كيف رأى العباقرة الإسكندرية

بقلم: أحمد فضل شبلول

يعد كتاب "الإسكندرية .. تاريخ ودليل" لمؤلفه الروائي الإنجليزي أ.م. فورستر من أهم الكتب التي صدرت عن مدينة الإسكندرية في القديم والحديث، وهو يحمل فائدة كبرى لكل من يريد أن يستكشف الإسكندرية وضواحيها، سواء كان ذلك بشكل عملي أو بأسلوب نظري، وقد قام بترجمته حسن بيومي، وصدرت الترجمة في العدد رقم 142 من المشروع القومي للترجمة الذي يتولاه المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة.
صدر من هذا الكتاب طبعات عدة، أولها وثانيها في الإسكندرية عامي 1922، و1938 كما صدرت طبعة في نيويورك عام 1961 (وهي بمقدمة جديدة للمؤلف ومطابقة لطبعة الإسكندرية الأولى) ثم صدرت في بريطانيا طبعة عام 1982، وهي الطبعة التي تُرجم منها الكتاب الذي بين أيدينا الآن.
يبدأ الكتاب بمقولة ابن دقماق: "إذا الإنسان طاف حول الإسكندرية في الصباح، فالله سوف يصنع له تاجا ذهبيا مرصعا باللآلئ ومعطرا بالمسك والكافور يشع الضوء شرقا وغربا".
ويتكون الكتاب من قسمين هما: التاريخ والدليل. فضلا عن تقديم المترجم، ومقدمة بقلم الروائي الإنجليزي لوارنس داريل صاحب رباعية الإسكندرية، كتبها عام 1982 ويقول في بدايتها: "إن هذا الكتاب أجدر من أن يكون مجرد عمل أدبي مكرس لهذه المدينة العجيبة ـ المثيرة للعواطف والذكريات ـ المسماة بالإسكندرية".
أما مقدمة فورستر التي كتبها عام 1961 فيقول فيها: "استطعت أن أدرك سحر هذه المدينة وعراقتها وتعقيدها، فقررت الكتابة عنها وخطرت على ذهني فكرة الدليل" ويختتم هذه المقدمة بقوله: "وختاما فإن هذا الكتاب ليس هو تحية الإجلال الوحيدة التي أقدمها للإسكندرية، فهناك أيضا "فاروس وفاريلون" وهو مجلد يحتوي على عدة مقالات صدر في 1923".
والكتاب في مجمله ـ وقع في 330 صفحة من القطع الكبير ـ لا يحتوي على قسمي التاريخ والدليل فحسب، ولكنه بالإضافة إلى ذلك يحتوي على أربعة ملاحق تتحدث عن المجتمعات الدينية الحديثة، وموت كليوباترا، ومقتطفات من أناجيل مصرية غير معترف بها، والعقيدة النيقية، كما يحتوي على قائمة الخرائط والمخططات السكندرية، ومقال بعنوان "مدينة الكلمات" لمايكل هاج، ثم بعض الملاحظات، وتغييرات في أسماء الشوارع والميادين بالإسكندرية.

***
جاء الفصل الأول من قسم التاريخ بعنوان "العصر اليوناني والمصري" فقال المؤلف:"إن موقع الإسكندرية لافت للنظر إلى أبعد الحدود، ولكي نعي ذلك علينا أن نعود إلى الوراء آلاف السنين، ذلك أنه موقع فريد في مصر"، ثم يتحدث بعد ذلك عن جزيرة فاروس وقرية راكوتيس (راقودة) وكانوبس (أبو قير)، ثم ينتقل للحديث عن الإسكندر الأكبر، وعن خطة تأسيس المدينة، والبطالمة الثلاثة الأوائل (بطليموس الأول: سوتير 323 ـ 285 ق.م، وبطليموس الثاني: فيلاديلفوس 285 ـ 247 ق.م، وبطليموس الثالث: يورجيتس 247 ـ 222 ق.م) راسما بعد ذلك شجرة العائلة البطلمية، وهو يرى من خلال هذه الصفحات أن الإسكندرية كانت دائما وما زالت تنتمي إلى البحر المتوسط أكثر من انتمائها لمصر.
