لا انسحاب حوثيا فعليا من الحديدة ومينائها

الحكومة اليمنية تدعو الأمم المتحدة لتحمل مسؤوليتها لتنفيذ اتفاق السويد، فيما أعلن الأردن تلقيه طلبا من المبعوث الأممي لليمن لاستضافة جولة مفاوضات سلام جديدة.

لا شيء تحقّق على الأرض بعد اتفاق السويد
الحوثيون يوهمون المجتمع الدولي برغبتهم في السلام

عمان - قال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني اليوم الخميس إن شيئا لم يتحقق على الأرض منذ التوصل إلى الاتفاق الخاص بمدينة الحديدة في محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة وأجريت في السويد.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان أن الحوثيين يرفضون الانسحاب من ميناء مدينة الحديدة المستخدم في استقبال الطعام لسكان البلاد وعددهم 30 مليون نسمة.

وأشار إلى أن الطرف الحوثي "لم يقبل الخروج من الحديدة والموانئ"، معتبرا أن "هذه مسؤولية البعثة الأممية ومسؤولية الجنرال باتريك كمارت الذي يعمل على تنفيذ ذلك".

وعبر عن أمله بـ"انسحاب كامل للمليشيات الحوثية من الحديدة". وقال "نتطلع لتحقيق هذا الهدف وهو الآن مسؤولية المجتمع الدولي".

وكان الوسيط الأممي مارتن غريفيث طالب الأربعاء طرفي النزاع في اليمن بالدفع لتحقيق "تقدم كبير" بعد الاتفاقات التي تم التوصل إليها في السويد.

وقال غريفيث أمام مجلس الأمن عبر الدائرة المغلقة، إنه لا بد من إحراز "تقدم كبير" قبل جولة مفاوضات جديدة، إلا أنه لم يحدد بعد لا مكان ولا موعد الجولة الجديدة من المحادثات.

وينص اتفاق ستوكهولم على انسحاب قوات الحوثي من ميناء الحديدة وميناءين آخرين فضلا عن نشر مراقبين دوليين.

وبعد ذلك سيراقب المراقبون الانسحاب الكامل لقوات الجانبين من المدينة التي ستديرها سلطات محلية تحت إشراف الأمم المتحدة.

ولم يوضح الاتفاق من سيسيطر على مدينة الحديدة. ومن المقرر أن يسحب الجانبان قواتهما بحلول السابع من يناير/كانون الثاني بموجب الاتفاق.

واتفق الحوثيون المتحالفون مع إيران والحكومة المدعومة من السعودية على وقف إطلاق النار في الحديدة وسحب القوات في محادثات السلام التي عقدت في السويد في ديسمبر/كانون الأول بعد أشهر من الجهود الدبلوماسية والضغوط الغربية لإنهاء الحرب التي دامت ما يقرب من أربع سنوات وأودت بحياة عشرات الآلاف.

وأعلن الصفدي من جهته أن الوسيط الأممي (مارتن غريفيث) طلب من الأردن استضافة اجتماع حول اليمن، وأن بلاده تدرس الطلب.

وأوضح مصدر في الأمم المتحدة في عمان أن الاجتماع سيتناول اتفاق تبادل الأسرى المبرم بين الجانبين المتقاتلين في اليمن من دون أن يتم تطبيقه بعد.

المتمردون الحوثيون اقاموا حواجز في الحديدة رغم اتفاق الهدنة
الحوثيون دأبوا على انتهاك الاتفاقيات ونقض العهود

وقال الصفدي "تلقينا اليوم طلبا من المبعوث الخاص (مارتن غريفيث) لعقد اجتماع محدد في المملكة وسندرس هذا الطلب".

وأضاف "سنتعامل مع الطلب بما ينسجم مع منطلقنا الأساس وهو الإسهام في حل الأزمة اليمنية بالتنسيق مع أشقائنا وسنرد على هذا الطلب إن شاء الله بأسرع وقت ممكن".

ويقيم المبعوث الأممي مارتن غريفيث في عمان حيث يوجد مقر مكتب بعثة الأمم المتحدة الخاصة باليمن.

وأوضح مصدر أممي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "هذا الاجتماع مصغر ولم يحدد له موعد وهو لجنة خاصة من أطراف الأزمة مكلفة بمتابعة تطبيق اتفاق تبادل الأسرى".

وكانت الأمم المتحدة حققت اختراقا في الثالث عشر من ديسمبر/كانون الأول بعد ثمانية أيام من المحادثات في السويد بين ممثلين عن حكومة عبدربه منصور هادي المدعوم تحالف عربي تقوده السعودية ويضم الإمارات ودولا أخرى، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وبموجب هذا الاتفاق، دخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ في الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول في مدينة الحديدة الواقعة في غرب اليمن على البحر الأحمر، على أن يلتزم المقاتلون الانسحاب من المنطقة التي ستدخلها بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة. كما اتفق الطرفان على تبادل الأسرى.