لا بطولة ويمبلدون لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية

بعد تأجيل أحداث كبرى أبرزها أولمبياد طوكيو ونهائيات كأس أوروبا وكوبا أميركا لكرة القدم، البطولة العريقة المتوجة تقليديا لموسم الدورات على الملاعب العشبية تنضم الى ضحايا تفشي "كوفيد-19"
تمديد تعليق منافسات الكرة الصفراء حتى 13 تموز بدل السابع من حزيران

لندن - دفع تفشي فيروس كورونا المستجد الى الإعلان الأربعاء عن إلغاء بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، في خطوة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، وتمديد تعليق منافسات اللعبة حتى منتصف تموز/يوليو.

وانضمت البطولة العريقة التي يعود تاريخها الى أواخر القرن التاسع عشر، والتي تتوج تقليديا موسم الدورات على الملاعب العشبية، الى ضحايا تفشي "كوفيد-19" الذي جمّد النشاط الرياضي في العالم، ودفع الى تأجيل أحداث كبرى مقررة في صيف 2020 الى العام المقبل، أبرزها أولمبياد طوكيو ونهائيات كأس أوروبا وكوبا أميركا لكرة القدم.

وكان من المقرر ان تقام الدورة التي تستضيفها ملاعب نادي عموم إنكلترا، بين 29 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو. لكن النادي أعلن الاربعاء، وفي خطوة متوقعة الى حد كبير، إلغاءها بالكامل في ظل المخاوف الصحية جراء وباء حصد أكثر من 43 ألف وفاة معلنة حول العالم.

وأعلن النادي ولجنة إدارة البطولة في أعقاب اجتماع طارئ عقد "إلغاء نسخة 2020 بسبب المخاوف الصحية العامة المرتبطة بوباء فيروس كورونا المستجد. النسخة الـ134 من البطولة ستقام بين 28 حزيران/يونيو و11 تموز/يوليو 2021".

وكان المنظمون قد ألمحوا الى الإلغاء الأسبوع الماضي، اذ أعلنوا انه من ضمن خيارات يدرسونها، مستبعدين إقامة البطولة خلف أبواب موصدة في وجه المشجعين، ومؤكدين أيضا ان تأجيل موعدها سيكون صعبا لاسيما بسبب طبيعة الملاعب العشبية التي تتطلب إقامة الدورات في فترة معينة.

وأطاح إعلان إلغاء ويمبلدون عمليا بموسم الدورات العشبية الذي كان من المقرر ان ينطلق في الثامن من حزيران/يونيو ويمتد حتى أواسط تموز/يوليو، مع دورة صغيرة وحيدة مقررة على العشب بعد البطولة الإنكليزية هي نيوبورت الأميركية (250 نقطة) بين 13 و19 تموز/يوليو.

وتلا إعلان إلغاء ويمبلدون سريعا بيان مشترك من رابطتي المحترفين والمحترفات، أكدتا فيه تمديد تعليق منافسات الكرة الصفراء حتى 13 تموز/يوليو، بدلا من الموعد السابق في السابع من حزيران/يونيو.

وجاء في البيان "بالتزامن مع إلغاء بطولة ويمبلدون، تعلن رابطتا +ايه تي بي+ (للمحترفين) و+دبليو تي ايه+ (للمحترفات) مواصلة تعليق دوراتهما حتى 13 تموز/يوليو 2020 بسبب جائحة +كوفيد-19+".

واعتبر رئيس رابطة المحترفين أندريا غاوندزي ان تفشي الفيروس "لم يترك أمامنا أي خيار"، بينما رأى رئيس رابطة المحترفات ستيف سايمون ان "الصحة والسلامة تظلان الأولوية ... في هذه الأوقات غير المسبوقة".

فيدرر منهار وهاليب حزينة

وبذلك، ينضم موسم الدورات العشبية الى موسم الدورات الترابية الذي كان ضحية التعليق الأول، باستثناء بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثانية بطولات الغراند سلام، والتي أرجئت من موعدها الأساسي في أيار/مايو، الى أيلول/سبتمبر، في خطوة لقيت انتقادات واسعة لكونها تمت من دون تنسيق مع أطراف معنيين مثل اللاعبين والرابطتين والبطولات الأخرى.

