لا عقوبات أميركية على إمدادات الطاقة للبنان عبر سوريا
بيروت - طمأنت الولايات المتحدة عبر سفيرتها في بيروت دوروثي شيا الحكومة اللبنانية بألا تخشى عقوبات تتعلق بخطط إمدادات الطاقة من مصر عبر الأردن فسوريا، وهي إمدادات ضرورية جرى الاتفاق عليها العام الماضي من خلال محادثات بين الدول الثلاث.
وقال مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم الجمعة إن سفيرة الولايات المتحدة أبلغت الحكومة أنه ينبغي ألا تساورها أي مخاوف من قانون العقوبات الأميركية في ما يتعلق بخطط تلقي إمدادات من الطاقة من دول بالمنطقة.
وتسعى واشنطن لقطع الطريق على حزب الله الذي سبق له أن تحدى الحكومة وجلب شحنات وقود في ذروة الأزمة عزز من خلالها نفوذه وفتح منافذ أوسع للتدخل الإيراني في لبنان.
وتخشى الولايات المتحدة من أن استمرار أزمة الوقود والكهرباء في لبنان ستعزز هيمنة حزب الله وإيران أكثر وقد سبق لها أن وعدت بالمساعدة لتخفيف الأزمة.
ويسعى لبنان الذي يعاني أزمة مالية طاحنة لتلقي إمدادات من الطاقة من دول عربية لتخفيف وطأة نقص حاد في الداخل، غير أن هذه الإمدادات لا بد أن تمر عبر سوريا الخاضعة لقانون العقوبات الأميركية.
وورد في بيان من مكتب رئيس الوزراء أن السفيرة دوروثي شيا سلمت ميقاتي كتابا خطيا من وزارة الخزانة الأميركية "أجابت خلاله على بعض الهواجس التي كانت لدى السلطات اللبنانية في ما يتعلق باتفاقيات الطاقة الإقليمية التي ساعدت الولايات المتحدة في تسهيلها وتشجيعها بين لبنان والأردن ومصر".
وبموجب خطة اتفقت عليها بيروت والقاهرة وعمان ودمشق في سبتمبر/أيلول، سيمر الغاز المصري إلى لبنان عبر أنابيب تقطع الأردن وسوريا، للمساعدة في تعزيز إمدادات الطاقة التي لا تكفي الآن لتوفير الكهرباء إلا لساعات قليلة في اليوم على أفضل تقدير.
ولقيت الخطة دعما من الولايات المتحدة وتهدف إلى ضخ الغاز عبر خط أنابيب عربي تم مده منذ نحو 20 عاما.
غير أن الخطة واجهت تعقيدات بسبب العقوبات الأميركية على الحكومة السورية مما دفع المسؤولين اللبنانيين لأن يطلبوا من واشنطن الحصول على إعفاء. وقالت سوريا إنها مستعدة للتعاون.
وكان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب قد أعلن أمس الخميس، أن المسؤولين الأميركيين جددوا تأكيد دعمهم لاستيراد الغاز والكهرباء إلى لبنان من مصر والأردن عبر سوريا واستثناء لبنان من قيود قانون قيصر و"أن هذا الأمر تم إبلاغه إلى المسؤولين المصريين".
وجاءت تصريحاته خلال لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون حيث "أطلعه على نتائج زيارته إلى الولايات المتحدة واللقاءات التي عقدها مع عدد من المسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي ووزارة الخارجية"، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وأشار الوزير بوحبيب إلى أنه "لمس خلال المحادثات دعما أميركيا واضحا لدور صندوق النقد الدولي المرتقب في مساعدة لبنان على تجاوز ظروفه الاقتصادية الصعبة من خلال الإسراع في خطة التعافي التي تضعها الحكومة اللبنانية وأيضا ضرورة إنجاز الإصلاحات الضرورية التي يحتاجها لبنان".
ولفت إلى "تشجيع المسؤولين الأميركيين على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها"، موضحا أن "المسؤولين الأميركيين يشجعون المضي في عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية وأن الموفد الأميركي المكلف بهذه المهمة اموس هوكشتاين سيحضر إلى لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة لاستئناف مساعيه".
وأضاف أن المحادثات تناولت "مسألة المساعدات الأميركية للجيش اللبناني وفق خطة الدعم الموضوعة لهذه الغاية بين القيادتين اللبنانية والأميركية".
وأشار إلى أن "البحث تطرق أيضا إلى علاقات لبنان مع دول الخليج والأوضاع في سوريا ومسألة النازحين السوريين، حيث لاحظ تفهما من الإدارة الأميركية للموقف اللبناني من هذا الملف أكثر من الماضي"، وفق بيان الرئاسة.