لا أمل لإيران في تخفيف العقوبات الأميركية

كوفيد-19 يفاقم أزمة إيران التي تبدو عاجزة حتى الآن عن منع انتشار الفيروس الذي ضرب البلاد بشكل أسوء من أي مكان آخر في الشرق الأوسط، حيث ارتفعت الوفيات إلى 1433 في أقل من شهرين.
كورونا يقتل إيراني كل 10 دقائق ويصيب 50 آخرين
إيران تكابر برفض المساعدة الأميركية لمنع انتشار الفيروس

واشنطن - على وقع التوترات المستمرة بين طهران وواشنطن بعثت الولايات المتحدة هذا الأسبوع برسالة تتسم بالغلظة إلى إيران، مفادها أن تفشي فيروس كورونا لن يرحم الجمهورية الإسلامية من العقوبات الأميركية التي تخنق عائداتها النفطية وتضع اقتصادها في معزل عن العالم.

وقالت وزارة الصحة الإيرانية الجمعة إن الفيروس ضرب البلاد بشكل أسوأ من أي مكان آخر في الشرق الأوسط بعد أن قفزت الوفيات إلى 1433. ويموت شخص كل 10 دقائق ويصاب 50 كل ساعة، وفق ما أكده مساعد وزير الصحة الإيرانيعلى رضا رئيسي.

وقال رئيسي إنه تم خلال الساعات الـ 24 الماضية تسجيل 1237 حالة جديدة للاصابة بفيروس كورونا ليرتفع اجمالي عدد المصابين بالفيروس في البلاد إلى 19 الفا و 644 حالة لغاية الان،بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (أرنا).

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة هذا الأسبوع، فيما تقول إن حملة "الضغوط القصوى" التي تشنها للحد من أنشطة إيران النووية والصاروخية وتقليص أنشطتها الإقليمية لا تمنع تدفق السلع الإنسانية.

وأدرجت إدارة ترامب على القائمة السوداء خمس شركات مقرها في الإمارات، وثلاثا في البر الرئيسي للصين، وثلاثا في هونج كونج وواحدة في جنوب أفريقيا للتجارة في البتروكيماويات الإيرانية.

في المقابل قال مسؤول إيراني إن "ضغوط واشنطن المتزايدة على إيران جريمة ضد الإنسانية، ينبغي على العالم بأسره أن يساعد بعضه البعض للتغلب على هذا المرض".

وأشار بعض المحللين إلى أنه ينبغي على إدارة ترامب أن تفعل المزيد لتسريع تدفق السلع الإنسانية إلى إيران.

من جانبه قال برايان هوك الممثل الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية للصحفيين "سياستنا في ممارسة الضغوط القصوى على النظام مستمرة والعقوبات الأميركية لا تمنع وصول المساعدات إلى إيران".

رغم أن إيران تمثل بؤرة لتفشي الفيروس وتواجه كارثة اقتصادية حقيقية لن يحدث تخفيف للعقوبات

 

والاثنين دعت الصين الولايات المتحدة إلى تخفيف العقوبات على طهران لأسباب إنسانية، لكن مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين أجانب ومحللين لا يرون أي إشارة في هذا الاتجاه.

وقالت اليزابيث روزنبرج من مركز أبحاث الأمن الأميركي الجديد "رغم أن إيران تمثل بؤرة لهذا التفشي وتواجه كارثة اقتصادية حقيقية لن يحدث تخفيف للعقوبات".

وقال هوك إن واشنطن أرسلت مذكرة دبلوماسية إلى طهران تعرض فيها المساعدة في مكافحة كورونا "وقوبلت بالرفض السريع".

كما ألقى باللائمة على القيادة الإيرانية في الويلات التي تعانيها البلاد جراء الفيروس قائلاً إن إيران "تنفق المليارات على الإرهاب والحروب الخارجية" ولو أنها أنفقت عُشر هذه الأموال على "نظام رعاية صحية أفضل، لكان الشعب الإيراني أفضل حالا".

وفيما قد يمثل بادرة مهمة باتجاه واشنطن، أفرجت طهران عن المواطن الأميركي مايكل وايت من الاحتجاز لكن لا يزال يتعين عليه البقاء في إيران.

وقالت سوزان مالوني من مركز أبحاث معهد بروكينجز، إن إيران ربما تنال استحسان الرئيس دونالد ترامب عندما تسمح لوايت أو لأي محتجزين أميركيين آخرين بالعودة إلى بلادهم.

وأضافت "ما زال من غير الوارد في اعتقادي أن هذه الإدارة تريد إتاحة مساحة كبيرة للسلطات الإيرانية، لكن هذا لا يعني أنها غير قادرة أو لا ينبغي لها أن تتحين الفرص" لإدخال الإمدادات الطبية إلى إيران.

وتابعت أن التفشي في إيران سيتمدد مع سفر الإيرانيين لاحتفالات عيد النوروز بمناسبة العام الجديد، موضحة أن ذلك قد يضر شركاء الولايات المتحدة الأمنيين في أنحاء المنطقة.

وقالت مالوني في إشارة إلى تفشي المرض بإيطاليا التي تجاوزت حصيلة الوفيات الناجمة عن الفيروس فيها الخميس، إن"إجمالي الوفيات في الصين التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة، إيران وهي إيطاليا ولكن بصورة مكبرة".

تخفيف العقوبات على إيران سيوفر المال لدعم مزيد الإرهابيين داخل المنطقة وخارجها

 

وقال مارك دوبويتز من مجموعة مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهو أحد صقور التشدد تجاه طهران، إن "بإمكان واشنطن إرسال مواد طبية إلى إيران عبر مجموعات خاصة، مع ذلك لا ينبغي تخفيف العقوبات".

وأضاف في إشارة لهجوم وقع الأسبوع الماضي في معسكر بالعراق قتل فيه بريطاني وأميركيان، "في الوقت الذي تقتل فيه الجماعات الشيعية المدعومة من إيران الأميركيين والبريطانيين وغيرهم في العراق، سيكون هذا توقيتا خاطئا تماما لتقديم أي نوع من المساعدة الاقتصادية للنظام".

وتابع "ينبغي أن نرسل الإمدادات الطبية مباشرة إلى الإيرانيين من خلال منظمات غير حكومية متجاوزين النظام".

ويبدو أن الإيرانيين لديهم مشاعر متباينة حول ما إذا كانت واشنطن تزيد التفشي سوءا.

وقال طبيب الأسنان عراش حسيني (52 عاما) في طهران "العقوبات الأميركية تمنع إيران من الحصول على الأدوية والمعدات اللازمة لمكافحة هذا الفيروس؛ عليهم رفعها".

لكن أحد المغردين في حساب على موقع تويتر أشار إلى أن تخفيف العقوبات سيوفر "المال لدعم مزيد الإرهابيين داخل المنطقة وخارجها".