لا تراجع عن مقاطعة قطر إلا بتنفيذ قائمة المطالب العربية

الرياض والقاهرة تتمسكان بتنفيذ الدوحة قائمة المطالب العربية ومن ضمنها التخلي عن دعم وتمويل الإرهاب كشرط لإنهاء مقاطعة قطر وهو موقف ثابت تبنته دول المقاطعة الأربع.  

مصر والسعودية تؤكدان على ضرورة مواجهة التدخلات الإيرانية
السيسي يجدد في رسالة للعاهل السعودي التزام مصر بأمن الخليج
مباحثات بين الرئيس المصر وولي العهد السعودي تركز على تعزيز العلاقات
السيسي: أمن السعودية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري

القاهرة  - جددت مصر والسعودية الثلاثاء تمسكهما بمقاطعة قطر على خلفية تورطها في دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤون المنطقة والتآمر على أمنها القومي.

وأكد البلدان تمسكهما أيضا ودون تنازل بالمطالب السابقة التي قدمتها دول المقاطعة الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، كشرط لإنهاء المقاطعة.

وجاء الإعلان عن هذا الموقف المتجدد عقب اجتماع مغلق بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي وصل مصر مساء الاثنين ضمن جولة عربية بدأت الخميس الماضي.

ولفت المصدر إلى أن البلدان أكدا أيضا على ضرورة مواجهة "التدخلات الإيرانية".

وأكد السيسي في اللقاء المغلق مع الأمير محمد بن سلمان الثلاثاء في القاهرة أن "أمن واستقرار المملكة هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري"، بحسب صحيفة الأهرام الحكومية.

ووصل ولي العهد السعودي إلى العاصمة المصرية مساء الاثنين في زيارة تستغرق يومين وتتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بحسب الرئاسة المصرية.

وتأتي الزيارة في إطار جولة خارجية شملت حتى الآن الإمارات والبحرين وهي الأولى منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.

ونقل موقع صحيفة الأهرام الإلكتروني عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسّام راضي قوله إن السيسي أكد لولي العهد السعودي على "عمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والسعودية وأن أمن واستقرار المملكة هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري".

وقالت الصحيفة إن السيسي أكد أيضا خلال اللقاء على "حرص مصر على تعزيز التعاون والتنسيق الحثيث مع السعودية على أعلى مستوى لمواجهة التطورات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا".

وزار ولي العهد السعودي مصر في مارس/آذار 2018 وتخلل الزيارة توقيع البلدين اتفاقا لتأسيس صندوق مشترك لإقامة مشاريع في عدة محافظات بينها جنوب سيناء وذلك ضمن خطة سعودية لبناء منطقة اقتصادية ضخمة.

وتقف القاهرة إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين في الأزمة مع قطر. وقد قطعت، كما الدول الثلاث الأخرى في الخامس من يونيو/حزيران 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب والتقرب من إيران.

كما تشارك القوات الجوية والبحرية المصرية في الحملة التي تقودها السعودية منذ 26 مارس/اذار 2015 دعما للقوات الشرعية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
السيسي يحتفي بضيفه الأمير محمد بن سلمان

وأعلنت النيابة العامة السعودية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني بعد حوالي ستة أسابيع على مقتل خاشقجي، أن هذا الأخير قتل بعد حقنه "بجرعة كبيرة" من مادة مخدرة قبل تقطيع جثته في قنصلية السعودية في اسطنبول. وطلبت الإعدام لخمسة أشخاص في القضية، لكنها أكدت أن المنفذين تصرفوا من دون علم السلطات.

وينظر محللون إلى جولته الخارجية على أنها محاولة لحشد تأييد لا سيما بين حلفائه.

ويفترض أن يغادر الأمير محمد بن سلمان القاهرة اليوم الثلاثاء متوجها إلى تونس قبل توجهه لحضور قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس في نهاية الشهر الحالي والتي يحضرها رئيسا الولايات المتحدة وتركيا وغيرهما من زعماء الدول الأوروبية.

وقالت قناة العربية بدورها، إن السيسي بعث برسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، جدد فيها التزام مصر بأمن الخليج.

واستقبل الرئيس المصري ضيفه ولي العهد السعودي لدى وصوله إلى مطار القاهرة قادما من البحرين بعد زيارة لدولة الإمارات.

وتخللت جولة الأمير محمد الخارجية، محاولات قطرية تركية للتشويش على زياراته لدول عربية.

واستغلت أطراف خارجية مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول قبل ستة أسابيع لزيادة الضغوط على الريّاض واستهدفت حملة مغرضة يشنها الإعلام  القطري التركي تشويه صورة السعودية وعلاقات المملكة مع الغرب.

وحاولت تلك الحملة الزج باسم الأمير محمد في القضية الجنائية التي اتخذت فيها السعودية إجراءات حاسمة لمحاسبة المتورطين والمقصرين.

وأكدت السعودية مرارا أنه لم يكن لدى الأمير محمد أي علم مسبق بهذه الجريمة. وبعد طرح عدة تفسيرات متناقضة قالت الرياض في الشهر الماضي إن خاشقجي قُتل وتمت تقطيع جثته عندما أخفق مفاوضون في إقناعه بالعودة إلى السعودية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن هذه الجريمة ارتكبت بأوامر من أعلى مستوى في القيادة السعودية، لكن ربما ليس من الملك سلمان مسلطا الضوء بدلا من ذلك على الأمير محمد البالغ من العمر 33 عاما.

وعززت القاهرة والرياض العلاقات الثنائية منذ تولي السيسي السلطة في 2013 بعد عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها الدولتان وصنفتاها على أنها جماعة إرهابية.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية الثلاثاء، إنه من المتوقع أن يناقش الأمير محمد والسيسي "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن التباحث حول بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك وذلك في إطار الشراكة الإستراتيجية بين القاهرة والرياض".

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن عدة مسؤولين كبار من بينهم وزراء الخارجية والتجارة والداخلية ورئيس المخابرات العامة يرافقون ولي العهد السعودي في جولته.