كورونا ينتشر بكثافة في الدول العربية قادما من إيران

كل التقارير الرسمية الصادرة عن الدول العربية التي تشهد تزايدا في عدد الإصابات بالفيروس تؤكد أن جل الحالات المصابة قدمت من إيران.
ارتفاع أعداد مصابي فيروس كورونا في العراق والبحرين ولبنان وقطر

الدوحة - تشير جميع التقارير الرسمية الصادرة عن الدول العربية التي سجلت إصابات متفاوتة بفيروس كورونا إلى أن معظم الحالات المصابة قدمت من إيران البلد الذي سجل أكبر عدد وفيات بسبب الفيروس خارج الصين.

وفي هذا الإطار أعلنت وزارة الصحة القطرية الأحد تسجيل حالتين جديدتين بفيروس كورونا ليرتفع عدد المصابين إلى ثلاثة.

وأوضحت الوزارة في بيان أن "الإصابتين الجديدتين تعودان إلى مواطنين قطريين من ضمن المواطنين الذين قامت الدولة بإجلائهم على متن طائرة خاصة من إيران الخميس الماضي"، مضيفا أنه "تم إدخال المصابين إلى مركز الأمراض الانتقالية تحت العزل التام وهم في حالة صحية مستقرة".

والسبت كشفت الدوحة عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في البلاد. وأشارت الصحة القطرية "إلى أن حالة الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا تعود لمواطن قطري يبلغ من العمر 36 عاما كان قد عاد من إيران مؤخرا".

واتخذت قطر عدة إجراءات مشددة لمحاصرة تفشي الفيروس، بإيقاف التبادلات التجارية مع إيران وفحص جميع السفن القادمة من البلدان التي سجلت إصابات بالفيروس، من بينها الصين وفرضت قيودا على دخول البلاد برا وبحرا وجوا.

وفي العراق أعلنت السلطات الأحد  تسجيل 6 إصابات جديدة بالفيروس ليرتفع إجمالي المصابين في البلاد إلى 19.

وقالت الصحة العراقية في بيان إنها "شخّصت ست حالاتٍ جديدة مؤكدة بفيروس كورونا، 2 منها في بغداد و4 حالات في السليمانية (شمال)، وجميعهم كانوا في إيران مؤخراً".

وتشمل الحالات المصابة التي قدمت جميعاً من إيران، 8 في بغداد و5 في كركوك (شمال) و4 في السليمانية وواحدة في كل من بابل والنجف (جنوب) لطالب إيراني جرى ترحيله إلى بلده.

والأربعاء الماضي قررت السلطات تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس وإغلاق مراكز التجمع العامة لمدة 10 أيام ومنع سفر المواطنين الدول التي انتشر بها الفيروس بكثافة أبرزها الصين وإيران.

من جانبها أعلنت البحرين الأحد تسجيل 6 إصابات جديدة بفيروس "كوفيد-19" ليصل إجمالي المصابين في البلاد إلى 47.

وقالت وزارة الصحة البحرينية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد، إن "الإصابات تشمل 5 بحرينيين وسعودي كانوا وصلوا عن طريق رحلات جوية غير مباشرة من إيران".

وأضافت "تم نقل الحالات الست الجديدة إلى إحدى المراكز الخاصة بالعزل لتلقي العلاج والرعاية اللازمة".

وكشفت أنه "تم فحص 1977 شخصا قادما من إيران والدول الموبوءة (لم تسمها) تبين سلامة 1930 شخصا وخلوهم من فيروس كورونا، فيما يخضع 47 مصابا للعلاج وهم جميعا في حالة صحية مستقرة".

كما اتخذت السلطات البحرينية مؤخرا إجراءات احترازية من "كورونا" شبيهة بالتي اتخذتها العراق وأغلب البلدان العربية، شملت تعليق الدراسة لمدة أسبوعين وتعليق جميع الرحلات القادمة من الدول التي تفشى بها الفيروس بكثرة.

غلق الحدود مع إيران لم يمنع انتقال عدوى كورونا إلى دول الجوار
غلق الحدود مع إيران لم يمنع انتقال عدوى كورونا إلى دول الجوار

وفي لبنان أعلنت وزارة الصحّة الأحد تسجيل 3 حالات إضافية ليصبح إجمالي عدد المصابين 10، موضحة في بيان أنّ "الحالات الجديدة الثلاث هي لأشخاص أتوا سابقا على متن طائرات آتية من إيران وكانوا موجودين في العزل المنزلي وعندما ظهرت عليهم عوارض المرض نقلوا إلى الحجر الصحي في مستشفى الرئيس رفيق الحريري".

وظهر فيروس كورونا في مدينة ووهان وسط الصين لأول مرة، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019 وانتشر لاحقا في أكثر من 60 دولة؛ ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.

وحتى صباح اليوم اقترب عدد وفيات الفيروس على مستوى العالم من حاجز الـ3 آلاف، فيما باتت أعداد المصابين على أعتاب الـ87 ألفا.

وتقع إيران على رأس قائمة البلدان التي سجلت أكبر عدد من الوفيات بسبب كورونا، حيث بلغ عدد الضحايا التي أعلنت عنهم السلطات الإيرانية 54، فيما يؤكد أكثر من تقرير وفاة أكثر من 380 إيرانيا جراء الفيروس، فضلا عن آلاف الإصابات.

وبصرف النظر عن صحة الأرقام الرسمية باتت إيران بلا شكّ إحدى البؤر الرئيسة للفيروس خارج الصين، فقد أثبتت التقديرات الطبية عن أن عدد ضحايا إيران بسبب الفيروس أكبر بكثير مما تعلنه السلطات في طهران.

وقدّر ستة مختصين في الأوبئة يعملون في كندا أنه يحتمل وجود أكثر من 18 ألف إصابة في الأراضي الإيرانية وأخذ هذا التقدير في الحسبان عدد المصابين المسجلين في دول أخرى وكانوا في زيارة لإيران. لكن لم يؤكد خبراء آخرون حتى الآن هذه التقديرات.

وقال خبير الأمراض المعدية في جامعة تورونتو إسحاق بوغوش، إنه "عندما يبدأ بلد في تصدير الحالات إلى جهات أخرى، يتزايد احتمال أن تكون الأعداد كبيرة"، مضيفا أنه "عندما يبدأ بلد في تصدير حالات المرض إلى جهات أخرى يتزايد احتمال أن تكون أعداد المصابين كبيرة".

وسجلت إيران وفاة أكثر من 7 بالمئة من الحالات المعلنة، ما يجعل نسبة عدد الإصابات على عدد الوفيات أكثر ارتفاعا بكثير مقارنة بالدول الأخرى.

وتبلغ النسبة في الصين مثلا النصف 3.5 بالمئة، وكذلك في إيطاليا 2 بالمئة، وهما بلدان متضرران بشدة من الفيروس.

وتوضح أخصائية الأوبئة في المعهد الوطني للصحة (الولايات المتحدة) سيسيل فيبود أنه "في إيران رصدت الحالات الأولى عند وفاة المرضى، لذلك إن أحصينا نسبة الوفيات لدى المصابين على هذا النحو فإنها ستكون مرتفعة جدا".