كورونا يستعجل السلام في أفغانستان

السلطات الأفغانية تعلن اختيار وفد من 21 عضو للتفاوض مع طالبان في مؤشر مبدئي على إحراز تقدم في اتفاق السلام الذي تتوسط الولايات المتحدة لإبرامه.
أفغانستان تسجل 94 إصابة بكورونا و4 وفيات حتى الجمعة

كابول - يدفع فيروس كورونا الذي يعصف بالعالم حاليا ممتدا إلى أكثر من 160 دولة، الحكومة الأفغانية وحركة طالبان للتقدم في عملية السلام للتفرغ لمواجهة الوباء الذي من شأنه أن يفاقم متاعب البلد على وقع الحرب المستمرة منذ نحو عقدين من الزمن.

وضمن إجراءات مكافحة فيروس كورونا في أفغانستان أعلنت السلطات الجمعة، فرض حجر صحي على العاصمة كابول، بهدف السيطرة على انتشار الوباء.

ووفقا لهذا الإجراء، سيتم إغلاق جميع المكاتب العامة والخاصة والأسواق باستثناء المتاجر التي توفر المنتجات الأساسية حتى إشعار آخر.

وسجلت أفغانستان 94 إصابة بالفيروس وأربع حالات وفاة حتى الجمعة، وفقا لإحصاءات أجرتها جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار قال مبعوث السلام إلى أفغانستان الأميركي زلماي خليل زاد الجمعة، إن "جائحة كورونا أوجدت حاجة للتعجيل بإحلال السلام".

وطالبت طالبان بالإفراج غير المشروط عن خمسة آلاف سجين قبل بدء أي محادثات مع الحكومة. ورد غني بعرض لإطلاق سراح 1500 سجين، وقال منذ ذلك الحين إنه سيفرج عن 100 سجين في نهاية شهر مارس/آذار بسبب مخاوف إنسانية ناجمة عن الفيروس.

وجرى التوصل إلى هذا الترتيب في محادثات عقدت عبر تطبيق سكايب بين مسؤولي طالبان في الدوحة ومسؤولين حكوميين في كابول بسبب القيود على السفر.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن "15 مسؤولا من طالبان سيسافرون قريبا إلى كابول للتحقق من قائمة السجناء الذين سيُفرج عنهم".

وفي ظل مؤشرات إيجابية عن تقدم مفاوضات السلام، أعلنت الحكومة الأفغانية الجمعة اختيار وفد من 21 عضوا للتفاوض مع حركة طالبان في مؤشر مبدئي على إحراز تقدم في اتفاق السلام الذي تتوسط الولايات المتحدة لإبرامه.

ويرأس وفد التفاوض الذي أعلنته وزارة الدولة للسلام، معصوم استانكزي الرئيس السابق لإدارة الأمن الوطني وهو من مؤيدي الرئيس الأفغاني أشرف غني، ويشمل سياسيين ومسؤولين سابقين وممثلين للمجتمع المدني، كما يضم الفريق خمس نساء.

ولم يتضح حتى الآن إن كان عبدالله عبدالله، منافس الرئيس غني، سيوافق على الفريق الذي وقع عليه الاختيار، وهو أمر قال دبلوماسيون إنه بالغ الأهمية نظرا لنفوذ معسكره القوي في معظم أنحاء شمال وغرب البلاد.

وبعد اختيار الفريق ستكون الخطوة المقبلة الاجتماع لإجراء محادثات مع طالبان في إطار عملية تهدف لإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة وإحلال السلام في أفغانستان.

وقال متحدث باسم عبدالله إنه لا يستطيع تأكيد أو نفي ما إذا كان عبدالله سيدعم الفريق.

وقال مصدران، أحدهما دبلوماسي في كابول مطلع على الأمر والآخر عضو في فريق عبدالله وتحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن "المفاوضات جارية وإنه من المرجح أن يدعم عبدالله الوفد".

وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقا مع طالبان في فبراير/شباط لسحب قواتها من أفغانستان، لكن تعذر إحراز تقدم في المفاوضات بين الحركة والحكومة الأفغانية لأسباب منها النزاع السياسي بين غني وعبدالله، حيث يصر كل منهما على أنه الرئيس الشرعي للبلاد بعد الانتخابات التي أجريت في سبتمبر/أيلول الماضي.

وفشلت وساطة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بينهما لتشكيل حكومة تشمل كل الأطراف أثناء زيارة استمرت يوما إلى كابول الاثنين الماضي، وأعلن خفض المساعدات الأميركية لأفغانستان بمقدار مليار دولار. لكنه أشار إلى إمكانية التراجع عن هذا القرار.