كورونا يضع فرنسا على طريق أسوأ ركود اقتصادي منذ 1945

فرنسا تتلقى صدمة اقتصادية مع توقف العديد من القطاعات الحيوية عن العمل بسبب الحجر الصحي المنزلي الذي فرضته السلطات سعيا لاحتواء تفشي الفيروس.
شهر من الحجر المنزلي يكلف فرنسا 3 نقاط من إجمالي ناتجها الداخلي في سنة

باريس - تقبل في فرنسا في الأشهر القليلة القادمة على أسوأ انكماش اقتصادي منذ العام 1945، متأثرة بارتدادات فيروس كورونا الذي يواصل انتشاره السريع بين المدن الفرنسية متسببا شلل أبرز القطاعات الحيوية.

وفي هذا الإطار حذر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الاثنين بأن فرنسا ستشهد خلال 2020 أسوأ ركود اقتصادي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية نتيجة الوباء المستجد.

وقال لومير خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الاقتصادية في مجلس الشيوخ الفرنسي، إن "أسوأ معدل نمو سجّلته فرنسا منذ العام 1945 كان في العام 2009 بعد الأزمة المالية الكبرى عام 2008، وبلغ -2.2 بالمئة"، مضيفاً "يبدو أننا سنتخطى بكثير نسبة -2.2 بالمئة" هذه السنة.

وأوضح الوزير أنه تمت لاحقا مراجعة أرقام النمو للعام 2009 ورفعها إلى -2.9 بالمئة وتتوقع الوزارة أن يكون أداء فرنسا هذه السنة أسوأ من ذلك.

وتابع "مرد ذلك حجم الصدمة الاقتصادية التي نواجهها" مع توقف العديد من القطاعات عن العمل بسبب الحجر المنزلي الذي فرضته السلطات سعيا لاحتواء تفشي وباء كوفيد-19.

وأضاف "يمكنني تشبيه الأمر بالكساد الكبير لعام 1929 لأنني لا أرى أي صدمات اقتصادية أخرى مماثلة في الماضي القريب"، داعيا لإنشاء صندوق تضامن بين دول الاتحاد الأوروبي لدعم مرحلة تعافي ما بعد الأزمة.

وكانت الحكومة قدرت سابقا في ميزانيتها المعدلة التي أقرتها في منتصف مارس/آذار، أن يصل الانكماش الاقتصادي إلى 1 بالمئة هذه السنة، لكن برونو لومير أشار بعد أيام إلى أن تراجع النشاط الاقتصادي سيكون أكبر بكثير.

وبحسب أرقام معهد 'إينسي'، فإن شهرا من الحجر المنزلي يكلف فرنسا حوالى ثلاث نقاط من إجمالي ناتجها الداخلي على مدى عام، وكلفة شهرين نحو ست نقاط.

وتسبب فيروس كورونا حتى الاثنين في وفاة أكثر من سبعين ألف شخص حول العالم، نحو 75 بالمئة منها في أوروبا، فيما أصيب بالوباء نحو 1.3 مليون شخص وتعافى أكثر من 270 ألف مصاب، وفق تعد تعداد الوكالة الفرنسية للأنباء (أ ف ب) استنادا إلى مصادر رسمية.

وفي فرنسا أصاب فيروس كورونا أكثر من 80 ألف شخص، فيما توفي بالوباء أكثر من نحو 7 آلاف مواطن مما يجعل فرنسا من أكثر البلدان في العالم تفشيا لكوفيد-19 إلى جانب أميركيا وإيطاليا وإسبانيا.