ثم يتحدث بعد ذلك عن أهم معالم المدينة البطلمية فيرسم لنا صورة قلمية تاريخية أدبية عن: المنارة، والقصر، والجامعة أو المتحف (الموسيون)، ومعبد سيرابيس، والمقابر الملكية، ومبان أخرى مثل: المسرح، ومضمار السبق، وقد تم إنشاء هذه المباني الهامة والمعاهد أثناء المائة سنة الأولى من عمر هذه المدينة، ثم أضيفت إليها مبان أخرى مثل "السيزيريوم" الذي بدأته كليوباترا.
وطبيعي أن تنعكس الثقافة البطلمية على الحياة السكندرية في ذلك الزمن، ففي مجال الأدب كان هناك الأدباء والشعراء: كاليماخوس وأبولونيوس، وثيوقريطس، وغيرهم، وكان هناك المكتبة، وكان زينودوتس أول أمين للمكتبة، وكان هناك اهتمام بالفن والفلسفة والعلم مثل الرياضيات والجغرافيا والفلك والتقويم والطب.
ثم يجئ العصر المسيحي، فيتحدث المؤلف عن المجتمع المسيحي حيث كانت الإسكندرية هي أكثر مدن الإمبراطورية اليونانية سعيا لكسب المعركة لصالح الدين، فظلت العاصمة الروحية، أو هكذا بدت على الأقل، فهي التي ساعدت على تحرير النصرانية السجينة وقادتها في انسجام وسلام إلى وطنها تحت أقدام الرب.
ثم يجئ الفتح العربي (ويسميه المؤلف الغزو العربي) وفي هذا يذهب إلى أن الإسكندرية سقطت بفعل الخيانة، بل إنه يعجب أن يعير الإمبراطور اليوناني (هرقل) انتباهه لمبعوثي شيخ عربي مغمور يدعى محمدا، حيث قدموا عليه لتهنئته بالنصر على جيوش الفرس في آسيا، واقترحوا عليه أن يعتنق دينا جديدا يسمى السلام أو الإسلام، ويمضي المؤلف في هذا الرأي ـ دون أن يتدخل المترجم بالتعليق ـ قائلا: "نفس الشيخ أرسل مبعوثيه إلى نائب الإمبراطور في الإسكندرية، وردهم بهدية مكونة من حمار وبغل وكيس من المال وبعض من العسل والزبد وفتاتين مصريتين واحدة منهما "ماريا" صارت محظيته المفضلة" وهنا يتدخل المترجم بالتعليق فيقول: "بل إنها صارت زوجته بعد ذلك وأنجب منها إبراهيم". وينصف المؤلف المسلمين والعرب بعد ذلك عندما تحدث عن تدمير أو حريق مكتبة الإسكندرية فيقول: "والمكتبة التي يتهم العرب بتدميرها عادة، كانت قد دمرت فعلا على يد المسيحيين"، وهو يؤكد في موضع آخر من الكتاب أن الأسطورة التي تتهم العرب بحرق المكتبة تقوم على أساس واه.
أما المترجم حسن بيومي فيوضح في أحد هوامش الكتاب أن المكتبة في الأغلب أحرقت مرتين، أول مرة في عهد يوليوس قيصر، والثانية خلال الاضطرابات المتكررة بين الوثنيين والمسيحيين المتزمتين.

