لا جدول زمنيا لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان

تضارب الأنباء داخل طالبان بين من يعلن تعهد واشنطن بسحب نصف قواتها من البلاد بحلول نهاية أبريل ومن ينفيها في ظل مفاوضات تشهد غياب الحكومة الأفغانية.

موسكو - قال مسؤول في حركة طالبان إنه لم يتم الاتفاق على جدول زمني مع الحكومة الأميركية بشأن الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية من أفغانستان مضيفا أن المفاوضات ما زالت مستمرة.

كانت وكالة الإعلام الروسية ذكرت الأربعاء نقلا عن مسؤول في حركة طالبان في محادثات السلام الجارية في موسكو أن الولايات المتحدة تعهدت بسحب نصف قواتها من أفغانستان بحلول نهاية أبريل نيسان.

لكن في نهاية محادثات موسكو نفى عبد السلام حنفي المسؤول في طالبان، الذي نقلت وكالة الإعلام الروسية عنه، الإدلاء بهذه التصريحات.

وقال إنه لا يوجد اتفاق تفصيلي مع مبعوث الولايات المتحدة في المحادثات مع طالبان زلماي خليل زاد الذي عقد اجتماعا منفصلا مع مفاوضي طالبان.

وأضاف "لم نتفق حتى الآن".

وفيما يتصل بالانسحاب في أبريل نيسان قال "إنها رغبتنا ومطلبنا...طلبنا هو انسحاب القوات الأجنبية في أقرب وقت ممكن".

وقال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، المشارك في محادثات موسكو ضمن ساسة من المعارضة، إن الموضوع الرئيسي المطروح للنقاش هو ضرورة إخلاء أفغانستان من القوات الأجنبية.

وأشار إلى أن هناك شبه توافق بشأن هذا الموضوع في المحادثات وقال "إنها مرضية للغاية".

ناجحة جدا

أعلنت حركة طالبان الأربعاء أن محادثاتها غير المسبوقة مع سياسيين أفغان والتي استمرت يومين في موسكو كانت "ناجحة جدا"، رغم الخلافات حول حقوق المرأة ومطالبتها بتطبيق الشريعة الإسلامية في أفغانستان.

والمحادثات التي عقدت في موسكو هي الأعلى مستوى التي تجريها طالبان مع سياسيين أفغان منذ سنوات، وقد اتّفق الجانبان في ختامها على إجراء محادثات جديدة لضمان إرساء "سلام دائم" في أفغانستان.

ولم تشارك الحكومة الأفغانية في المحادثات نظرا لأن طالبان لا تعترف بشرعيتها وترفض التفاوض معها. وقالت الحكومة إن هذه المحادثات لا تخدم المصالح العليا للبلاد.

غير أن وجود ساسة بارزين من المعارضة ومن بينهم الرئيس السابق حميد كرزاي سيفرض ضغوطا على الحكومة لإجراء محادثات مع طالبان سعيا لإبرام اتفاق ينهي القتال المستمر منذ أعوام.

حامد كرزاي
استدعاء حامد كرزاي وتغييب غني

وتجاهل مسؤولو الحركة المسلحة الرئيس أشرف غني وجلسوا مع خصومهم الرئيسيين في اجتماع استثنائي شهد أداء كرزاي وغيره من أعداء طالبان الصلاة مع مسؤولي الحركة المتشددة.

وهي المرة الثانية التي يتم فيها استبعاد الرئيس الأفغاني من محادثات سلام مع طالبان بعد إجراء الولايات المتحدة حوارا مع الحركة في الدوحة من دون مشاركة مسؤولين في الحكومة الأفغانية.

وتعتبر طالبان الحكومة الأفغانية دمية بيد الأميركيين لكن حلفاء غني في واشنطن يصرّون على أن الأفغان هم من يجب أن يقودوا عملية السلام.

كما أن الجهود الطويلة التي قامت بها الولايات المتحدة للحوار مع طالبان كان الهدف المعلن منها هو إقناعهم بالتفاوض مع الحكومة في كابول.

وأكد جنرال أميركي بارز ضرورة إشراك كابول في المحادثات لإنجاح أي مساع للسلام.

وصرح الجنرال جوزف فوتيل رئيس القيادة المركزية الأميركية أمام الكونغرس الأميركي "في النهاية نريد أن نصل إلى حوار بين طالبان وأفغانستان .. فهم وحدهم القادرون على حل مسائل أساسية في الخلاف".

وتحدث غني مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت متأخر من الثلاثاء، وقال إنه "أكد الأهمية الكبيرة لضمان مركزية الحكومة الأفغانية في عملية السلام".

إلا أن غني أعرب عن إحباطه من تهمشيه فيما يتشارك أعداؤه السياسيون في الصلاة والمآدب مع طالبان وهم يناقشون مستقبل بلاده.

تأتي مساعي السلام في وقت تشن فيه طالبان هجمات شبه يومية وتسيطر على مقاطعات تغطي نصف مساحة البلاد تقريبا أو تنازع الحكومة السيطرة عليها.

وتشير استضافة روسيا للمحادثات إلى تنامي دور موسكو في أفغانستان.

لكن هذا قد يتغير بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يريد سحب القوات الأميركية من البلاد وإنهاء نحو عقدين من الوجود العسكري الأميركي هناك..

وقال ترامب الثلاثاء إن إدارته سرعت وتيرة المحادثات الرامية للتوصل لتسوية سياسية في أفغانستان وسيكون من الممكن خفض القوات الأمريكية هناك مع إحراز تقدم في المفاوضات لإنهاء أطول حرب تشارك فيها الولايات المتحدة.