كورونا يخمد الحراك الجزائري

تراجع الجزائريين عن مواصلة احتجاجاتهم يأتي وسط مخاوف من الإصابة بالفيروس الذي قتل حتى الآن 12 شخصا وأصاب 95 آخرين.

الجزائر - لأول مرة منذ أكثر من عام لم تشهد شوارع الجزائر مسيرات الحراك المنتظمة كل يوم جمعة بسبب فيروس كورونا المستجد الذي يواصل انتشاره بين المدن الجزائرية.

وسجلت الجزائر الجمعة ارتفاعا في عدد الوفيات بسبب الفيروس إلى 12 بعد تسجيل حالتي وفاة جديدتين.

وقالت وزارة الصحة في حصيلة جديدة نشرتها على موقع خصصته للمعلومات المتعلقة بتطور الوضع الصحي، إنها "سجلت 12 حالة وفاة بكورونا و95 إصابة مؤكدة في عموم البلاد".

ويوم الجمعة الـ57 للحراك لم تشهد شوارع الجزائر تظاهرات وشعارات. وحضر فقط رجال الأمن الذين وضع أغلبهم أقنعة وقاية في وسط العاصمة، وفق ما أفاد إعلاميون.

حتى الأسبوع الماضي تظاهرت مجموعات من أنصار الحراك أسبوعيا في العاصمة وبقية الولايات، "مهما كان الوضع في الحر والبرد وفي عطلة الصيف وحتى في شهر رمضان للمطالبة بجزائر حرة ديموقراطية واجتماعية".

لكن مع انتشار الوباء، منعت السلطات التظاهر. وتصاعدت في الأيام الأخيرة دعوات في صفوف الحراك والمعارضة السياسية، طالبت بتعليق الاحتجاجات في الشارع مؤقتا.

وخرج الجمعة سكان العاصمة بأعداد كبيرة في الصباح، لكن هذه المرة لشراء مؤن.

وجالت عربة للبلدية في الأرجاء مغطاة بلافتات توعية حول فيروس كورونا المستجد، ومجهزة بمكبرات صوت تدعو السكان إلى تعقيم "منازلهم والمناطق المشتركة في البنايات".

وتوقف الجزائريون عن التظاهر ضد الحكومة منذ نهاية فبراير/شباط، حين أعلنت السلطات الصحية تسجيل أول إصابة بكوفيد-19.

ودفع الهلع من الإصابة بالفيروس عدة مواطنين إلى التزود بالمؤن بكميات كبيرة، ما أدى إلى إفراغ رفوف محلات البقالة وأسواق الخضروات.

ويعترف سعيد (57 عاما)، أنه اشترى "مخزون حرب" من المواد الأساسية الضرورية، قائلا وهو الذي يشارك في المسيرات كل أسبوع "من يواصله التظاهر جاهل بالتأكيد".

ويعتبر سعيد أنه يجب "حماية العائلات والبلاد من هذا الفيروس. سنواصل الحراك بشكل مختلف. سنجد طرقا بديلة".

وقررت الجزائر مساء الخميس غلق المقاهي والمطاعم في المدن الكبرى، وتعليق جميع وسائل النقل المشترك العامة والخاصة داخل المدن وبين الولايات، وكذلك النقل عبر القطارات.

وسبق أن أغلقت قاعات الأعراس والمساجد والملاعب وغيرها من أماكن التجمع.

وحتى ظهر الجمعة، أصاب كورونا أكثر من 250 ألف شخص في 182 بلدا وإقليما، بينهم أكثر من 10 آلاف وفاة، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي، دولا عديدة على إغلاق حدودها وتعليق الرحلات الجوية وإلغاء فعاليات عدة ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.