لا أثر للسراج مع تقدم الجيش الليبي إلى قلب طرابلس

غرفة عمليات الكرامة ترجح فرار رئيس حكومة الوفاق وعدد من قادة الميليشيات إلى لندن مع تقدم الجيش الوطني على أكثر من محور باتجاه طرابلس.

4 كيلومترات فقط تفصل الجيش الليبي عن طرابلس
سقوط طرابلس يعطل خطط التدخل العسكري التركي
الجيش الليبي يستعد لمعركة الأحياء السكنية في قلب طرابلس
ميليشيات حكومة السراج تتحصن في المناطق السكنية
مصر وروسيا تنسقان لمنع أي تدخل عسكري تركي في ليبيا
طلب السراج مساعدة عسكرية من تركيا مؤشر قوي على هزيمة وشيكة


بنغازي/تونس - رجّح المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الوطني الليبي، فرار رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج إلى لندن على متن طائرة مدنية قال إنها أقلعت من مطار معيتيقة في الرحلة رقمLAA001.

وأثار تواري السراج عن الأنظار في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الوطني الليبي التقدم على أكثر من محور باتجاه قلب العاصمة، تكهنات بأنه غادر طرابلس مع عدد من قادة الميليشيات الموالية له.

وبحسب بيان للمركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، فإن هؤلاء فروا على أرجح التقديرات بعد أن غرروا بشباب ليبيا وزجوا بهم في "معركة من أجل مصالحهم"، مضيفا "سيغادرون ليلحقوا ما سرقوه وحولوه لأرصدتهم في الخارج".

ولم يظهر السراج منذ توقيع الاتفاقية الأمنية المثيرة للجدل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نوفمبر/تشرين الثاني إلا نادرا، لكنه غاب عن الساحة الليبية في الأيام الأخيرة مع إعلان الجيش الوطني الليبي أنه قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على طرابلس.

واتهمت قيادة الجيش الوطني الليبي السراج بالتفريط في سيادة ليبيا وخدمة مصالح أجنبية، منتقدة استدعاء تدخل عسكري تركي. وحذّرت أردوغان من المجازفة بدخول ليبيا.

وطلبت حكومة السراج الخميس رسميا من تركيا تدخلا عسكريا بريا وجويا وبحريا واستعجلت دعما في مواجهة تقدم القوات المسلحة على أكثر من محور وسيطرتها على نقط رئيسية في العاصمة ومحيطها.

وأعلن فخر الدين التون المتحدث باسم الرئيس التركي الجمعة أن حكومة الوفاق  طلبت مساعدة عسكرية من أنقرة على أن ترد تركيا على هذا الطلب.

قوات الجيش الوطني الليبي تطوق طرابلس من عدة محاور بعد سيطرتها على طريق المطار والقضاء على مجموعة من الميليشيات المتطرفة

وقال في تغريدة على تويتر "إن الحكومة الليبية طلبت مساعدة عسكرية من تركيا. وكما قال الرئيس أردوغان، سنحترم بالطبع اتفاقنا".

وأضاف "نحن ندعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في ليبيا. على القوى الخارجية أن تكف عن دعم الجماعات غير الشرعية (المقاتلة) ضد الحكومة الليبية".

وأفادت تقارير إعلامية نفتها موسكو بأن روسيا أرسلت مرتزقة للقتال إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي، بينما اتهمت الأمم المتحدة هذه القوات بتجنيد مقاتلين سودانيين.

وكان البرلمان التركي صادق السبت الماضي على اتفاق للتعاون العسكري والأمني وقع بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية، ما يتيح لأنقرة تعزيز حضورها في ليبيا. ودخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ الخميس بعد نشره في الجريدة الرسمية.

وشكل طلب المساعدة من تركيا مؤشرا قويا على أن حكومة الوفاق باتت تشعر أكثر من أي وقت مضى بأن دخول الجيش الليبي إلى طرابلس مسألة وقت فحسب.

وقد أعلن الجيش الوطني الليبي الجمعة سيطرته على طريق مطار طرابلس ومعسكر النقلية الاستراتيجي في العاصمة.

ونقلت قناة العربية على موقعها الالكتروني عن اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه بالجيش الليبي قوله أن قوات الجيش تقترب من قلب العاصمة طرابلس ولا يفصلها سوى أقل من 4 كيلو مترات.

وقال المجدوب، إن قوات الجيش تطوق المدينة من عدة محاور، مؤكدا أنها سيطرت على طريق مطار طرابلس وأنها قضت على مجموعة من ميليشيات تقاتل مع قوات حكومة الوفاق بقيادة محمد الشريف. كما أعلن نجاح القوات الليبية في تدمير غرفة عمليات تابعة لميليشيا الفاروق المتطرفة.

وأعلن أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي اليوم الجمعة في مقابلة مع قناة العربية، أن تطورات الساعات المقبلة ستكون مفاجئة لكل الليبيين، مؤكدا أن قوات النخبة تستعد لدخول معركة الأحياء الرئيسية في طرابلس.

وقال أيضا في تأكيد لتصريحات المجدوب "سيطرنا على مناطق إستراتيجية في طريق المطار بطرابلس ونخوض معارك شرسة في المرحلة الأخيرة لتحرير طرابلس".

وأشار المسماري إلى أن الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق تتحصن بالمناطق السكنية في العاصمة.

لكن حكومة الوفاق أعلنت لاحقا أنها استعادت السيطرة على معسكر النقلية وادعت تدمير آليات للجيش الوطني الليبي وقتل عدد من عناصره.

وفي الوقت الذي كثفت فيه عدة دول اتصالاتها لمنع أي تدخل عسكري تركي في ليبيا، بدا السراج غائبا تماما عن المشهد.

وقد اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة على تكثيف الجهود المشتركة الرامية لتسوية الأزمة الليبية.

وذكرت الرئاسة المصرية في بيان أن الرئيس السيسي أجرى اتصال مع بوتين استعراضا فيه آخر تطورات الأوضاع في ليبيا.

واتفق الزعيمان "على تكثيف الجهود المشتركة بين البلدين بهدف تسوية الأزمة الليبية، ومكافحة التنظيمات الإرهابية هناك".