لا جدول زمنيا لحسم المعركة ضد داعش في الباغوز

تنظيم الدولة الإسلامية يبدي صمودا غير متوقع في آخر جيب له في شرق سوريا رغم استسلام المئات من مقاتليه لقوات سوريا الديمقراطية ومقتل مئات آخرين.  

الخناق يشتدّ على داعش في الباغوز
لا خيار أمام داعش فإما الاستسلام أو القتال حتى الموت
30 ألف داعشي وعائلاتهم استسلموا بينهم أكثر من خمسة آلاف مقاتل

السوسة (سوريا) - أعلنت قوات سوريا الديمقراطية اليوم الأحد أن لا مهلة زمنية محددة لانتهاء معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، مشيرة إلى أن المقاتلين الذين لا يزالون محاصرين في جيب الباغوز يقدرون بالآلاف.

ومنذ مطلع العام، كثفت هذه الفصائل الكردية والعربية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عملياتها العسكرية ضد آخر معقل للتنظيم في بلدة الباغوز في إطار هجوم تشنّه منذ سبتمبر/أيلول 2018 في ريف دير الزور الشرقي.

وبات التنظيم حاليا محاصرا في بقعة محدودة داخل الباغوز الواقعة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات قرب الحدود العراقية.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو غابرئيل خلال مؤتمر صحافي عُقد في بلدة السوسة القريبة من الباغوز "ليس لدينا جدول زمني دقيق لإنهاء العملية. لنقل أياما"، مضيفا "آمل ألا تستغرق أكثر من أسبوع، لكن هذا تقديري الشخصي".

وفي أواخر يناير/كانون الثاني، توقع القائد العام لهذه القوات مظلوم كوباني انتهاء الوجود العسكري لدولة 'الخلافة' المزعومة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2014 على مساحات واسعة من سوريا والعراق تُقدر بمساحة بريطانيا، خلال مهلة شهر.

إلا أن المعركة لا تزال مستمرة حتى الآن مع خروج أعداد كبيرة من المحاصرين ورفض مقاتلي التنظيم المتبقين داخل الجيب الاستسلام.

وأوضح غابرئيل أنه "ليس هناك معلومات دقيقة ومؤكدة حول عدد الأشخاص الذين لا يزالون في المخيم المحاصر"، إلا تلك المستقاة "من إرهابيي داعش أو أفراد عائلاتهم".

وأشار إلى أن "الأعداد الأولية التي تم إعلامنا بها من قبل المجوعة الأخيرة التي خرجت، تُقدر بنحو خمسة آلاف شخص"، إلا أنه شدد على أن "هذا الرقم ليس مؤكدا وليس رسميا".

ولا تملك قوات سوريا الديمقراطية تصورا واضحا لعدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا محاصرين في الباغوز بعدما فاقت أعداد الخارجين في الأسابيع الأخيرة كل التوقعات.

ودفع ذلك بهذه القوات إلى تعليق هجومها مرارا للسماح بخروج خروج عشرات آلاف الأشخاص غالبيتهم من عائلات مقاتلي التنظيم وبينهم عدد كبير من الأجانب.

مقاتلو سوريا الديمقراطية يتقدمون ببطء في آخر جيب لداعش في شرق سوريا
مقاتلو سوريا الديمقراطية يتقدمون ببطء في آخر جيب لداعش في شرق سوريا

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن ما يربو على 60 ألفا معظمهم مدنيون فروا من آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا منذ بدأ الهجوم النهائي للسيطرة عليه قبل أكثر من شهرين.

وبحسب غابرئيل، استسلم نحو 30 ألف عنصر من التنظيم وعائلاتهم لقوات سوريا الديمقراطية، بينهم أكثر من خمسة آلاف مقاتل منذ التاسع من يناير/كانون الثاني إضافة إلى إجلاء 34 ألف مدني من آخر جيب للتنظيم.

وذكرت القوات المدعومة أميركيا أن 1306 "إرهابيين" قتلوا فضلا عن إصابة كثيرين في الحملة التي بدأت في التاسع من يناير/كانون الثاني بينما قتل 82 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية فضلا عن إصابة 61 آخرين.

وقالت القوات إن 520 متشددا آخرين أسروا خلال العمليات الخاصة التي جرت في آخر معقل للمتشددين والذي يضم مجموعة من القرى تحيطها الأراضي الزراعية.

ويقول سكان سابقون إن مئات المدنيين لاقوا حتفهم على مدى شهور من القصف الجوي العنيف الذي شنه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بعد أن سويت قرى صغيرة عديدة بالأرض في المنطقة على طول الحدود مع العراق.

ونقلت قوات سوريا الديمقراطية عشرات الآلاف الذين فروا من أراضي الدولة الإسلامية في الأشهر الأخيرة إلى مخيم الهول في الشمال الشرقي.

وتقول الأمم المتحدة إن المخيم يضم الآن 67 ألفا وإن 90 بالمئة منهم نساء وأطفال ويتجاوز ذلك طاقته الاستيعابية. ويقول عاملون في المخيم إنهم لا يملكون ما يكفي من الخيام أو الغذاء أو الدواء، محذرين من انتشار الأمراض.

وتوشك 'خلافة' التنظيم المزعومة على الانهيار في سوريا، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقوانينه المتشددة واعتداءاته الوحشية. وإضافة إلى المخيم العشوائي الذي يسيطر عليه داخل بلدة الباغوز، يحتفظ التنظيم بوجوده في البادية السورية مترامية الأطراف.

ورغم الخسائر الميدانية التي مُني بها خلال العامين الأخيرين، لا يزال التنظيم قادرا على تحريك "خلايا نائمة" تقوم بوضع عبوات أو تنفيذ عمليات اغتيال أو خطف أو تفجيرات انتحارية تستهدف مواقع مدنية وأخرى عسكرية.