***
في الفصل الثالث يتحدث فورستر عن المدينة الروحية التي كان يشغلها ثلاث طوائف هم: اليهود واليونانيون والمسيحيون، ولأن السكندريين مثقفون إلى أبعد الحدود، وكانت لديهم مكتباتهم التي جعلت كل حكمة البحر المتوسط في متناول أيديهم، فقد كان للحياة الروحية في الإسكندرية مذاق آخر هو حياة الإسكندرية ذاتها، فجمعت بين الغنوسطية (الغنوصية) والأرثوذكسية المبكرة، والآريوسية، ومذهب الطبيعة الواحدة، ومذهب الإرادة الواحد، وأخيرا الإسلام. ويرى المؤلف أن عمرو بن العاص وأصحابه من العرب لم يكونوا متعصبين ولا همجيين وكانوا على وشك أن يبدأوا في بناء مصر جديدة خاضعة لهم بالقرب من القاهرة، لأنهم نفروا من الإسكندرية بشكل غريزي، وبدت لهم كمدينة وثنية تافهة، لذا فقد تمطى بعد ذلك ألف عام من الصمت على الإسكندرية. وخلال هذه الألفية تم عزل الإسكندرية عن نظام مصر النهري بكامله، وتحولت فاروس من جزيرة إلى شبه جزيرة، وهي ما يعرف حاليا برأس التين، وعلى الرغم من ذلك فقد كان إعجاب العرب بها كان كبيرا، فكتب أحدهم يقول: "لقد زرت مكة ستين مرة، ولكن إذا أرغمني الله على البقاء شهرا في الإسكندرية لأصلي على شواطئها، فسيكون هذا الشهر هو أعز ما لدي".
ومن ثم بدأت تنتشر المساجد في الإسكندرية مثل مسجد العطارين ومسجد النبي دانيال الذي ظهر ـ كما يزعم المؤلف ـ في مكان ضريح الإسكندر الأكبر.
وأخذ في الانهيار السيزيريوم والجامعة ومنارة فاروس وقصر البطالمة، وقد استعادت المدينة بعضا من أهميتها في نهاية الحكم العربي (يقصد نهاية عصر المماليك الشراكسة) حيث بنى السلطان المملوكي في القاهرة قايتباي قلعة رائعة في 1480م على أنقاض منارة فاروس مازالت تحمل اسمه حتى الآن.
ومن القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر كانت الإسكندرية مدينة تركية، ومع نابليون بونابرت بدأ زمن جديد، فعادت الحياة إليها من جديد كما عادت المياه إلى بحيرة مريوط، وبحكم محمد علي (1805 ـ 1848) تتزايد أهمية الإسكندرية، حيث تم حفر ترعة المحمودية عام 1820 وأقيمت أعمال كثيرة أعادت للإسكندرية حيويتها وشبابها، وتطورت المدينة بهدوء تحت حكم محمد علي وخلفائه، ولكن تقصف الإسكندرية بالقنابل في الساعة السابعة من صباح 11 يوليو 1882 ويحتل الإنجليز المدينة، ومنذ ذلك التاريخ كابدت المدينة مصاعب أخرى، ولكنها تصبح وثيقة الصلة في ارتباطها بباقي مصر أكثر من أي وقت مضى.

***
أما قسم الدليل، فيبدأ في فصله الأول من الميدان (وهو عادة ميدان محمد علي أو ميدان المنشية) إلى شارع رشيد (وهو حاليا طريق الحرية، أو شارع أبو قير) ومن المواقع الرئيسية الهامة على هذا الطريق: ميدان وتمثال محمد علي (وهو من أعمال النحات الفرنسي جاكمار) وبنك روما ومسجد النبي دانيال وكنيسة القديس سابا والمتحف اليوناني الروماني، وهنا يقف فورستر قليلا ليعطينا تصورا كاملا للمتحف وقطعه الأثرية التي كانت موجودة في عصره.
ويبدأ الفصل الثاني من الميدان إلى رأس التين، ومن المواقع الرئيسية الهامة على هذا الطريق: مسجد طربانة ومسجد الشوربجي ومسجد أبو العباس، ومقابر الأنفوشي، وقصر رأس التين، وميناء ما قبل التاريخ، وقلعة قايتباي، وأرصفة المواني الحديثة.