وسيكون الموعد الجديد للبطولة الفرنسية بعد أسبوع من ختام بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية، آخر بطولات الغراند سلام للموسم عادة.

وبعد قرار إلغاء ويمبلدون، أكد الاتحاد الأميركي لكرة المضرب المنظم لفلاشينغ ميدوز، ان موعد انطلاقها لا يزال على حاله في 31 آب/أغسطس، وأنه "يواصل مراقبة الأجواء الدائمة التبدل المحيطة بجائحة كوفيد-19، ويستعد لكل الاحتمالات الطارئة".

وأكد منظمو ويمبلدون ان أساس الالغاء كان "صحة وسلامة كل الذين يجتمعون" لضمان إقامتها، وان القيود الواسعة المفروضة على حركة التنقل والسفر والتجمعات في مختلف دول العالم، ومنها إنكلترا، جعلت من الصعوبة بمكان بدء التحضيرات للبطولة بالشكل المناسب.

وأضافوا "مع ترجيح ان الاجراءات الحكومية ستمتد لأشهر عدة، رأينا وجوب التحرك بشكل مسؤول لحماية الأعداد الكبيرة من الناس المطلوبين من أجل التحضير للبطولة"، معتبرين ان القرار هو "الأفضل لصالح الصحة العامة، والقدرة على توفير بعض اليقين من خلال اتخاذه الآن، بدلا من الانتظار لأسابيع، هو مهم بالنسبة لكل المعنيين بكرة المضرب والبطولة".

ولقي إلغاء ويمبلدون ردود فعل متأسفة من لاعبين ولاعبات، لاسيما الرومانية سيمونا هاليب حاملة لقب نسخة 2019 بعد فوزها على الأميركية المخضرمة سيرينا وليامس، والسويسري روجيه فيدرر حامل الرقم القياسي لألقاب فردي الرجال (ثمانية آخرها في العام 2017).

ونشر المخضرم السويسري (38 عاما) عبر حسابه على "تويتر" خبر الإلغاء، مرفقا إياه بتعليق مقتضب "أنا منهار"، قبل ان يرد على أحد متابعيه بالتأكيد ان "الصحة والعائلة" هما الأهم حاليا.

وتعد البطولة من المواعيد المفضلة لفيدرر، ويحظى فيها بتشجيع صاخب كلما حرك مضربه. وهو خسر نهائي العام الماضي بعد مباراة ماراتونية رائعة ضد المصنف أول الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

ونشر عدد من اللاعبين صورا لهم خلال نسخ سابقة من البطولة، مرفقة بعبارة "ويمبلدون، نراك في 2021"، مثل الكندي الشاب فيليكس أوجيه-ألياسيم، والحساب التابع لأكاديمية الإسباني رافايل نادال عبر تويتر.

من جهتها كتبت الرومانية هاليب "أنا حزينة جدا لعلمي أن ويمبلدون لن تقام هذا العام. نهائي العام الماضي سيبقى الى الأبد من أسعد اللحظات في حياتي! لكننا نختبر أمرا أكبر من كرة المضرب، وويمبلدون ستعود! وهذا يعني انه سيكون أمامي وقت أطول للتطلع قدما للدفاع عن لقبي".

ونشرت وليامس المتوجة باللقب سبع مرات، إعلان الإلغاء، مع تعليق "أنا أرتجف".

وكان لاعبون حاليون وسابقون قد دعوا المنظمين للتريث قبل الإلغاء، ومنهم بوريس بيكر المتوج بلقبها ثلاث مرات (1985، 1986، و1995).

وكتب الألماني عبر "تويتر"، "آمل في ان تنتظر ويمبلدون حتى نهاية نيسان/أبريل لاتخاذ قرار! ... الصبر فضيلة".

لكن المصنفة أولى عالميا سابقا وبطلة ويمبلدون 2006 الفرنسية أميلي موريسمو، اعتبرت ان إلغاء الموسم وليس هذه البطولة فقط، بات أمرا لا مفر منه. وأوضحت "علينا وضع حد لموسم كرة المضرب لعام 2020".

أما المصنفة أولى عالميا سابقا الأميركية بيلي جين كينغ المتوجة بستة ألقاب في ويمبلدون، فأعربت عن "تفهم ودعم كاملين" للإلغاء، معتبرة انه "حاليا، علينا ضمان اننا نعتني بأنفسنا وأحبتنا".