كونسورتيوم' تقوده توتال يبدأ قريبا استكشافات نفطية في مياه لبنان

عمليات التنقيب المقررة في منطقة الامتياز رقم تسعة قبالة ساحل جنوب لبنان تأتي بعد أشهر من توقيع بيروت وإسرائيل اتفاقا لترسيم الحدود البحرية.

أبوظبي - يبدأ 'كونسورتيوم' بقيادة شركة توتال إنرجيز عمليات التنقيب عن النفط والغاز قبالة الساحل اللبناني في بداية سبتمبر/ايلول، وفق ما أعلن الثلاثاء وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض، فيما خصص هذا 'الكونسورتيوم' الذي يضم أيضا شركتي إيني وقطر للطاقة منصة للتنقيب في منطقة الامتياز رقم تسعة قبالة ساحل جنوب لبنان.

وقال الوزير اللبناني للصحفيين على هامش المؤتمر العالمي للمرافق المنعقد في أبوظبي "ستبدأ المنصة العمل في لبنان في سبتمبر (أيلول) وقبل نهاية العام سنعرف ما إذا كان هناك اكتشاف"

وتوصل لبنان إلى اتفاق لترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي بعد سنوات من المحادثات بوساطة قادتها الولايات المتحدة، فيما مارس حزب الله الشيعي المدعوم من إيران ضغوطا على الجانب الإسرائيلي عبر تهديدات متكررة باستهداف سفن التنقيب لصالح تل أبيب التي قد تدخل مناطق بحرية متنازع عليها.

ووصفت كل الأطراف المعنية بالأزمة اتفاق ترسيم الحدود البحرية بأنه "اتفاق تاريخي"، باستثناء أحزاب إسرائيلية يمينية متطرفة بينها حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو الذي اعتبر أنّ توقيع الحكومة الإسرائيلية حينها برئاسة يائير لابيد على الاتفاق "استسلام إسرائيلي لحزب الله".

وقال كذلك "طوال أكثر من عقد من الزمان، لم تستسلم الحكومات تحت قيادتي لتهديدات نصر الله ولم نقبل الحرب. حتى وصل لابيد. في غضون ثلاثة أشهر، استسلم بالكامل لجميع مطالب حزب الله"، مذكرا وقتها بأن "نصر الله هدد لابيد بأنه بقوة السلاح سيجبر إسرائيل على الاستسلام في المفاوضات"

وقال وزير الطاقة اللبناني إنه يأمل في أن يفتح أي اكتشاف الباب أمام ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع النفط والغاز البحري في بلاده، مضيفا أن الاكتشاف المحتمل قد يحدد ما إذا كان سيجري تمديد مهلة لتقي طلبات التنقيب في ثماني مناطق بحرية أخرى مجددا بعد يونيو.

وتابع للصحفيين "سمعت من مشاركين ميدانيين أنهم حريصون على التوصل إلى نتيجة للحفر في منطقة الامتياز رقم تسعة قبل أن يتخذوا قرارات بشأن مزيد من الاستثمارات أو الالتزامات في لبنان"، موضحا "في النهاية، إذا لم يكن لدينا ما يكفي من الاهتمام والمشاركين، فيجب أن نتكيف".

وقال إن اتفاقا يموله البنك الدولي للحصول على إمدادات كهرباء من الأردن وغاز طبيعي من مصر عبر سوريا لم يشهد أي تقدم حتى الآن بعدما طلب البنك إجراء المزيد من الإصلاحات قبل تنفيذه، لكنه أكد أن لبنان يهدف إلى زيادة الواردات من العراق من خلال زيادة حجم صفقة تبادل قائمة ومن خلال اتفاقيات تجارية جديدة.

وجدد لبنان والعراق بالفعل اتفاقا سنويا يسمح لبيروت باستيراد مليون طن من زيت الوقود الثقيل كل عام. وفي المقابل، يحصل الطرف الأول على خدمات رعاية صحية لبنانية وغيرها من الخدمات.

وقال فياض "نحن نتحدث عن أمل في زيادة الكم ونأمل في إبرام عقد آخر نحصل بموجبه على الوقود من العراق على أساس تجاري بشروط دفع آجل". وظلت الإمدادات المتاحة لسكان لبنان من الكهرباء ضعيفة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990، لكن المشكلة تفاقمت على مدى السنوات الثلاث الماضية وسط أزمة مالية أضرت بقدرة الحكومة على تأمين الوقود.