لا انسحابات مؤثرة من مؤتمر الاستثمار السعودي

مؤتمر الاستثمار السعودي المعروف باسم "دافوس في الصحراء" سيمضي وفق البرنامج المخطط له وفي موعده بحضور ممثلي كبرى الشركات وبمشاركة وزير الخزانة الأميركية رغم انسحاب بعض المتحدثين الذين كان من المقرر المشاركة في جلساته.

حضور وزير المالية الأميركي وكبرى البنوك الأميركية في المؤتمر السعودي
لا تغييرات في برنامج وموعد "دافوس في الصحراء"
السعودية تتعرض لحملة شرسة وتضليل إعلامي في قضية اختفاء خاشقجي

الرياض - قال متحدث باسم مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي اليوم الجمعة إن المؤتمر سيمضي قدما كما هو مخطط له للانعقاد في وقت لاحق من الشهر الحالي على الرغم من الانسحاب "المخيب للآمال" لبعض المتحدثين والشركاء.

وقال المتحدث في بيان "في حين أنه من المخيب للآمال انسحاب بعض المتحدثين والشركاء، فإننا نتطلع قدما إلى الترحيب بآلاف المتحدثين ومديري الجلسات والضيوف من كل أنحاء العالم في الرياض في الفترة من 23-25 أكتوبر (تشرين الأول)".

يعتزم وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين وكبرى بنوك وول ستريت حضور مؤتمر استثماري سعودي رفيع المستوى هذا الشهر على الرغم من انسحاب شركات إعلامية كبيرة ورؤساء شركات ضمن حملة ضغط موجهة عنوانها قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

ويأتي اعتزام منوتشين حضور مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض هذا الشهر بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيها إنه لا يرى سببا لمنع الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة على الرغم من المخاوف بشأن سلامة الصحفي جمال خاشقجي.

وقال منوتشين في مقابلة مع سي.إن.بي.سي اليوم الجمعة "حتى الآن أنا أنوي الذهاب. إذا ورد المزيد من المعلومات والتغييرات، يمكننا وقتها أن ننظر في ذلك الأمر، لكنني أنوي الذهاب".

ويتصاعد الضغط العالمي على السعودية الحليف الوثيق للولايات المتحدة منذ اختفاء خاشقجي في حملة استهداف واستثمار سياسي تؤججها عدة لوبيات وأيضا جهات قطرية وتركية واخوانية.

وقالت شبكة سي.إن.إن التلفزيونية وصحيفتا فايننشال تايمز ونيويورك تايمز وسي.إن.بي.سي وبلومبرغ وكذلك مراسلون ومحررون من الايكونوميست، إنهم لن يشاركوا في المؤتمر الذي يعتمد بشكل كبير على صحفيين لإدارة جلساته الرئيسية.

وسي.إن.بي.سي وبلومبرغ إلى جانب شبكة فوكس بيزنس من بين الشركاء الإعلاميين ممن لهم دور كبير في المؤتمر المقرر أن يبدأ في الثالث والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول.

وقال دارا خسروشاهي الرئيس التنفيذي لأوبر تكنولوجيز وبوب باكيش الرئيس التنفيذي لمجموعة فياكوم الإعلامية الأميركية والملياردير ستيف كيس أحد مؤسسي إيه.أو.إل إنهم لن يذهبوا إلى الرياض.

وقال الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون إن مجموعة فيرجن التابعة له ستعلق مناقشات مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمار مزمع بقيمة مليار دولار في مشاريع فضائية للمجموعة.

ومن المرجح أن يلقي غياب مسؤولين تنفيذيين من شركات الإعلام والتكنولوجيا بظلاله على المؤتمر المعروف باسم دافوس في الصحراء والذي أصبح أكبر معرض للمستثمرين للترويج للرؤية الإصلاحية التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ويجتذب المؤتمر بعضا من نخبة رجال الأعمال في العالم بما في ذلك رؤساء كبرى شركات وول ستريت ومسؤولون تنفيذيون من شركات متعددة الجنسيات في مجالات الإعلام والتكنولوجيا والخدمات المالية.

وحذف منظمو المؤتمر اليوم جميع أسماء الحاضرين من الموقع الالكتروني للمؤتمر مع تزايد عدد الإلغاءات.

وردا على سؤال بشأن الشكوك المثارة بين عدد من رؤساء الشركات بشأن المؤتمر، قال مصدر دبلوماسي سعودي في وقت متأخر يوم الخميس إنه يأمل بأن يتوصل تحقيق تركي سعودي مشترك في القضية إلى نتيجة قبل بدء المؤتمر.

وفي حين ينسحب مسؤولون تنفيذيون بشركات إعلامية وتكنولوجية من المؤتمر، فإن القطاع المالي لم يُظهر أي إشارات إلى رد فعل مماثل.

ولم تعلن أي من الشركات المالية التي من المقرر أن يتحدث كبار مسؤوليها التنفيذيين في المؤتمر عن أي تغييرات في تلك الخطط.

 وامتنع اتش.اس.بي.سي أكبر بنك في أوروبا عن التعليق بشأن ما إذا كان رئيسه التنفيذي جون فلينت ما زال يعتزم الحضور.

واتش.اس.بي.سي "شريك استراتيجي" للمؤتمر إلى جانب كريدي سويس الذي ما زال رئيسه التنفيذي تيجاني تيام يخطط للحضور، وفقا لمصدر مطلع.

وقالت متحدثة باسم ستاندرد تشارترد، إن بيل وينترز الرئيس التنفيذي للبنك الذي يركز على آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ما زال يعتزم حضور المؤتمر.

ومن المقرر أن يتحدث في المؤتمر جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه.بي مورغان تشيس آند كو وكذلك أجاي بانجا الرئيس التنفيذي لماستر كارد. ولم يرد ممثلون عن تلك الشركات وكذلك بنك أوف أميركا ميريل لينش وسيتي غروب وجولدمان ساكس ومورغان ستانلي على طلبات للتعقيب.

وقالت سيمنس إن الرئيس التنفيذي للشركة جو كيسر ما زال يعتزم حضور المؤتمر.

وتفادى مستثمرون كبار أيضا الإعلان عن خطط للانسحاب من المؤتمر. وقالت بلاك روك، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، إنها "تراقب الوضع عن كثب".

ولم ترد شركة بلاكستون عملاق الاستثمار المباشر حتى الآن على طلبات للتعليق بشأن ما إذا كان الرئيس التنفيذي للشركة ستيفن شوارتزمان ما زال يعتزم الحضور والتحدث في المؤتمر.

وامتنع متحدث باسم بورصة لندن التي من المقرر أن يتحدث رئيسها التنفيذي ديفيد شويمر في المؤتمر، عن التعقيب.

وتعكف البورصة على اجتذاب طرح عام أولي لشركة أرامكو النفطية السعودية العملاقة المملوكة للدولة.

وقالت سيتي أوف لندن، حي المال في بريطانيا وإحدى أكبر جماعات الضغط بالقطاع المالي في البلاد، إنها تسعى بشكل عاجل لمعرفة المزيد من المعلومات بشأن خاشقجي.

ومن المنتظر أن تحضر كاثرين ماكجينيس المسؤولة عن سيتي أوف لندن المؤتمر.