كورونا يؤجل البطولة التونسية الأولى للمطالعة

المبادرة الاولى من نوعها في تونس تسعى الى توطين القراءة بكافة الفضاءات العامة، وحث جميع الشّرائح العمرية على تنمية 'التّثقيف الذّاتيّ'.

تونس - قرّرت وزارة الثقافة التونسية تأجيل التصفيات النهائية للبطولة التونسية الأولى للمطالعة المقررة من يوم 11 يوليو/تموز الى غاية بداية شهر اغسطس/اب وذلك مع تسجيل أعداد اصابات ووفيات قياسية بوباء كورونا.
ويندرج تأجيل هذه التظاهرة ضمن قرارات صادرة عن اللجنة التونسية لمجابهة فيروس كورونا وعلى إثر صدور بلاغ من وزارة الثقافة ينص على ارجاء التظاهرات الثقافية.
وكان من المقرر تنظيم وزارة الثقافة التونسية الدورة الأولى للبطولة الوطنيّة للمطالعة بالاشتراك مع الادارة العامة للكتاب وادارة المطالعة العمومية.
وتراهن الدورة الاولى للبطولة التونسية للمطالعة على ترسيخ ثقافة المطالعة وتوطين فعل القراءة بكافة الفضاءات العامة، وحث جميع الشّرائح العمرية القادرة على القراءة على تنمية ما يسمّيه علماء التّربية بالتّثقيف الذّاتيّ.
ويشارك نحو 1440 مترشحا لنهائي البطولة الوطنية للمطالعة من رواد 434 مكتبة عمومية محلية وجهوية ومتنقلة.

للتوعية بدور الكتاب في عملية التنشئة الاجتماعيّة
للتوعية بدور الكتاب في عملية التنشئة الاجتماعيّة

وقامت لجنة علمية بادراة التصفيات الاولية للمترشحين الذين اتموا قراءة الكتب المقترحة بالعربية والفرنسية والانكليزية.
وتتراوح اعمار المتسابقين في التظاهرة الأولى من نوعها في تونس وحتى في العالم العربي بين 06 و80 سنة وستقوم لجنة علمية وأكاديمية بالاعلان عن المتوجين في التصفيات النهائية.
واعتبر الياس الرابحي مدير المطالعة العمومية بوزارة الثقافة التونسية ان هذه التظاهرة تندرج في اطار مشروع وطني لبناء الانسان في مختلف ابعاده المعرفية والتعليمية والوجدانية والتأهيلية وترسيخ قواعد الترغيب في المطالعة كسلوك ثقافي واجتماعي لدى مختلف الشرائح العمرية. 
واضاف ان الهدف ايضا من المسابقة التي ستتوج الفائزين بجوائز مالية وميداليات وباقة من الكتب الهامة والمتنوعة تشريك المكتبات العمومية في مختلف جهات البلاد في الحراك الثقافي واستثمار رصيدها من الكتب المقدر بنحو 8 ملايين كتاب لتطوير كفاءات القراء ومهاراتهم في التعليم وفي مختلف مجالات الحياة.
وتسعى التظاهرة الفريدة من نوعها الى غرس تقاليد المطالعة في المجتمع التونسي وتعميق الوعي بأهمّيّة دور الكتاب والوسائط الأخرى في عملية التنشئة الاجتماعيّة وترغيب التونسيين في القراءة لا سيما وان احصائيات غير رسمية تحذر من عزوف اغلبهم عن الكتاب.
وكشف استبيان سابق حول القراءة لمكتب دراسات بتونس أن 79% من التونسيين لا يملكون كتبا بمنازلهم ما عدا الصحف والمجلات والقرآن.
ورغم اشتداد أزمة المطالعة في تونس واعتبار انها عادة موسمية ترتبط بالاساس بمعارض الكتب الا ان حركة ثقافية من نوع خاص ظهرت في البلاد في السنوات الاخيرة تتمثل في  مبادرات شبابية تهدف إلى جعل قراءة الكتب واقعا ملموسا خارج الفضاءات المألوفة كالمكتبات العادية.
 وقد قامت مجموعة من هواة المطالعة بإطلاق منصة إلكترونية تسمح لمستخدميها بإعارة الكتب وتبادلها مجانا. 
كما أطلق شبان حلقات نقاش مباشرة في الفضاءات الثقافية وحى في المقاهي حول مضامين بعض الكتب المتوجة بجوائز أديبة عريقة او التي احدثت ضجة بعد نشرها.
ولجأ البعض الاخر إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم النصائح لرواد القراءة حول بعض الكتب التي طالعوها.