ويقول فورستر عن هذه المنطقة إنها رائعة ويغمرها سحر لطيف خاصة في المساء، وأفضل طريقة لمشاهدتها هي أن تتجول فيها بلا هدف.
وقبل أن يغادر المؤلف إلى جنوب الإسكندرية، يقول للزائر عن شمالها: والآن دع الزائر (إن استطاع بذل هذا الجهد) يرفع نفسه أربعمائة قدم لأعلى في الهواء، دعه يستبدل منارة رأس التين بمعبد لبوسيدون، دعه يحذف المساجد والأرض المبنية عليها، ويتخيل مكانها رقعة فسيحة من الماء يجتازها جسر، دعه يضف إلى عمود بومبي (عمود السواري) معبد سيرابيس وإيزيس وجدران المكتبة الضخمة المدعمة، دعه يجعل من كوم الدكة حديقة بهيجة رائعة في أسفلها مقبرة الإسكندر، دعه يحول الضواحي الشرقية إلى حدائق، وأخيرا دعه يفترض أن السلسلة ليست هي ما يمتد تجاهه، إنما هي نهاية القصر البطلمي الذي تلجأ سفن الأسطول الملكي الصغير إلى يمينه، وتحيط به من جهة البر مدرجات المسرح وحدائق الجامعة، وهنا يستطيع أن يكون مفهوما عما كانت تبدو عليه الإسكندرية القديمة عند النظر إليها من قمة الفنار، وما كانت تبدو عليه عندما دخلها العرب في خريف عام 641 م.
ويبدأ الفصل الثالث من الميدان إلى الأحياء الجنوبية، ومن المواقع الرئيسية الهامة على هذا الطريق: عمود بومبي، ومقابر كوم الشقافة، وترعة المحمودية، ويرى المؤلف أن الأحياء الجنوبية ليست بالأنيقة ولا الرائعة، ولكنها تحتوي على موقع راقودة نواة الإسكندرية القديمة.
ويبدأ الفصل الرابع من الميدان إلى النزهة، ومن أهم المواقع الرئيسية في هذا الطريق: حدائق البلدية، وحدائق النزهة، وحدائق أنطونيادس. وقد كانت النزهة في عهد البطالمة مسماة بضاحية إليوزيس حيث عاش الشاعر كاليماخوس، وحيث أوقف الجنرال الروماني يوبيلوس ملك سوريا الذي كاد أن يحتل الإسكندرية، ورسم حوله دائرة في الرمال، وأجبره أن يختار على الفور بين السلم والحرب. وفي هذا المكان أيضا نزلت فرسان عمرو بن العاص قبل أن يدخل المدينة.
أما الفصل الخامس فيبدأ من الميدان ويتجه إلى الرمل، ومن المواقع الرئيسية الهامة على هذا الطريق: البحر، والمنظر في أبو النواطير، والحدائق الخاصة، والصخور البارزة، مرورا بالسيزيروم (وهو معبد ضخم بدأت كليوباترا في تشييده على شرف أنطونيو، وبعد انتحارهما أكمل أكتافيوس بناءه احتفاء بنفسه (13 ق.م) وقد حطم هذا المعبد نهائيا عام 912م والمكان الحالي تقريبا لمعبد السيزيروم هو حديقة سعد زغلول. وعلى هذا الطريق يوجد محطات المزاريطة، والشاطبي، وحمامات الشاطبي، وكامب شيزار، والإبراهيمية، ونادي سبورتنج، وكليوباترا، وسيدي جابر (ويقول المؤلف عنه إنه ولي محلي رحيم يطير في الليل ليعتني بالأطفال)، ومصطفى باشا، وبكيلي (بولكي)، وسان ستيفانو، وسيدي بشر، وفكتوريا حيث نهاية التقاء خط الترام ومحطة سكة حديد أبو قير وخط رشيد.
