لا صلة للجيش الليبي بالغارة على مركز لإيواء المهاجرين

القوات الليبية المسلحة تنفي أي مسؤولية لها في الهجوم الجوي على مركز لايواء المهاجرين في تاجوراء، مشيرة إلى أن حكومة طرابلس تدبر مؤامرة لالصاق التهمة بالجيش الليبي.
قيادة الجيش الليبي تتحدث عن مؤامرة لتشويه سمعتها
حكومة طرابلس تحاول إلصاق تهمة قصف مهاجرين بقوات حفتر
المفوضية العليا لشؤون اللاجئين طلبت إخلاء المركز قبل أسابيع
السلطة في طرابلس متهمة بتخزين ذخيرة في مراكز إيواء المهاجرين

بنغازي (ليبيا) - نفت القيادة العام للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مساء الأربعاء أي مسؤولية لها عن استهداف مركز لإيواء المهاجرين في تاجوراء (15 كلم شرق العاصمة طرابلس) حيث قتل أكثر من 40 مهاجرا وأصيب 70 آخرون بجروح مساء الثلاثاء.

وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم القوات الليبية في مؤتمر صحفي من بنغازي "القوات المسلحة تنفي مسؤوليتها عن استهداف مركز المهاجرين بتاجوراء"، متهما السلطة في طرابلس بـ"تدبير مؤامرة" في محاولة لـ"إلصاق التهمة بالقوات المسلحة".

وكان المسماري يشير إلى محاولات لتشويه صورة الجيش الليبي الذي يخوض معركة بدأها في أبريل/نيسان ضد الجماعات المتشددة في العاصمة والموالية لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج.

وتزايدت الدعوات الأربعاء لإجراء تحقيق مستقل في الحادثة التي لم تتبناها أي جهة وسط اتهامات متبادلة بين حكومة الوفاق والجيش الليبي بالمسؤولية عن الغارة.

وكتب فيليبو غراندي رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة على تويتر "المهاجرون واللاجئون يجب أن لا يحتجزوا. المدنيون يجب أن لا يكونوا هدفا. ليبيا ليست مكانا آمنا" للمهاجرين واللاجئين.

دعوات دولية لإجراء تحقيق مستقل في الحادثة التي لم تتبناها أي جهة وسط اتهامات متبادلة بين حكومة الوفاق والجيش الليبي بالمسؤولية عن الغارة

وذكر المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف أن المفوضية طلبت إخلاء المركز قبل أسابيع "بعد أن كاد يصاب بضربة جوية مماثلة"، مضيفا أنه يعتقد أن المركز يستخدم لتخزين الأسلحة. وقال "استخدام البنى التحتية بهذا الشكل يمثل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي".

وتقول البعثة الدولية في ليبيا إن نحو 3500 مهاجر ولاجئ يحتجزون في مراكز الاحتجاز بالقرب من منطقة القتال مما يعرضهم للخطر.

وتقيم حكومة الوفاق مراكز لاحتجاز المهاجرين. وواجهت السلطات القائمة على تلك المراكز مرارا اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان من تعذيب واستعباد للمهاجرين واغتصاب، لكن سلطة طرابلس نفت في المقابل وجود انتهاكات ووعدت بتحقيق مستقل وشفاف.

ورغم استمرار الفوضى لا تزال ليبيا دولة عبور رئيسية للفارين من النزاعات وعدم الاستقرار من مناطق أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط.

وتقول جماعات حقوقية إن المهاجرين يتعرضون لإساءات فظيعة في ليبيا التي تتصارع فيها المليشيات.

ودخلت تركيا علنا على خط الأزمة في ليبيا بإرسالها شحنات أسلحة لحكومة الوفاق وجماعات تقول القيادة العامة للجيش الليبي إنها جماعات متطرفة من ضمنها جماعة الإخوان.

والتدخل التركي الذي سبق وأن حذّر منه الجيش الليبي أجج الصراع وأبعد طرفي الأزمة عن الحل السياسي.

ولم تتضح بعد الجهة التي نفذت الغارة على مركز إيواء المهاجرين، لكن مصادر محلية لم تستبعد أن تكون العملية مقصودة لتشويه الجيش الليبي في خضم الحملة التي يقودها لتطهير طرابلس من الإرهاب.

وأعلن المسماري أن القوات الليبية دمرت اليوم الأربعاء غرفة التحكم الرئيسية بالطائرات المسيرة داخل قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس.

وأعلن مطار معيتيقة الدولي في بيان مقتضب، وقف الملاحة الجوية فيه نتيجة تعرضه لقصف جوي تبنته قوات الجيش الوطني الليبي. وأكد مصدر أمني حصول الغارة، مضيفا أن "القصف الجوي لم يوقع أضرارا بشرية".