كورونا يضع النظام الصحي في تونس على شفا الانهيار

التفشي السريع للسلالة البريطانية المتحورة لوباء كوفيد-19 يستنفد الأسِرّة في أقسام الإنعاش بالمستشفيات العامة والخاصة.
سرعة انتشار كورونا ترهق الطواقم الطبية في تونس
تونس تدرس غلق الحدود لمنع تفشي سلالات كورونا الجديدة

تونس - قال عضو باللجنة العلمية لرويترز الخميس إن طاقة أقسام الإنعاش في المستشفيات التونسية العامة والخاصة بلغت أقصاها وإن المنظومة الصحية في البلاد على وشك الانهيار مع التفشي السريع للسلالة البريطانية الجديدة من فيروس كورونا.

وأضاف الدكتور أمان الله المسعدي أن اللجنة العلمية تدرس كل المقترحات لعرضها على الحكومة من بينها مقترح غلق الحدود خشية تفشي السلالة البرازيلية وسلاسة جنوب أفريقيا من فيروس كورونا.

وحتى الآن سجلت تونس 291 ألف إصابة وحوالي عشرة آلاف وفاة بفيروس كورونا في المجمل مع معدل يومي يصل 80 وفاة يوميا تقريبا منذ أسبوعين.

وأغلقت الحكومة كل المدارس حتى 30 أبريل/نيسان لإبطاء التفشي السريع لفيروس كورونا، وقررت أيضا حظر استخدام المركبات من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحا للحد من حركة المواطنين.

وقال المسعدي لرويترز "الوضع حرج جدا، الطاقم الطبي مرهق للغاية وأقسام الإنعاش بلغت طاقتها القصوى والوفيات في ارتفاع.. ندرس اقتراح غلق الحدود لمنع انتشار السلالة البرازيلية أو القادمة من جنوب أفريقيا".

ودعا عضو اللجنة العلمية التونسيين الى التقيد بالبروتوكول الصحي للمساهمة في جهود السيطرة على الوباء وتفادي الأسوأ في ظل منظومة صحية قال إنها توشك على الانهيار.

وأطلقت تونس في مارس/آذار الماضي حملة التطعيم ضد كورونا، باستخدام لقاح 'سبوتنيك 5' الروسي حيث تعاقدت على 500 ألف جرعة منه.

وتخلفت تونس البالغ عدد سكانها 11.7 مليون في حملات التلقيح عن كلّ من المغرب والجزائر اللتين بدأتا هذه الحملات في أواخر يناير/كانون الثاني باستخدام لقاحي أسترازينيكا/أكسفورد و"سبوتنيك-في".

ويعبّر أطباء في مستشفيات تونسية عن قلقهم إزاء ارتفاع عدد مرضى كورونا الذي يشكل تحديا حقيقيا لنظام صحي هش.

وعوّلت تونس بشكل كبير على المانحين الدوليين ومنهم البنك الدولي الذي اشترط حصول اللقاحات على التراخيص اللازمة من منظمة الصحة العالمية لتمويل عملية جلبه.

وتمكنت تونس خلال الموجة الأولى من الجائحة مطلع مارس/آذار عام 2020 من السيطرة على انتشار الفيروس بفضل تدابير احترازية مشددة اتخذت باكرا، لكن منذ نهاية الصيف عادت الأرقام لتأخذ منحى تصاعديا وسريعا.

وتعاني تونس أزمة اقتصادية خانقة أخذت في التفاقم منذ بدء انتشار الوباء، فيما تشهد البلاد أزمة سياسية عميقة بسبب خلافات بين رئاسة الجهورية ورئاسة الحكومة.