لا تراجع في لبنان عن "إسقاط النظام" لتشكيل حكومة جديدة

الحراك اللبناني متمسك بمطالب رحيل الطبقة السياسية كاملة واستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين وتنظيم انتخابات مبكرة.
المحتجون في بيروت يحتشدون أمام السفارة الأميركية تنديدا بأي تدخل خارجي
النظام السياسي في لبنان يستنفد كل الحلول لاحتواء مطالب شعبية تنادي برحيله

بيروت - يحتشد المتظاهرون اللبنانيون الأحد للاستمرار في احتجاجات من المرجح أن تعم كامل لبنان لزيادة الضغوط بهدف التسريع في عملية تشكيل حكومة تكنوقراط وانتخابات مبكرة واستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، ورحيل بقية مكونات الطبقة الحاكمة المتهمة بالفساد والافتقار للكفاءة.
ويطالب المحتجون في لبنان بإضراب عام الاثنين، حيث جالت المئات من المواكب السيارة والدراجات النارية شوارع بيروت، رافعة الأعلام اللبنانية ولافتات تطالب بمحاربة الفساد، مرددة "الشعب يريد إسقاط النظام".

ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشهدُ لبنان تحركات شعبية مُتصاعدة، تُطالبُ برحيل النخبة السياسيّة الحاكمة وتشكيل حكومة إنقاذ غير حزبيّة، لاسيّما بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.

ويرهن الحريري قيادته للحكومة المقبلة بأن تكون حكومة تكنوقراط حتى لا يرفضها المحتجون، بينما يوجد طرح آخر لتشكيل حكومة مزيج من سياسيين واختصايين، وهو ما يدعمه الرئيس اللبناني ميشال عون والتيار الوطني الحر وجماعة 'حزب الله' وحركة أمل'.

ويسعى النظام السياسي اللبناني إلى البقاء بسدة الحكم واحتواء الغضب الشعبي بأطروحات سياسية جديدة، لكن الشارع اللبناني يتمسك بشدة بمطالب رحيل الطبقة السياسية كاملة.
ورفع محتجون مجسّمين للثورة في بلدة سعدنايل (البقاع)، وعلى طريق مجدل عنجر (البقاع)، نقطة الحدود اللبنانية-السورية.

وبالتزامن مع الاحتجاجات انتشرت دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى التظاهر أمام السفارة الأميركية الأحد؛ رفضا للتدخلات الخارجية بشؤون لبنان وأبرزها التدخل الأميركي الأخير، الذي عبّر عنه السفير الأميركي الأسبق (في لبنان) جيفري فيلتمان، بحسب تلك الدعوات.

وقدم فيلتمان الأستاذ الزائر لدى معهد 'بروكنز' قبل أيام، رؤيته للاحتجاجات في لبنان، أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإرهاب الدولي المتفرعة من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، وهو ما اعتبره منتقدون تدخلًا في الشأن اللبناني.
وقالت السفارة الأميريكية عبر 'تويتر' في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري "ندعم الشعب اللبناني في مظاهراته السلمية وتعبيره عن الوحدة الوطنية".
كما انتشرت عبر مواقع التواصل دعوات إلى إضراب عام الاثنين ؛ احتجاجًا على الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية.
ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وجابت مسيرة نسائية بعنوان "صرخة نساء الجنوب"، مدينة صور (جنوب) أمس السبت، رافعة شعارات تطالب بمنح الجنسية لأولاد السيدة اللبنانية المتزوجة من أجنبي.

وشهدت مدينة طرابلس (شمال) أنشطة احتجاجية، تحت عنوان "المنصة المتنقلة".