية التي قد يتعين على أطفال اليوم وأحفادهم التكيف معها بدءًا من القرن الثاني والعشرين فصاعدًا.

وإذا لم يتم الالتزام باتفاقية باريس للمناخ (التي تهدف إلى منع زيادة حرارة الأرض أكثر من درجتين مئويتين)، سيتنقل الغطاء النباتي وأفضل مناطق زراعة المحاصيل أكثر فأكثر نحو القطبين، وتقل المساحة المناسبة لبعض المحاصيل تدريجيا.

وقد تصبح الأماكن ذات التاريخ الطويل من الثراء الثقافي والنظام البيئي، مثل حوض الأمازون، قاحلة. وستصبح المناطق الاستوائية المكتظة بالسكان حاليًا، قد غير صالحة للسكن بحلول العام 2200.

ووفقا السيناريوهات الأكثر تشاؤما، فإن السنوات الخمسمائة القادمة وما بعدها ستغير الأرض بطرق تتحدى قدرتنا على الحفاظ على العديد من الأساسيات للاستمرار بالحياة، لا سيما في الثقافات ذات الجذور التاريخية والجغرافية التي تمنحنا المعنى والهوية.