لا استجابة شعبية وسياسية لقرارات الجيش السوداني
الخرطوم - أعلن تجمع المهنيين السودانيين الجمعة رفضه ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس العسكري الانتقالي مجددا مطلبه تسليم السلطة فورا لحكومة مدنية انتقالية ومعتبرا تسلم الأخير للسلطة مسرحية هزلية .
واعتبر التجمع أن النظام "عجز حتى أن يخرج بسيناريو جيد، يربك الحركة الجماهرية ويهز وحدتها".
وتابع: "ما حدث (إجراءات قادة الجيش الخميس) لم يكن سوى تبديل أقنعة نفس النظام الذي خرج الشعب ثائراً عليه وساعياً لإسقاطه واقتلاعه من جذوره".
وأكد على أن مطالبهم "واضحة وعادلة ومشروعة"، وتتمثل في "تسليم السلطة فورا لحكومة مدنية انتقالية كأحد الشروط الواجبة النفاد".
وقال: "سنقاوم الطوارئ وحظر التجوال وكل الإجراءات" التي أعلنها قادة الجيش، و"سننتصر كما فعلنا من قبل على كل أساليب العنف والتخويف والترهيب التي سيحاول النظام تطبيقها على الشعب".
وأضاف: "نتمسك بمواصلة السلمية والثورة ونحن في ذات الوقت نرحب بأي بادرة تحقن دماء الشعب وتعيد الأمور لنصابها".
واعتبر أن "الأمل في شرفاء الجيش، ضباطا أو ضباط صف وجنود، في ضبط ساعة التغيير وربط أحزمة أمان الثورة".
وكان رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس السوداني عمر البشير اكد ان حل الأزمة في البلاد سيأتي من المحتجين وليس من الجيش. مضيفا "أن الحكومة المقبلة ستكون "حكومة مدنية"".
وأوضح الفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة "نحن مع مطالب الناس اليوم. سندير لنا حوارا مع الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار مؤكدا انهم غير طامعين في السلطة.".
وحذر رئيس اللجنة المكلفة من المجلس العسكري الانتقالي المحتجين من تداعيات غلق الطرق والجسور وشل حركة السير في البلاد متعهدا بمحاكمة كل الاطراف المسؤولة عن قتل المتظاهرين.
وقال رئيس اللجنة السياسية إن المجلس "لن يملي شيئا على الناس ويريد خلق مناخ لإدارة الحوار بصورة سلمية".مشيرا الى إن اللجنة تعتزم بدء حوار مع الكيانات السياسية في وقت لاحق اليوم الجمعة.
وأفاد الفريق عمر زين العابدين إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا الذي ينتمي إليه الرئيس المخلوع عمر البشير سينافس في الانتخابات المقبلة.
كما أكد رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري ان اعتقال رموز النظام السابق اعتقالات "حقيقية" مشيرا أن المجلس العسكري يرفض تسليم الرئيس المعزول عمر البشير للخارج وذلك ردا على دعوات تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية.
وقال الفريق عمر زين العابدين إن المجلس لن يسلم الرئيس المخلوع عمر البشير لكنه قد يمثل للمحاكمة داخل البلاد مضيفا "احنا كمجلس عسكري في فترتنا الرئيس (البشير) ما هنسلمه للخارج، نحاكمه لكن ما بنسلمه".

وواصل آلاف السودانيين الجمعة اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم صبيحة إعلان عزل عمر البشير فيما أكدت المعارضة أن الاعتصام "مستمر ولن ينفض" حتى تحقيق أهداف الثورة المتمثلة في تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية.
ورفض المتظاهرون الذين خرجوا في احتجاجات شبه يومية ضد البشير قرار تشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة شؤون الدولة لمدة عامين وتعهدوا بمواصلة الاحتجاجات لحين تشكيل حكومة مدنية.
ودعا النشطاء إلى تنظيم صلاة الجمعة خارج مجمع وزارة الدفاع.
وقال شاهد إن نشطاء يرتدون سترات صفراء تولوا تنظيم المرور حول المجمع صباح الجمعة وأداروا حركة السير من وإلى مكان الاعتصام. وأغلق النشطاء أيضا جسرا رئيسيا في وسط الخرطوم.
وقالت الجامعة العربية إنها تأمل في تحقيق توافق بالسودان، وتحلي الجميع بالحكمة والتمسك بالحوار السياسي.
وأوضحت الجامعة أنها "تتابع بكل الاهتمام تطورات الأوضاع بشأن الانتقال السياسي في السودان"، معربة عن أملها في "توافق أهل السودان على ما فيه مصلحة البلاد".
وتطلعت الجامعة إلى "تحلي الجميع بالحكمة المطلوبة في هذا الظرف الدقيق مع التمسك بالحوار السياسي لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحياة الكريمة والحرة والآمنة والمستقرة التي يستحقها".
وأكدت أنها "لن تدخر وسعًا في دعم التوصل إلى التوافقات المأمولة أسوة بما طلب منها في مراحل سابقة".
وطلبت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية الخميس عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في السودان عقب إطاحة الجيش بالبشير، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.
وقال الدبلوماسيون إنّهم يتوّقعون أن يعقد المجلس جلسة مغلقة الجمعة لبحث الوضع في السودان تلبية للطلب الذي قدّمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.
ودعت المفوضية الأوروبية جميع الأطراف في السودان اليوم الخميس إلى الإحجام عن اللجوء للعنف.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية مايا كوسيانسيتش في بيان "ندعو إلى عملية سياسية سلمية وشرعية وشاملة وذات مصداقية تضع في اعتبارها رغبات الشعب السوداني والحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية". وحذرت الخارجية الألمانية والسفارة الأميركية في الخرطوم من اندلاع أعمال شغب عنيفة في العاصمة.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مساء الخميس الجيش السوداني الذي أطاح بالرئيس عمر البشير إلى نقل السلطة "سريعا" إلى المدنيين، منوّهةً برغبة الشعب السوداني في التغيير.
وقالت موغيريني في بيان "وحدها عملية سياسية موثوق بها وشاملة بإمكانها أن تلبّي تطلّعات الشعب السوداني وأن تؤدي إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاج إليها البلد"، مضيفة "لا يمكن تحقيق ذلك إلاّ من خلال تسليم السلطة سريعا لحكومة انتقالية مدنيّة. في هذه العملية، يجب على الجميع ممارسة الهدوء وأقصى درجات ضبط النفس".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي اليوم الخميس أن التطورات الأخيرة في السودان شأن داخلي.
وأعرب قاسمي عن أمله في أن يلتزم جميع الأطراف السودانية بضبط النفس وأن" تعتمد سياسة التعاطي والحوار والأساليب السلمية لتحقيق مطالبها لنشهد على وجه السرعة استتباب الاستقرار والهدوء و في هذا البلد".
وأعربت الحكومة الموريتانية بدورها عن تفهمها لتطلعات الشعب السوادني. وقالت إنها تعتبر ما يجري في السودان شأن داخلي