كورونا يفرض قوانينه على قمة قادة أوروبا

قاعة الاجتماعات حيث يلتقي قادة التكتل الأوروبي تتيح لهم الجلوس على بعد بضعة أمتار عن بعضهم بعضا على مدى يومي المحادثات للاتفاق أو عدم الاتفاق على كيفية إنفاق نحو تريليوني يورو لإنعاش الاقتصاد الأوروبي.
الجنرال كوفيد يفرض قوانينه على أول قمة أوروبية مباشرة
هدايا وكمامات بمواصفات وطنية في لقاءات قادة الاتحاد الأوروبي
قادة أوروبا يعقدون أول قمة منذ فرضت دول حول العالم تدابير الإغلاق

بروكسل - في اختبار مهم للدبلوماسية العالمية في زمن كوفيد-19، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي وجها لوجه في بروكسل الجمعة حيث اختاروا إلقاء التحية على بعضهم البعض من خلال لمس مرافقهم.

واجتمع قادة الدول والحكومات الأوروبيون الـ27 في لقاء مباشر للمرة الأولى منذ فرضت دول حول العالم في مارس/اذار تدابير إغلاق بهدف احتواء تفشي الفيروس.

وأصرّ الاتحاد الأوروبي على أنه يمكن وصف القمة بأنها الأكثر نظافة على الإطلاق، إذ أظهرت صور على تويتر الموظفين وهم يمسحون قاعة المؤتمرات بالمناديل والبخاخات عالية الضخ. وأظهرت صور أخرى العمال وهم ينظفون أيديهم باستمرار.

ودخل القادة قاعة القمّة في مبنى يوروبا حيث كان في استقبالهم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بانحناءة صغيرة ولمسة مرفق.

ووضعوا كمامات خلال مراسم الاستقبال أمام الكاميرات، حيث ألقوا التحية على نظرائهم الذين لم يلتقوهم كمجموعة منذ فبراير/شباط.

ووضع البعض بمن فيهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، كمامة من النوع الشائع الذي يمكن العثور عليه في الصيدليات المحلية.

وفضّل آخرون مثل رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل ونظيره البلغاري بويكو بوريسوف، وضع كمامات مصممة حسب الطلب تحمل أعلام بلدانهم الوطنية أو شعاراتها.

وقدّم رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا الذي ستتولى بلاده الرئاسة الدورية للتكتل لاحقا من ألمانيا في غضون ستة أشهر، علبة فخمة من الكمامات لكل من نظرائه مزيّنة بأعلام بلدانهم.

وبقيت بعض المجاملات التي لطالما طبعت قمم دول التكتل على حالها. واحتفلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعيد ميلادها الـ66 الجمعة لتقدّم لها فرنسا زجاجات من النبيذ لكن خلف الأضواء، بعيدا عن أعين باقي الحضور.

وقدّمت النمسا لها كعكة "ساخر تورته" التقليدية بالشوكولاتة التي صُنعت خصيصا للأمير كليمنس فون مترنيش الذي ترأّس قمة مهمة في عهده لتقسيم أوروبا بعد حروب نابليون.

وفي وقت لاحق داخل قاعة انعقاد القمة وبينما كانت الكاميرات لا تزال تنقل وقائعها، انتحى بوريسوف بميركل ليريها علبة هدية تحمل قارورة فضية من زيت الورد بينما بدا وهو يشرح لها تفاصيلها بدقة.

وتزامنت القمة كذلك مع عيد ميلاد كوستا الذي قدّمت إليه ميركل خريطة لولاية غوا الهندية تعود إلى القرن السابع عشر ودليل متحف عن البحارة البرتغاليين.

وأما رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن فتلقّت زجاجة نبيذ فوار من لوكسمبورغ. ويذكر أنها تزوجت الأربعاء بعدما اضطرت لتقديم موعد حفل زفافها من أجل القمة.

واجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في كبرى قاعات مبنى يوروبا المستخدمة عادة لاستضافة القمم المشتركة بين الاتحاد الأوروبي ودول إفريقيا، حيث يحضر عشرات القادة عادة برفقة وفود كبيرة.

وتتيح القاعة لقادة التكتل الجلوس على بعد بضعة أمتار عن بعضهم بعضا على مدى يومي المحادثات للاتفاق أو عدم الاتفاق على كيفية إنفاق نحو تريليوني يورو لإنعاش الاقتصاد الأوروبي.

وكانت وفودهم محدودة هذه المرة بمشاركة خمسة أشخاص كحد أقصى. وفي الأحوال الطبيعية، كان يرافق كل رئيس حكومة أو دولة حوالي 20 شخصا أو أكثر.