لا سلام دون انسحاب كامل للحوثيين من الحديدة

الرئيس اليمني يبلغ المبعوث الأممي لليمن بترحيب حكومته بمبادرة الحديدة لكنه شدد على ضرورة عدم الاكتفاء بتسليم المتمردين إدارة ميناء المدينة للأمم المتحدة بل يجب عليهم الانسحاب الكامل منها.

الوسيط الأممي يجتمع مع هادي بعد اجتماعات سابقة مع الحوثيين
الأمم المتحدة في سباق ضد الساعة لوقف هجوم واسع على الحديدة
الحوثيون قبلوا بإدارة أممية لميناء الحديدة ورفضوا الانسحاب منها
المتمردون يناورون بحلول مبتورة لكسب الوقت

عدن - أبلغ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الأربعاء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بترحيب بلاده بمبادرة الحديدة ودعمه للجهود الأممية الرامية لايجاد حل ينهي الصراع، إلا أنه شدد على ضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة دون الاكتفاء بتسليم الميناء لإدارة أممية.

اجتمع غريفيث اليوم الأربعاء مع الرئيس اليمني في عدن العاصمة المؤقتة، في إطار جهود لإيجاد حل سياسي يحول دون شن هجوم شامل على مدينة الحديدة حيث يوجد فيها الميناء الرئيسي الذي تعتبره الأمم المتحدة المنفذ الرئيسي لإمدادات الإغاثة وتخشى أن تؤدي العملية العسكرية الواسعة لتحريره من تعطيل وصول المساعدات الإنسانية عبره.

ويشن التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات هجوما بدأ في 12 يونيو/حزيران لإخراج جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من الحديدة المدينة الساحلية التي تضم ميناء يعتبر شريانا ماليا حيويا للمتمردين ومنفذا مهما لإمدادات الأسلحة الإيرانية.

ويأتي لقاء غريفيث مع الرئيس اليمني فيما سبق أن ذكرت مصادر غربية أن الحوثيين ابدوا استعدادهم لتسليم إدارة ميناء الحديدة للأمم المتحدة وحثت واشنطن التحالف على قبول مثل هذا الاتفاق.

لكن مسؤولا إماراتيا قال الثلاثاء إنه يتعين على الحوثيين الانسحاب من مدينة الحديدة الساحلية كشرط لأي اتفاق سلام.

ويقاتل التحالف الحوثيين منذ 2015 دعما لشرعية حكومة الرئيس هادي التي أجبرت على مغادرة العاصمة صنعاء بعد انقلاب الميليشيا المدعومة من إيران على الحكم بقوة السلاح.

ويسيطر الحوثيون الآن على أغلب المناطق المأهولة بالسكان في اليمن بالإضافة إلى العاصمة. وينفون العمل لصالح إيران قائلين إنهم يدافعون عن البلاد من غزاة أجانب، وهي دعايات مكشوفة إذ لا سلطة ولا قدرة لهم على حكم اليمن من دون الدعم الإيراني بالمال والسلاح.

وتعتبر دول الخليج الحوثيين مخلب من مخالب إيران المتورطة في أنشطة ارهابية تستهدف زعزعة استقرار المنطقة وأمنها القومي.

ويأتي اجتماع الوسيط الأممي مع الرئيس اليمني في عدن العاصمة المؤقتة للحكم بعد اجتماعات أجراها مع مسؤولين من الصف الأول في ميليشيا الحوثي خلال زيارته الأخيرة للعاصمة صنعاء.

وفي بيان بعد الاجتماع قال خالد اليماني وزير الخارجية اليمني إن الرئيس عبدربه منصور هادي رحب بجهود الأمم المتحدة التي تستند إلى "مبادرة الحديدة" المطروحة منذ 31 مايو/أيار.

أضاف الوزير في البيان أن "المبادرة هي حزمة متكاملة تقوم في الأساس على مبدأ الانسحاب الكامل للحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة ودخول قوات من وزارة الداخلية إلى المنطقة".

ونقلت قناة العربية التلفزيونية المملوكة للسعودية اليوم الأربعاء عن مصادر قولها إن غريفيث أبلغ هادي بأن الحوثيين وافقوا على تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة لكن هادي أكد على ضرورة انسحاب الحوثيين بالكامل من المدينة.

وهدأ القتال في الأسبوع الماضي منذ أن سيطرت قوات تقودها الإمارات على مطار الحديدة. لكن الأمم المتحدة تخشى أن تشمل المرحلة الثانية من المعركة هجوم التحالف على وسط المدينة وتقدمها إلى الميناء مما قد يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بالمدينة نفسها وإطلاق كارثة إنسانية إذا انقطعت الإمدادات عن بقية أرجاء البلاد.

لكن التحالف العربي سبق له أن طمأن المجتمع الدولي والأمم المتحدة معلنا عن إعداده خطة إنسانية شاملة تسمح باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية لليمنيين.

وأعلنت دول التحالف العربي أيضا أنها وضعت جميع الاحتمالات والسيناريوهات بما فيها تفجير الحوثيين لميناء الحديدة.

وتقول دول التحالف إنها تسعى للسيطرة على الحديدة لحرمان الحوثيين من مصدر دخلهم الرئيسي ومنعهم من تهريب السلاح.

وتؤيد البلدان الغربية ضمنيا دول التحالف العربي في الصراع وسمحت ببيعها أسلحة فيما تعمل على كبح النفوذ الإيراني في المنطقة.

وباتت القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة على قناعة تامة بأن الحوثيين ذراع إيرانية تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وتجمع تلك القوى على أن الحوثيين باتوا يشكلون خطرا على أمن الملاحة البحرية والتجارة الدولية عبر منفذ البحر الأحمر.