كوكب الأرض يتنفس الهواء النظيف بفضل كورونا

إغلاق المصانع وخلو الشوارع في بعض البلدان يعود بالفائدة على كوكب الأرض، والصين من الدول المستفيدة من تقلص نسبة تلوث الهواء.
اختفاء سحابات من الغازات السامة تحوم عادة فوق منشآت صناعية
انخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين

واشنطن - بعد أشهر قليلة فقط من ظهوره، أدخل فيروس كورونا المخلوق الصغير جدا والذي بالكاد يُرى بالمجهر الدقيق جداً العالم في حالة من الرعب والارتباك.
دفع العديد من دول العالم لعزل نفسها، وإغلاق حدودها، وتخصيص مليارات الدولارات لمواجهته والقضاء عليه، كما جعل البشرية بكل أطيافها العرقية والايديوليوجية تتفق على ملاحقته للفتك به بعد ان أضر وفتك بأرواح آلاف البشر.
من الواضح، وكما يبدو من ردود الفعل العالمية تجاه الفيروس أن لا مستفيد من هذه الجائحة "اللعينة"، بل العكس لا سيما أنه تسبب بركود اقتصادي عالمي، وأوقف أعمال بورصات عالمية ودفع المواطنين في الدول المتضررة لاجتياح الأسواق بهدف التخزين وكأنهم مقبلون على مجاعة شديدة.
وهناك من نظر للأمر من زاوية أخرى ورأى وجود مستفيد من هذا الوباء العالمي... ألا وهو كوكب الأرض.
لا شك أن تلوث الهواء من المشكلات التي تواجه المدن الكبرى في العالم، والذي تساهم فيه أنشطة بشرية عديدة، منها النشاط الصناعي وحركة المرور الكثيفة.
وبحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإن إغلاق المصانع وخلو الشوارع في بعض البلدان بسبب كورونا جعل من كوكب الأرض "المستفيد الأول".
وقالت إن حالة الإغلاق العام الذي شهدته العديد من المدن والدول حول العالم إثر تفشي كورونا جعلنا نرى سماء صافية.
كذلك الصين، التي تعد بؤرة انتشار كورونا، والتي يعرف عن بعض مدنها بأنها من أكثر المدن تلوثا في العالم، أعلنت أن معدل الأيام التي كان في الهواء نظيفا زاد بنسبة 21.5% في فبراير /شباط مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي أصدرتها ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية انخفاضا حادا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين التي تطلقها السيارات ومحطات الطاقة والمنشآت الصناعية فى مدن صينية كبرى، وذلك بعد انتشار كورونا.
وبحسب تلك الصور اختفت تقريبا السحابات المرئية من الغازات السامة التي عادة تحوم فوق المنشآت الصناعية.
وأشارت شبكة سي إن إن أن ذلك يعود إلى توقف العديد من المصانع عن الانتاج فضلا عن تقييد حركات النقل منعا لانتشار الفيروس.
والعديد من الدول الأوروبية والعربية، فضلا عن الصين أعلنت عن إجراءات تقيد حرية تحرك المواطنين، ومنع التجمعات وإلغاء فعاليات عديدة، ومنها من أغلقت أماكن الترفيه كمقاهي الانترنت والحدائق العامة، وذلك للحد من انتشار الفيروس.
ويرى خبراء أن تلك الخطوات المتبعة للحد من كورونا هي عامل اساسي يساهم في تنظيم الهواء ميكانيكي، وبالتالي يمكن القول إن هناك تأثير إيجابي لكورونا.
يشار أن كورونا، ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان وسط الصين، 12 ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وحتى صباح الثلاثاء، أصاب الفيروس قرابة 183 ألفا في 162 دولة وإقليما، توفي منهم أكثر من 7 آلاف، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وفي 11 مارس/آذار، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا "جائحة"، وهو مصطلح علمي للدلالة على أنه أكثر شدة واتساعا من "الوباء العالمي"، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.