لاريجاني يهاجم ماكرون بسبب التطابق مع موقف ترامب

وزير الخارجية الإيراني يدعو أوروبا الى تطبيع العلاقات الاقتصادية مع الجمهورية الإسلامية أو مواجهة عواقب الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

لندن – انتقد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد بسبب تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما قال إن أهدافه هي نفس أهداف الولايات المتحدة فيما يتعلق بإيران.
كما اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأحد إن أوروبا ليست في موقف يؤهلها لانتقاد طهران بسبب قدراتها العسكرية ودعا الزعماء الأوروبيين إلى تطبيع العلاقات الاقتصادية مع الجمهورية الإسلامية رغم العقوبات الأميركية وإلا سيواجهون العواقب.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن لاريجاني قوله "التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي في اجتماع مع ترامب كانت مخزية وغير ملائمة".
وكان ماكرون قال إن فرنسا تريد التأكد من أن إيران لن تمتلك أسلحة نووية مضيفا "كان لدينا اتفاق حتى عام 2025 ونريد أن نعزز هذا ويكون لدينا يقين كامل على المدى الطويل، بالحد من النشاط الباليستي واحتواء إيران إقليميا".

لاريجاني: تصريحات ماكرون كانت مخزية
لاريجاني: تصريحات ماكرون كانت مخزية

وأضاف لاريجاني "تصريحات ماكرون لا تتماشى مع ما يقوله لرئيسنا السيد (حسن) روحاني في اجتماعاتهما وعلى الهاتف".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وأعاد فرض العقوبات عليها.
وندد ترامب بالاتفاق النووي الذي وقعته القوى العالمية، ومن بينها سلفه باراك أوباما، مع إيران عام 2015 بوصفه معيبا لأنه غير دائم ولا يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو الدور الذي تلعبه طهران في صراعات منطقة الشرق الأوسط.
وتشاطر الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الولايات المتحدة مخاوفها حيال برنامج إيران الصاروخي الباليستي وأنشطتها في المنطقة.
لكنها دافعت عن الاتفاق النووي قائلة إنه يفرض على الأقل قيودا على البرنامج النووي الإيراني ويمكن أن يكون أساسا لمحادثات في المستقبل.
ونقلت هيئة البث الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله "الأوربيون ليسوا في موقف يؤهلهم لانتقاد إيران على مسائل خارج خطة العمل الشاملة المشتركة" في إشارة إلى الاتفاق النووي.
وأضاف "على الأوروبيين والأطراف الأخرى الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة تطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران. سنوقف التزاماتنا أو سنتحرك وفقا لإجراءاتها".

سنوقف التزاماتنا أو سنتحرك وفقا لإجراءاتها

وأوقفت إيران الشهر الماضي بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وحذرت من أنها ستحد من المزيد من الالتزامات خلال 60 يوما إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأميركية.
وسيزور وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إيران هذا الأسبوع وسيبحث خلال الزيارة خيارات الحفاظ على معاهدة الحد من الانتشار النووي.
وأعلنت واشنطن الجمعة فرض حزمة جديدة من العقوبات تستهدف أساسا قطاع البتروكيماويات الإيراني ضمن جهود أميركية لقصقصة الأذرع المالية للحرس الثوري وكبح أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
والعقوبات الجديدة هي الأحدث في حزمة أوسع تشمل قطاعي النفط والمال الإيرانيين في الوقت الذي تراهن فيه واشنطن على تضييق الخناق المالي لطهران.
وأرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية ضخمة للشرق الأوسط بينها حاملة طائرات وصواريخ باتريوت وقاذفات من طراز بي 52 ضمن تحرك قالت واشنطن إنه دفاعي في مواجهة تهديد إيراني جدّي.
وأعلنت واشنطن إرسال 1500 جندي إلى الشرق الأوسط واصفة القرار بأنه يهدف لتعزيز الدفاعات في وجه إيران وذلك بعدما اتهمت الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة في الهجوم على ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات هذا الشهر.