كورونا يذكّر أوبك بمدى اعتمادها على الصين

منظمة الدول المصدرة للنفط تبيع القسم الاكبر من انتاجها الى ثاني اقتصاد في العالم، والوباء يضعها امام حتمية مزيد من خفض الإمدادات لتفادي هبوط جديد للاسعار مدفوع بتراجع الطلب الصيني.
توقع بتراجع الواردات اليومية الصينية من النفط من نحو 11 مليون برميل الى 7 مليون برميل

لندن - تسلط المخاوف من تباطؤ اقتصادي يغذيه تراجع الطلب نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين منذ أسابيع، الضوء على منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" التي تبيع القسم الاكبر من انتاجها الى ثاني اقتصاد في العالم.

وقالت مجموعة الأبحاث جي.بي.سي اينيرجي للطاقة إن "الصين باتت أكثر أهمية بالنسبة للدول المصدرة للنفط في السنوات الأخيرة".

في المجموع تستورد الصين أكثر من ثلثي كمية نفطها الخام من دول المنظمة وروسيا.

وفي أعقاب تراجع الأسعار تعقد أوبك وحليفها الرئيسي المنتج للنفط روسيا اجتماعات هذا الأسبوع لمناقشة الوضع.

وفي مؤشر واضح على الصعوبات القائمة، أعلنت الوفود المجتمعة في فيينا أن المحادثات ستتواصل الخميس.

لكنه ليس اجتماعا رسميا حول الانتاج، كما كانت الحال في كانون الأول/ديسمبر عندما مددت اوبك وحلفاؤها اتفاقها الساري للحد من انتاج النفط لدفع الأسعار إلى الارتفاع.

وتعد المملكة العربية السعودية وروسيا أكبر مصدّرين للنفط الخام إلى الصين.

لكن أوبك عموما ستتأثر جدا بتراجع الطلب الصيني على النفط.

ورغم تحسن أسعار النفط بقوة الأربعاء، إلا أنها انخفضت كثيرا بشكل إجمالي في الأسبوعين الماضيين وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب الصين.

وأثار هبوط الأسعار تساؤلات في أوبك التي يضخ أعضاؤها وعددهم 13 دولة، قرابة ثلث النفط الخام العالمي، وتسعى للحفاظ على العائدات بوجه طلب صيني أضعف.

أوبك
13 بالمئة من الطلب العالمي للخام من الصين

ضغوط البيع 

والصين "ثاني أكبر دول العالم استهلاكا للنفط وتمثل 13 بالمئة من الطلب العالمي للخام" وفق يوجياو لي المحلل لدى مجموعة الأبحاث وود ماكينزي.

وقال المحلل "بصفتها اقتصادا سريع النمو فإن أكثر من ثلث نمو الطلب العالمي على النفط يأتي من الصين".

وتابع "من دون إمدادات محلية كافية فإن اعتماد الصين على النفط يستمر في الارتفاع وهو ما يجعل الصين واحدة من أهم الأسواق بالنسبة لأوبك".

أعلنت المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع أن تأثير الفيروس على طلب النفط "محدود للغاية" و"مدفوع بالعوامل النفسية والنظرة التشاؤمية التي يتبناها بعض المتداولين في السوق".

أكثر من ثلث نمو الطلب العالمي على النفط يأتي من الصين

ومع ذلك ووفقا لمجموعة جي.بي.سي اينيجري فإن "أوبك وحلفاءها أمامهم حقيقة خيار واحد فقط، وهو الاعلان عن مزيد من خفض الإمدادات، وإلا فإن ... سعر (النفط) على الأرجح سيسجل مزيدا من التراجع" في غياب تطور كبير في احتواء الفيروس.

وفي انتظار خفض محتمل في انتاج أوبك، أفادت بلومبرغ عن زيادة الاهتمام بالطلب على ناقلات نفط تقوم بتخزين الخام وسط تراجع أنشطة منشآت التكرير.

هبطت أسعار النفط بنسبة 15 بالمئة تقريبا منذ مطلع العام بعد انخفاض عقود برنت بحر الشمال وخام غرب تكساس المتوسط المرجعيين ما دون 55 دولار و50 دولار على التوالي للبرميل هذا الأسبوع، في أدنى مستويات لهما في خلال 13 شهرا.

وقال المحلل لدى افاتريد نعيم أسلام الأربعاء إن "الأسعار تتعرض لضغوط بيع هائلة منذ تفشي فيروس كورونا المستجد في وقت يشعر المستثمرون بالقلق إزاء الطلب على النفط".

وأضاف "يسود ترقب على نطاق واسع بأن الواردات الصينية من النفط التي بلغت نحو 11 مليون برميل في اليوم مطلع هذا الشهر، ستشهد تراجعاً ملحوظا".

وتابع "نعتقد أن هذا الرقم تراجع إلى 7 ملايين برميل يوميا".