وفي الفصل السادس يكون الحديث من الميدان إلى المكس ويبدأ الطريق من شارع الأخوات الراهبات (لعله شارع السبع بنات الآن) والقباري، ثم المكس، ويرى المؤلف أن المكس مكان جميل، وكان من الممكن أن يكون ضاحية مزدهرة مثل الرمل، ولكن أحياء الفقراء المندثرة فيه حالت دون ذلك. ثم الدخيلة وقلعة العجمي التي توجد أمامها مباشرة جزيرة تسمى جزيرة مربوط التي يقول المقريزي عنها إن الناس الذين كانوا يعيشون عليها يعمرون أكثر ممن يعيشون في أي مكان آخر في العالم، ولكن لا أحد يعيش على هذه الجزيرة الآن.
ويكون حديث الفصل السابع عن أبو قير ورشيد، ومن المواقع الهامة على الطريق المؤدي لكليهما المنتزة وكانوبس وخليج أبو قير. مرورا بمحطات المندرة والمنتزة والمعمورة، ثم أبو قير التي كانت توجد بها مستوطنات قبل تأسيس الإسكندرية بقرون، وقيل إن باريس وهيلين كانا يلتمسان في أبو قير ملاذا لهما أثناء فرارهما إلى طروادة. وتظهر هذه الأسطورة مدى ولع الإغريق بهذه المنطقة. وقد مرت أبو قير بعصور متعددة منها العصر المسيحي، وفي العصر الحديث وقعت فيها معركة النيل (موقعة أبي قير البحرية) ومعركة أبو قير البرية. أما رشيد فيذهب فورستر إلى أنها والإسكندرية كانتا متنافستين، فعندما تنهض إحداهما تأخذ الأخرى في الاضمحلال. فعندما احتاجت الإسكندرية إلى بعض التنظيم عن طريق العلم الإنساني أصبحت مدينة لا تقاوم.
وقد خصص المؤلف حديثه في الفصل الثامن عن الصحراء الليبية، ومن أهم ملامحها محطات عبد القادر والعامرية ومريوط إكنجي (كنجي مريوط) وبهيج، كما تحدث عن أبو صير ومعبد أوزوريس، وبرج العرب، والقديس مينا، ووادي النطرون (والنطرون يعني الصودا) وما فيه من بحيرات معدنية، وأديرة (دير القديس بشوي، ودير السوريان، ودير البراموس، ودير القديس مكاريوس).

***
وبهذا يختتم المؤلف فورستر كتابه الرائع عن الإسكندرية تاريخ ودليل، ولكن يبقى تاريخ وأدلة مايكل هاج في مدينة الكلمات، وفيها يتحدث عن قسطنطين كفافيس الذي أورد له فورستر قصيدته "الإله يتخلى عن أنطونيو" وإ. م. فورستر، ولورانس داريل، ونجيب محفوظ، باعتبارهم من أهم الكتاب الذي كتبوا عن الإسكندرية في أعمالهم، فإسكندرية فورستر التي تضع الزمان في قسم والمكان في قسم آخر، وما في القسمين من دعوات كثيرة للانتقال بينهما، ما هي إلا دليل للذاكرة، مثلها في ذلك مثل رباعية الإسكندرية التي تعد من ناحية ما رواية مبنية على الدليل، حيث يمثل "جستين" و"بلتزار" و"مونتوليف" أبعاد المكان، بينما "كليا" تطلق العنان للزمان. أما نجيب محفوظ الذي جعل من القاهرة عالمه الأدبي اختار الإسكندرية لتكون إطارا لنقده تجاوزات وإخفاقات النظام الناصري، فيقول في الصفحة الأولى من "ميرامار": "الإسكندرية أخيرا .. الإسكندرية قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع". أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية