كورونا وراء خسائر جديدة لبورصات الخليج

الإجراءات الصارمة التي تتّخذها الدول الخليجية لمنع انتشار الفيروس أدت إلى هبوط أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ أربع سنوات.

ابوظبي - تعرّضت بورصات الخليج لخسائر جديدة الاثنين مع هبوط أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، متأثّرة بالإجراءات الصارمة التي تتّخذها الدول لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
وخسرت أسعار الخام ما بين سبعة وتسعة بالمئة من قيمتها في ظل حرب نفطية بين السعودية وروسيا، أكبر مصدرين للنفط في العالم، ليتراجع خام برنت بنسبة 9 بالمئة إلى 31,3 دولار، وخام تكساس بنسبة 7,3 بالمئة إلى 29,7 دولار عند الساعة 11,30 ت غ.
وعلى وقع هذا التراجع، سجلت بورصة أبوظبي تراجعا بنسبة 7,8 وبورصة دبي تراجعا بنسبة 6,2 بالمئة، بعد ساعات من إعلان السلطات عن إجراءات إضافية لمواجهة فيروس كورونا من بينها إغلاق النوادي الصحية والرياضية.
وخسرت سوق المال السعودية "تداول"، الأكبر في المنطقة، 5,21 بالمئة، بينما فقد سهم أرامكو، عملاق النفط في المملكة، 3,14 بالمئة من قيمته غداة إعلان الشركة عن نتائجها في 2019 والتي قالت فيها إن أرباحها تراجعت بنحو 20 بالمئة.

وتزامنا مع ذلك قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية اليوم الاثنين إن من المرجح أن تبقي الشركة على الإنتاج المرتفع المزمع لشهر ابريل/نيسان كما هو في مايو/أيار أيضا، في إشارة إلى أن أكبر شركة منتجة للنفط في العالم مستعدة للتعايش مع أسعار الخام المنخفضة لبعض الوقت.

كانت أرامكو قالت الأسبوع الماضي إنها ستزيد معروضها النفطي في ابريل نيسان إلى مستوى قياسي يبلغ 12.3 مليون برميل يوميا في معركة على الحصة السوقية مع روسيا ساهمت في النزول الحاد بأسعار النفط.

وقال الناصر إن الشركة ستسحب 300 ألف برميل يوميا من مخزونها النفطي الضخم للوصول إلى ذلك المعروض القياسي الشهر القادم وإنها تستطيع مواصلة إنتاج النفط بطاقتها القصوى البالغة 12 مليون برميل يوميا لمدة عام دون الحاجة إلى مزيد من الإنفاق.

وواصلت بورصة الكويت تسجيل خسائر، فتراجع مؤشرها العام بنسبة 3,9 بالمئة بينما عمد مصرفها المركزي إلى خفض الفائدة بمئة نقطة إلى مستوى 1,5 بالمئة، وهو الأدنى على الإطلاق. وخسرت بورصة البحرين 1,4 بالمئة، ومسقط 1,4 بالمئة.
ورغم ان قطر لم تسجل خسائر بعد ساعات من إعلان الدوحة عن خطة تحفيزية حكومية تنص على ضخ 23 مليار دولار في الاقتصاد لدعمه في مواجهة إجراءات الحماية من تفشي كوفيد-19 لكن التبعات مازالت حاضرة مع حديث على ان الاستقرار لن يصمد كثيرا.

الاجراءات الصارمة لدول الخليج لم تمنع من وصول عدد المصابين بالفيروس الى الف
الاجراءات الصارمة لدول الخليج لم تمنع من وصول عدد المصابين بالفيروس الى الف

وسُجّلت في دول الخليج الست نحو ألف إصابة بالفيروس، أكثرها في قطر (401).
والاثنين سجّلت البحرين أول حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد لمواطنة تبلغ من العمر 65 عاما، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة، وهي الوفاة الاولى في المنطقة.
وتؤثر أسعار النفط بشكل مباشر على الاقتصاد السعودي واقتصادات دول الخليج الاخرى التي تعتمد إيراداتها بشكل كبير على مبيعاتها من الخام.
وعقد وزراء الصحة في مجلس التعاون الخليجي، السبت، اجتماعا طارئا عبر تقنية الاتصال المرئي لمناقشة مستجدات فيروس "كورونا" الذي يعصف بالمنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن "الوزراء ناقشوا آخر المستجدات حول كورونا، وسبل الحد من انتشاره عبر الفيديو".
والاجتماع، الذي دعا إليه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، يُعد الأول من نوعه على مستوى وزراء صحة دول المجلس في ظل استمرار ازمة قطر المستمرة منذ يونيو/حزيران 2017.
وإلى جانب الحجرف، شارك في الاجتماع كافة وزراء الصحة لدول الخليج، بما فيهم وزيرة الصحة القطرية حنان محمد الكوار.